مشروع لإنهاء إجراءات المسافرين «إلكترونياً» في منفذ حتا

نظمت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي أمس مؤتمر الابتكار الافتراضي تحت عنوان «الابتكار هو مفتاح المستحيل» بمشاركة عدد من المسؤولين الذين تحدثوا عن تأثير الابتكار على حكومة دبي، والعمل عن بُعد وجهود الحكومة الرشيدة في دعم المبتكرين وتطوير الابتكار، وتابع المؤتمر قرابة 3700 شخص من مختلف المؤسسات، وكشفت «إقامة دبي» خلال مشاركتها في المؤتمر عن بدء تجربة مشروع لإنهاء إجراءات المسافرين دون تدخل بشري في منفذ حتا البري على غرار الممر الذكي في مطار دبي.

واستهل معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد حديثه قائلاً: «إن الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة تحول إلى منهج عمل وثقافة راسخة في مختلف قطاعات التكنولوجيا والعلوم والبحوث، وأصبح ركيزة في بناء الاقتصاد المعرفي وتعزيز ريادة الدولة على مستوى المنطقة والعالم ضمن أهم المؤشرات العالمية، لافتاً إلى أن الريادة ترسّخت بفضل مساهمة الكوادر الوطنية في توظيف التكنولوجيا الحديثة التي تستشرف التغيرات الدولية، وتعزّز القدرة على مواجهة التحديات المقبلة، وهذه الريادة تعزّزت من خلال عدد من الاستراتيجيات الوطنية لتمكين أبناء الإمارات بأدوات الثورة الصناعية الرابعة». وأضاف: «إن الذكاء الاصطناعي من أهم المهارات المطلوبة في كبرى الشركات العالمية والناشئة، وبهدف ضمان إعداد جيل المستقبل في هذا المجال أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من البرامج مثل الذكاء الاصطناعي الذي ينظمه البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي مع جامعة اكسفورد، والذي ساهم بتخريج مهارات وطنية متقدمة ستسهم في توظيف مخرجات ذلك في المؤسسات الحكومية والخاصة».

700 دراسة

وأكد أن الشباب في صميم عملنا وسنعمل على تشجيع نشر الدراسات العلمية، لافتاً إلى أنه منذ عام 2017 تم نشر أكثر من 700 دراسة علمية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي كان للشباب النصيب الكبير فيها، كما شهدت الدولة زيادة في عدد الاختراعات المسجّلة، والتي بلغ عددها 3600 طلب خلال عام 2019 بنسبة نمو 1000% مقارنة بالسنوات الست الماضية، وبهذه النتائج الإيجابية سوف نواصل في المرحلة المقبلة تطوير مشاريعنا وتوفير التمويل للابتكار.

ومن جانبه قال معالي عبدالله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: «إن استراتيجية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تعزيزه للابتكار مبنية على الاختيار الصحيح للمسؤولين وإعطائهم المساحة الكافية في عملهم من دون حدود للوصول إلى قمة الابتكار».

وأكد: «نحن كمسؤولين من الواجب علينا تأهيل الكوادر المواطنة ليقودوا مسيرة الابتكار ويقوموا بالمهام المنوطة بهم ومساعدتهم في تحديد أهدافهم بالطريقة المناسبة التي يرونها لإحداث فارق إيجابي في حياة المجتمع دون تقييدهم بطريقة معيّنة وتشجيعهم على بذل جهود مضاعفة لجعل الابتكار أسلوب عمل يعزّز مكانتنا عالمياً».

وأشار معاليه إلى بروز مكانة الابتكار عند رؤيتها بالأرقام وربطها برضا المتعاملين، فحصول المتعامل على خدمة مبتكرة ومتميزة يدل على الابتكار، حيث ساهمت هذه الاستراتيجية برفع نسب السعادة منذ 2005، حيث بلغت 69%، وخلال العام 2019 بلغت 85.2%، في حين بلغت نسب سعادة الموظفين خلال 2005، 68% وارتفعت إلى 85% في 2019.

وتطرّق خلال الكلمة التي ألقاها إلى عدد من المشاريع التي أرست لإمارة دبي مكانة استراتيجية عالمية في مختلف القطاعات، وتبرز مكانة الابتكار في مشاريعها المختلفة منها مطار دبي وطيران الإمارات إلى جانب ميناء جبل علي والمنطقة الحرة ومترو دبي الذي يعتبر أيقونة ضمن وسائل النقل التي تتوفر لأفراد المجتمع في الإمارة.

