تعيين مبعوث إضافة نوعية تترجم التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة

الإمارات تعزّز الجهود العالمية في التغيّر المناخي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتصدر الاستدامة البيئية أولويات حكومة الإمارات باعتبارها أحد أهم الموضوعات الرئيسية في أجندة الدولة، التي تلتزم بمكافحة آثار التغير المناخي من خلال استراتيجيات وسياسات ومبادرات رائدة تهدف إلى إشراك جميع أفراد المجتمع في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية.

ويترجم تكليف حكومة الإمارات معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، كمبعوث خاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، جهود والتزامات الدولة في مجال الطاقة النظيفة والحد من تداعيات تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمع الدولي، كما يؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها للتغير المناخي ضمن الأولويات الوطنية.

وسيضطلع معاليه بالعديد من المهام كمبعوث بمتابعة الموضوعات المتعلقة بالتغير المناخي إقليمياً ودولياً بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدولة، وتمثيل الدولة في المحافل والمؤتمرات والمفاوضات الإقليمية والدولية في المجالات المرتبطة بموضوع التغير المناخي، والقيام بمهام المتحدث الرسمي المعتمد لدولة الإمارات بشأن قضايا التغير المناخي والترويج لمبادرات وسياسات وإنجازات الدولة في نفس الإطار وذلك على المستوى الإقليمي والدولي.

ويمتلك معالي سلطان الجابر خبرة طويلة ومتميزة في مجال الطاقة المتجددة والتقليدية، إذ كان معاليه المبعوث الخاص للإمارات لشؤون الطاقة وتغير المناخ خلال الفترة 2010-2016 وساهم معاليه تحت إشراف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في فوز دولة الإمارات باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) 2009 في مدينة مصدر بأبوظبي.

وتحرص الإمارات على تحقيق التوازن بين التزاماتها في الحد من تداعيات التغير المناخي، واستمرار مسيرتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، حيث تعزز مبادراتها الجهود العالمية نحو تعزيز الطاقة المستدامة، وتواصل العمل على تقليل بصمتها الكربونية، من خلال رؤية شاملة للاستدامة التي تعتبر أساس التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتتواكب مع تطلعات حكومة الإمارات في إشراك فئة الشباب الذين يشكلون القوة الدافعة والعنصر الرئيسي لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة ومستهدفات التنمية المستدامة على جميع الصعد محلياً وإقليمياً وعالمياً.

أهداف التنمية

وتسهم دولة الإمارات العربية المتحدة بفاعلية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وكانت الدولة في طليعة دول العالم في تنفيذ استراتيجيات تدعم الاستدامة عملاً بالرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، من خلال إطلاق مشاريع ومبادرات رائدة تسهم في مواصلة بناء وتطوير اقتصاد أكثر اخضراراً، والحفاظ على الإرث البيئي للأجيال القادمة، حيث وضعت الدولة استراتيجيات ومبادرات مختلفة، من بينها رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 وغيرها، وذلك كجزء من مسؤوليتها العالمية للتصدي للتغير المناخي، من خلال المحافظة على الموارد الطبيعية، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة، وتطبيق خطط التنمية الخضراء، والمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

وتعمل حكومة دولة الإمارات على مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة من خلال اعتمادها لمصادر طاقة متجددة ونظيفة، إضافة لبناء العديد من محطات توليد الكهرباء الجديدة، والصديقة للبيئة.

مشاريع

ونفذت الدولة مشاريع كبيرة في مجال الطاقة المتجددة بالعالم، وأولت التوجه نحو استخدام حلول الطاقة المتجددة اهتماماً بالغاً منذ عام 2006 مع انطلاق أعمال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وبدء تنفيذ مشاريع عملاقة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، مثل محطة شمس، وتعد «مدينة مصدر» في أبوظبي إحدى أكثر المجتمعات الحضرية استدامة في العالم، وتتضمن مجمعاً متنامياً منخفض الكربون وقائماً على التقنيات النظيفة، ومنطقة حرة، ومنطقة سكنية، ومطاعم ومتاجر تجزئة، ومتنزهات خضراء.

ويعتبر مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل. وستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميغاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم.

وسيسهم المجمّع عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، إلى جانب محطة «نور أبوظبي» أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية قدرها 1.177 ميغاواط، وغيرها من المشاريع الحيوية.

وتعتبر أدنوك من أقل شركات النفط والغاز على مستوى العالم في الانبعاثات الكربونية، ولديها مشروع «الريادة» الذي يعد الأول على مستوى المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وتعمل على مضاعفة طاقة هذا المشروع بنسبة 500%، كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتكليف أدنوك بدراسة إنتاج الهيدروجين كوقود مستدام.

مسيرة مستدامة

اليوم تواصل دولة الإمارات ريادتها عالمياً كداعم أساسي للتنمية المستدامة، فمن أرض الإمارات انطلقت «المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر»، ومقرها الدائم في مدينة دبي، وتحظى المنظمة بدعم وتشجيع العديد من الدول والمنظمات الدولية المعنية، وإقبال كبير من الدول لتسجيل عضويتها في المنظمة، وتم إنشاؤها بدعم ومبادرة من حكومة دبي بالتعاون والشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2016.

وفي القمة العالمية للحكومات تصدرت تداعيات التغير المناخي مناقشات القمة في أكثر من دورة للقمة وتم التركيز على ضرورة اعتماد حلول مبتكرة قابلة للتنفيذ على المدى القريب لخفض حدة تداعيات التغير المناخي والتكيف معها، لتقليل تأثيرها على صحة البشر والبيئة بشكل عام.

Email