20 خطأ بشرياً تتسبب في حوادث مرورية مأساوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضية الحوادث المرورية لاسيما البليغة، من القضايا المهمة في ضوء ما ينتج عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية، وخسائر في الأرواح لاسيما بين الشباب، إلى جانب التبعات المؤلمة الأخرى التي تتمثل في صورة العجز الذي قد تلحقه فيمن نجا من الموت تحت عجلات مركبات يقودها أشخاص متهورون، ضاربين بالنظم والقواعد المرورية عُرض الحائط.

القصص الواقعية المحزنة كثيرة، ومنها الحادث الذي وقع على طريق محافز - نزوى بالشارقة الأسبوع الماضي، وأدى إلى وفاة مواطنين وإصابة ثالث بإصابات بليغة، بسبب السرعة الزائدة التي دفعت المركبة 73 متراً خارج الطريق، والحادث المأساوي الذي وقع في أم القيوين في سبتمبر الماضي، حيث كان يقود خمسيني مركبته عكس السير وبسرعة عالية، ما أودى بحياته وحياة شابين مواطنين، إلى جانب مأساة أخرى تمثلت في وفاة شابين مواطنين من أسرة واحدة في حادث على امتداد شارع مليحة نتيجة السرعة الزائدة والتسابق على الطريق، فضلاً عن حادث وقع مؤخراً في دبي، إذ غلب النعاس سائق دراجة نارية ففقد السيطرة عليها ما أدى إلى تدهورها واصطدامها بالرصيف، ما أدى إلى قطع رجل السائق، وغيرها الكثير من الأخطاء الفادحة التي تتسبب في وقوع حوادث مأساوية قاتلة أسفرت عن نهايات حزينة لأصحابها.

«البيان» فتحت نقاشاً مع الجهات المعنية ومواطنين واختصاصيين نفسيين، للوقوف على أسباب الحوادث المرورية الجسيمة، ومدى تشدد القوانين في مواجهة طيش واستهتار بعض الشباب، والخروج أيضاً بتوصيات لتعزيز السلامة المرورية لكافة مستخدمي الطريق، حيث حددوا 20 خطأ فادحاً يرتكبها السائقون تتسبب في وقوع الحوادث المرورية الجسيمة، وهي: تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، والتجاوز الخاطئ، والسرعة الزائدة، وعدم ترك مسافة أمان كافية بين المركبات، وعدم منح الأولوية لعبور المشاة، والتفحيط، والانشغال بغير الطريق، والاستعراض بالمركبات، وعدم استخدام حزام الأمان، والقيادة عكس اتجاه السير، وإهمال صيانة المركبة خصوصاً صلاحية الإطارات، وتزويد المركبات، والقيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات، والقيادة تحت تأثير النعاس والإرهاق، والتسابق على الطرق، وقيادة المركبة من أشخاص غير مؤهلين، وعدم متابعة أحوال الطقس وتحذيراته، وعدم أخذ الحيطة والحذر أثناء الضباب، والتوقف المفاجئ، ومرور أو دخول المركبات في الطرق والأماكن الممنوعة.
وأشاروا إلى أن تكثيف التوعية وتشديد العقوبات وتكامل الأدوار المختلفة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأفراد تلعب دوراً كبيراً في الحد من نزيف الأرواح على الطرق.


استراتيجية شاملة
وأكد اللواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي القائد العام لشرطة عجمان، أن السرعة الزائدة هي السبب الرئيسي في غالبية الحوادث المرورية البليغة التي يروح ضحيتها زهرة شباب الوطن، إضافة إلى عدم الانتباه والتهور وقطع إشارة المرور الحمراء خلال القيادة، مما يؤكد عدم الالتزام بالإرشادات المرورية التي تعزز السلامة لكافة مستخدمي الطريق، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية تنفذ استراتيجية شاملة لتحقيق السلامة المرورية مع الشركاء، وتبذل جهوداً مضاعفة أسفرت عن انخفاض الحوادث المرورية المختلفة.