ثروة مستدامة

بدوره قال اللواء محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي: «إن الابتكار ثروة مستدامة وأساس لتطور الشعوب وتقدم الدول إلى المستقبل، ومن هذا المنطلق جعلت «إقامة دبي» الابتكار على رأس قائمة أولوياتها، وحرصت على تضمينه في مختلف استراتيجياتها ومبادراتها، من خلال توفير بيئة محفّزة تشجع على الإبداع والابتكار، وتبني الأفكار الخلّاقة وتحويلها إلى عمل ملموس يطور من المنظومة العملية في الإدارة».

وأضاف المري: «إن إقامة دبي حريصة على عقد مثل هذه اللقاءات الغنية بالخبرات ونقل المعرفة والتجارب لما لها من أثر إيجابي في تطوير العمل وتحقيق أعلى معايير الجودة واستدامة التميز للارتقاء بمستوى العمل الحكومي».

التحول الرقمي

وأشار إلى أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع عملية التحول الرقمي، كما أفسحت المجال أمام المزيد من المشاركات وتحقيق أكبر استفادة ممكنة من عقد مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات على نطاق أوسع.

ومن جهته، قال خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي مؤسسة دبي للمستقبل، خلال مشاركته في محور «مختبرات الابتكار الحكومي لصناعة المستقبل»: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة طوّرت تجربة عالمية ناجحة في تبني ثقافة الابتكار ضمن منظومة العمل الحكومي، ترتكز على تمكين الكوادر الوطنية في الجهات الحكومية بأدوات الابتكار واستشراف المستقبل، وتهيئة البنية التحتية لتوظيف قدراتهم وخبراتهم في إيجاد حلول مبتكرة تلبي تحديات واحتياجات المستقبل».

وقال «إن مؤسسة دبي للمستقبل تعمل مع شركائها من القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات وخارجها على توظيف برامج حاضنات الابتكار ومسرّعات الأعمال التي تستضيفها منطقة 2071، مثل مختبرات دبي للمستقبل، ومسرّعات دبي المستقبل، ومختبرات مستقبل قطاعات الطيران والطاقة والبلوك تشين وريادة الأعمال، في تطوير حلول وخدمات مبتكرة قائمة على التكنولوجيا الحديثة، بما يسهم بتعزيز جاهزية القطاعات الحكومية والخدمية والاقتصادية وضمان قدرتها على مواكبة التغيرات العالمية».

وبدورها قالت مريم بن ثنية عضو المجلس الوطني الاتحادي: «إن المجلس يتطلع إلى دراسة وإبداء الرأي فيما يتعلق بتشريعات استشراف المستقبل ويدعم الابتكار ومجتمع المبتكرين من خلال ممارسته لاختصاصاته التشريعية والرقابية، ويهدف إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة لاستشراف المستقبل، مؤكدة أن التطور الرقمي والتكنولوجي أظهر فرصاً كبيرة للبرلمانات، لتصبح أكثر انفتاحاً على مختلف المواضيع ذات الصلة بالابتكار والتكنولوجيا الرقمية».

وأكدت هدى الهاشمي رئيس الاستراتيجية والابتكار الحكومي لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، «إن الابتكار يشكل ركيزة أساسية في منظومة عمل حكومة دولة الإمارات، ونهجاً مستداماً لصناعة المستقبل، يقوم على إيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية للتحديات، وتبني الاستباقية وتعزيز المرونة في العمل الحكومي، لتسريع الإنجازات وتحقيق أفضل النتائج وتعزيز الجاهزية الحكومية لمختلف التحديات».

حلول

استعرض الملازم أول خلف راشد الغيث رئيس قسم الابتكار في «إقامة دبي» مشروع منفذ حتا الذكي والذي لا يزال قيد التجارب، حيث يقدم المشروع حلاً لتحديات الازدحام اليومي في منفذ حتا البري، وذلك عن طريق مرور المسافرين عبر الممر السريع الذي يتم من خلاله قراءة لوحة المركبة وبصمة وجه المسافر ومطابقتها مع البيانات وإنهاء الإجراءات من دون تدخل الموظفين، وذلك على غرار الممر الذكي في مطار دبي.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز