قصة خـبرية

بالفيديو.. شقيقها الأصم دفعها لتكون مترجمة لغة إشارة

خديجة وشقيقها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتعلم خديجة لغة الإشارة من أجل العمل، بل للتواصل بها مع شقيقها التوأم، فقد دفعها حبها لشقيقها، إلى بذل كل ما في وسعها للتواصل معه، حتى أصبحت الناطق بلسانه، حيث تعلمت لغة الإشارة، وحصلت على شهادة مترجم في المستوى الأول، من وزارة تنمية المجتمع، وأخرى من جمعية الإمارات للصم. بدأت خديجة تعلم لغة الإشارة، بعدما وجدت صعوبة في فهم أخيها الأكبر، وعملت على تطوير قدراتها في التواصل معه، ثم بادرت بالتطوع، ومشاركة أصحاب الهمم بصحبة أخيها، حتى تساعده على الانخراط في المجتمع، وأصبحت لغة الإشارة في منزلهم لغة أساسية، تتعامل بها والدتها مع أخيها.

وتطمح خديجة في أن تتعمق في تعلم لغة الإشارة، لنشرها بين أفراد المجتمع، لأنها تعمل على التواصل بين الصم والبكم والمحيطين بهم، وتنقل المشاعر المتبادلة بينهم، وتساعد في التعبير عن حاجاتهم المختلفة، كما تعمل على النمو الذهني والشفوي والإشاري لأصحاب القدرات الخاصة من الصم والبكم، وتساعد على الحد من الضغوط الداخلية والنفسية التي تصيب من يعانون من عدم الكلام والسمع، وتعزز التخلص من الإصابة بالخوف والاكتئاب والإحباط لدى الصم والبكم، وتطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية لديهم.

وتعمقت خديجة في لغة الإشارة، التي تعتبر من أقدم وسائل التواصل والتخاطب للصم والبكم، والتي ظهرت في إسبانيا في القرن 17، للتعامل مع من لا يملكون القدرة على الكلام والسمع، فهي من اللغات التي تستخدم فيها اليدين بإشارات محددة، وتكون الإشارات تبعاً لكل حرف من الحروف الأبجدية، ومن خلالها، يمكن تكوين جمل، وهي ليست قاصرة فقط على حركة اليدين، بل تشمل تعابير الوجه، وحركة الشفاه والتعابير بحركة الجسم.

كانت أسرة خديجة، هي المظلة التي تظلها بالحب والدعم المعنوي لكل مشاركاتها ومساهماتها المجتمعية، وزرعوا فيها الصبر والجلد، والنظام، وقواعد رياضة الجوجستو والفنون القتالية، والدور القوي الذي قد تشارك فيه الفتيات للدفاع عن الوطن، وشاركت في العديد من المسابقات والمبادرات والأعمال التطوعية. وشاركت خديجة بالعديد من الفعاليات والاحتفالات الوطنية، كما شاركت في أوبريت حلم زايد، الذي نظمته جمعية المعلمين بدبا الحصن، ومسابقة زايد في مئة حكاية على مستوى وزارة التربية والتعليم، وانضمت إلى مبادرة «نحن قدها»، لتكون سفيرة للعودة الآمنة للمدارس خلال العام الجاري.

أحبت خديجة مشاركة أصحاب الهمم في مناسباتهم، وتنظيم رحلاتهم، فشاركت في مجلس شورى شباب الشارقة، لتكون صوت أخيها الناطق، والذي ينادى بمطالب فئة الصم وغيرهم من ذوى الإعاقة، وفازت بعدة جوائز، من بينها جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب لدورتها الثانية، بالميدالية الفضية، في فبراير الماضي من العام الجاري.

Email