الإمارات تكرّس ثقافة التسامح برسائل فنية

يكرس الفن مفهوم التسامح، من خلال الأعمال والمعارض والمتاحف الفنية المختلفة، التي تقام على أرض الإمارات، كما تعد مشاركة مجموعة من رواد الفن بالخارج، بأعمالهم الفنية، فرصة لإيصال المفهوم الأصيل للثقافة والفن في الدولة، حيث تسهم تلك المشاريع والمشاركات الثقافية، في خلق صورة إيجابية عن الدولة والمنطقة، وتعطي التأثير على المدى البعيد، مؤكدة الوجه السمح للدولة أمام ثقافات العالم.

لغة موحدة

«البيان» التقت مسؤولين ومهتمين بمجال الفنون، للحديث عن أهمية ترسيخ مفهوم التسامح، وتقريب وجهات النظر بين الشعوب عن طريق الفن، وفي حديثنا مع سقراط بن بشر مدير الفنون والثقافة في مؤسسة الشيخ سعود بن صقر لبحوث السياسة العامة، مدير مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية، قال: «يعتبر الفن رسالة ووسيلة راقية، تستطيع من خلالها التعبير عن قصص من التاريخ والحاضر والمستقبل، ويعتبر الفن لغة موحدة، يتكلمها جميع دول العالم، عن طريق التعبير بمفردات الرسم واللون، سواء كانت عن طريق الموسيقى، الشعر، التصوير، والأفلام الوثائقية، وللتسامح أهميّة كبيرة في حفظ حقوق الإنسان وتحقيق السلام‬، ‎‫فالتسامح له أهمية كبيرة على تحقيق السلام والمودة بين شعوب العالم، واستقرار الفرد في مجالات عديدة، قد يخدم فيها جميع الأفراد حوله، والمجتمع ككل». ‬

مشاريع فنية

وتابع: «الفن في المدارس، يحمل رسالة المحبة، ويعلم أفراد المجتمع، سواء الكبار والأطفال، أهمية التعبير عن الذات في صورة خيالية فريدة من نوعها، لتسهم دولة الإمارات العربية المتحدة، بكثير من المشاريع الفنية الثقافية، لتوحيد المفاهيم، وترسم صورة إيجابية للمقيمين على أرضها أو خارج الدولة، وترسم خططاً استراتيجية، تسهم في تماسك وترابط العالم، فتؤثر هذه المشاريع الفنية في وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في الخريطة الإقليمية والعالمية، باهتمامها بتاريخ هذه الدول وعراقتها، وتساعد هذه المشاريع على تنمية الثقافة الفكرية والفنية للمقيمين فيها، وسرد قصص الماضي، لنرسم المستقبل. لقد قامت وزارة الثقافة والشباب في السنوات الماضية، بإبراز هذا الجانب، والذي ينمي أفراد المجتمع، سواء مواطني الدولة أو المقيمين على أرضها الطيبة من كل الجوانب، أهمها الجانب التعليمي، واحترام الديانات والحضارات المختلفة، لتعميم رسالة الفن الجميل، المعبرة بجميع اللغات».

مد الجسور

ومن جهتها، قالت أنطونيا كارفر المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل: نحن في مركز جميل للفنون، نقوم بعرض الفنون التي تعنى بمد جسور من التواصل والحوارات والنقاشات. وتسهم معارضنا وبرامجنا التعليمية، في التعبير عن طبيعة دولة الإمارات العربية المتحدة، كدولة تحتفي بالثقافة، وتعدها ركيزة من ركائز المجتمع، دولة تنظر دوماً نحو المستقبل، ترحب بالعالم أجمع، وهي أيضاً دولة ترى نفسها جزءاً من مجتمع عالمي واسع ومترابط.

في 2020-2021، ستتاح لمعارض فن جميل، المُنتجة في الإمارات العربية المتحدة، القيام بجولات في متاحف كندا وألمانيا ولبنان وإيرلندا والهند وبلدان أخرى، في كل مرة يسافر فيها عمل فني أو معرض، فإنه يأخذ معه روح المكان، حيث تم تصميمه وإنتاجه.

مكانة كبيرة

نحن نشهد تزايداً في عدد المعارض والأعمال الفنية التي يتم إنتاجها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تنتقل إلى أماكن أخرى، ما يرفع من مكانة الإمارات كمنتج ومصدر - وكذلك مستهلك - للثقافة والمعرفة. إنه أمر غاية في الأهمية، وينتج عنه انكساراً للصورة النمطية التي تحدد أطر الفن، ضمن مدن مثل لندن، باريس، ونيويورك.

معرضنا الحالي، الذي ينتهي في 22 نوفمبر، يقدم أعمالاً للفنان العراقي الأمريكي العالمي، مايكل راكوفيتز، وهو تعاون بين مركز جميل للفنون، ومجموعة متاحف في لندن وتورينو. وبالطبع، أحدث التركيز هذا العام على البرامج الرقمية، تزايداً هائلاً في مجالات التعاون الدولي، فعلى سبيل المثال، شهد البرنامج الرقمي، الذي يعد جزءاً من برنامج الاستحواذ الشبابي المقام في مركز جميل للفنون، ورش عمل حضرها فنانون ومفكرون شباب من كل مكان، من باراغواي إلى الصين.

الأكثر مشاركة