وذكر أن هناك تطوراً متواصلاً في الخطط بهدف تحقيق السلامة المرورية، مشيراً إلى أنه تم تطوير عمل معاهد تدريب القيادة وإضافة مواد نظرية تدرس للمقبلين على فحص القيادة ترتكز على نهج السلامة.

جهود
وعن جهود الشرطة للحد من المخالفات الخطرة والحوادث البليغة، أشار النعيمي إلى وجود أجهزة الضبط المروري وتحديد السرعات وتنبيه السائقين بها، إضافة لوجود كاميرات الرصد والمتابعة في الشوارع الرئيسية، مشيداً بالجهود المبذولة لتطوير شبكة الطرق لتحقيق السلامة المرورية وانسيابية الحركة.

وقال: لا تهاون مع المستهترين بأرواح الناس ومستخدمي الطريق، مشدداً على أن الشرطة تقوم باتخاذ الإجراءات الرادعة لتحقيق السلامة لكافة أفراد المجتمع من خلال حجز المركبات التي يقوم قائدوها بالقيادة بسرعة وطيش خلاف السرعات المقررة، كما يتم حجز المركبات المزوّدة بإضافات تزيد من سرعة المركبة وتسبب إزعاجاً للآخرين، وتشكل خطراً على مستخدمي الطريق. وأكد القائد العام لشرطة عجمان، أهمية استخدام شركات تصنيع المركبات الذكاء الاصطناعي لمنع حوادث الصدم، مشيراً إلى وجود بعض المركبات التي تقوم بعملية التنبيه لقائد المركبة، كما تخفف سير المركبة عند استشعارها وجود جسم قرب السيارة.

ضعف الوعي
من جانبه، أكد اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، أن من الأسباب التي تزيد من نسبة الخطورة على الطرق صغر السن بالنسبة لسائق المركبة، وضعف الوعي المروري وعدم المسؤولية لديه باتجاه نفسه والآخرين، وحب الشباب للتفاخر بما يقومون به من أعمال خطرة لجلب النظر إليهم وإثبات الذات بطريقة خاطئة.


وبيّن أن وزارة الداخلية قامت بإعادة تقييم ودراسة قانون السير والمرور، وتم إدراج بعض المخالفات الجديدة، ورفع عدد النقاط المسجلة عليها - خصوصاً - بعد أن لوحظ مدى خطورتها وتأثيرها في نسب الحوادث والوفيات، وقد بدأت الدولة تطبيق أحكام قانون السير والمرور الاتحادي المعدل منذ الأول من يوليو 2017، وذلك وفق القرار الوزاري رقم (178) بشأن الإجراءات الخاصة بالضبط المروري، بهدف بلوغ أعلى مستويات السلامة المرورية والحد من المخالفات الخطرة.

وذكر أن أبرز المخالفات الخطرة تتمثل في قيادة المركبة بطريقة تعرّض حياة السائق أو حياة الآخرين أو سلامتهم للخطر، وعدم الالتزام بخط السير الإلزامي وتجاوز الإشارة الضوئية الحمراء وعدم صلاحية إطارات المركبة أثناء السير، بالإضافة إلى السرعة الزائدة، كما أنه للحد من تلك المخالفات يتم تنظيم الحملات المرورية التوعوية على مدار العام بناءً على دراسة مؤشر الحوادث وأهم أسبابها وأبرز المخالفات المرورية، حيث يتم التوجّه إلى كافة مستخدمي الطريق من السائقين والمشاة عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعدة لغات حسب الجمهور المستهدف.

وبيّن أنه من أبرز تلك الحملات المرورية (لا تدع السرعة تجعل منك قاتلاً) و(الانحراف الخاطئ)، حيث أدت تلك الحملات إلى انخفاض عدد الوفيات إلى 43 % في النصف الأول من 2020 مقارنة بالفترة نفسها من 2019.

عقوبات رادعة
وفي السياق نفسه، أكد اللواء الشيخ راشد بن أحمد المعلا القائد العام لشرطة أم القيوين، أن الطرق في الإمارات تعد من أفضل الطرق على مستوى العالم، لافتاً إلى أن ما يجعل الطرق غير آمنة وجود فئة من السائقين غير الملتزمين بتطبيق قواعد وقوانين السير والمرور.

وتابع: يرتكب بعض السائقين مخالفات خطرة، مثل قيادة مركبة بطريقة تعرض حياة الآخرين أو سلامتهم أو أمنهم للخطر، وكذلك الانحراف المفاجئ، وقيادة المركبة بعكس اتجاه السير، ومخالفة تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، أو الدخول بالمركبة في مكان ممنوع، وقيادة مركبة تسبب ضجيجاً وغيرها من المخالفات التي يرتكبها بعض السائقين، والتي قد تتسبب في وقوع حوادث ينتج عنها أحياناً وفيات أو إصابات مختلفة.

وقال، إن العقوبات الحالية رادعة، كما أن تغليظ العقوبات تم العمل به في يوليو عام 2017 طبقاً للقرار الوزاري رقم 178، ولكن ما يجعل بعض السائقين يرتكبون مثل هذه المخالفات الجسيمة هو نقص ثقافة استخدام الطريق لدى بعضهم وأحياناً التوتر أو الحالة النفسية التي قد تصيب البعض أثناء القيادة، ونحن نرى أن العقوبات الحالية كافية للردع.



5مخالفات تتسبب في 692 حادثاً بأبوظبي
أهاب العميد سالم عبدالله الظاهري، نائب مدير مديرية المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بكافة مستخدمي الطريق إلى التقيد التام بقواعد وأنظمة السير والمرور والالتزام بالسرعة المحددة على الطرق وترك مسافة كافية بين المركبات، ليجنبوا أنفسهم وغيرهم مخاطر التعرض للحوادث المرورية.

وأفاد بأن المديرية حددت بعض أنواع المخالفات الأكثر خطورة وارتكاباً من السائقين، والتي ينتج عنها حوادث جسيمة تتسبب في وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، أهمها تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، والانحراف المفاجئ، وعدم التقيد بالسرعة المقررة، وعدم ترك مسافة أمان كافية بين المركبات، وعدم منح الأولوية لعبور المشاة، حيث تسببت هذه المخالفات الخمس في وقوع 692 حادثاً مرورياً منذ بداية العام الجاري، فضلاً عن تسجيل 50 ألفاً و774 مخالفة مرورية.

وأوضح أن تسجيل هذا العدد الكبير من المخالفات، يمثل مؤشراً إلى أهمية الردع لهذه الفئة من السائقين، خصوصاً أن القيادة بسرعة زائدة تلازمها غالباً مخالفات خطرة، مثل عدم ترك مسافة كافية بين المركبات، والانحراف المفاجئ مما يترتب عليه وقوع حوادث جسيمة قد توقع خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

وذكر الظاهري أن تجاوز الإشارة الحمراء من أخطر المخالفات المرورية التي تنتج عنها وفيات وإصابات جسيمة، إلا أن هناك سائقين يصرون على ارتكابها معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، لافتاً إلى أن شدة الاصطدام تكون عالية عند الإشارات الضوئية بسبب زاوية الاصطدام، الأمر الذي يرفع من عدد الوفيات ودرجات الإصابة.
وقال: تسببت مخالفة «الانحراف المفاجئ» في وقوع 108 حوادث مرورية منذ بداية العام الجاري، نتج عنها وفاة 9 أشخاص، وإصابة 151 آخرين بإصابات متنوعة.

ولفت إلى أن كاميرات مراقبة الطرق لاتزال ترصد فئة من السائقين يعمدون إلى زيادة سرعة مركباتهم بطريقة خطرة، محاولين تجاوز المركبات التي تسير أمامهم، موضحاً أن هذا السلوك في الغالب يؤدي إلى وقوع حوادث خطرة.

القيادة العدوانية ناتجة عـن اضطرابات نفسية واجتماعية
رأى أخصائيون نفسيون أن القيادة العدوانية ناتجة عن اضطرابات نفسية وأسرية واجتماعية، مؤكدين أن الكثير من الحوادث المرورية خصوصاً القاتلة يرتكبها شباب تتسم شخصيتهم بالاندفاعية وحب المغامرة والتميز والعدوانية والتهور في الكثير من الأوقات، فضلاً عن أسباب أخرى مثل الاكتئاب والتهميش، والرفاهية والقدرة على امتلاك سيارة في وقت مبكر.

انفعالات سلبية
وقال الدكتور أحمد الزعبي أستاذ علم النفس بجامعة عجمان، إنه لا يمكن الحكم على سبب واحد للتهور في القيادة أو ارتكاب المخالفات الخطرة، وذلك لأن القيادة تمثل نظاماً نفسياً واجتماعياً يتفاعل من خلالها الشخص مع الآخرين، ولكن بطريقة مختلفة عن التفاعلات المباشرة لوجود آليات نقل كوسيط لذلك التفاعل، وهنا يختلف السلوك القيادي باختلاف عوامل قد تكون في البيئة المحيطة بالشخص، ومن ذلك الأصدقاء الذين يعززون سلوكه أو عوامل داخل الشخص نفسه، ومن الممكن أن تلعب دوراً في ارتكاب تلك المخالفات أو التهور، ومنها المشاعر والانفعالات السلبية؛ وحالات الحزن الشديد أو الفرح الشديد أو الغضب، كل ذلك من الممكن أن يحدث تهوراً في سلوك القيادة، لأن سيطرة الحالة الانفعالية على الشخص تجعله أقل تركيزاً عقلياً.

وذكر أن من العادات الأكثر خطورة على السائق والآخرين عادات القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات، لأن هاتين الآفتين هما الأكثر فتكاً أثناء القيادة، فالعقل يكون غير قادر على السيطرة والتحكم لتقليص دور الخلايا العصبية التي تستقبل وترسل المعلومات من الحواس إلى الدماغ والعكس صحيح، مبيناً أنه على الرغم من وجود المخالفات الكبيرة على ارتكاب مثل تلك السلوكيات، فإننا نرى أن هناك من يقوم بها، وقد يعود ذلك إلى عدم تحمّل المسؤولية.

اضطرابات سلوكية
وأكد الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، أن حوادث السير عالمياً تشكل خطراً على الأمن الاجتماعي، وتثير قلقاً كثيراً بالنسبة لصانعي السياسات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، لأن حوادث السير دائماً ما تكون تكلفتها المادية عالية جداً -خصوصاً- إذا ما أصابت البنية التحتية للطرق وخلافه، وعلى المستوى الإنساني فهناك خسائر بشرية، لذلك لا بد أن يُفهم أن حادث السير عندما يقع تكون له انعكاسات سلبية كثيرة، منها تعطل السير وبالتالي تأخير مصالح الناس، ولذلك يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي لأن الحادث المروري الجسيم يسبب آثاراً نفسية واجتماعية وبشرية خطيرة.

وذكر أن حوادث الطيش تعد جريمة بحق المجتمع والقانون، وهؤلاء الأشخاص يكون لديهم اضطرابات سلوكية أو يعانون من تقدير الذات المنخفض، فيودون أن يثبتوا لمن يجلس معهم داخل المركبة وللآخرين المتفرجين أنهم يتمتعون بإمكانات وقدرات عالية حتى يلفتوا انتباه الآخرين، وبالتالي يكونون محط نظر الآخرين، فيتهورون من خلال ارتكاب المخالفات والقيادة بسرعة عالية ضاربين بعرض الحائط القوانين المنظمة لعملية السير والمرور.

سلوك عدواني
وأوضح الدكتور حسين العثمان عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة، أن القيادة عكس اتجاه السير من أخطر مخالفات السير على الطريق العام، وغالباً ما يتم ارتكابها من قبل من يقود المركبة وهو تحت تأثير مخدر أو مسكر، حيث يترتب على هذا التعاطي ضعف الإدراك الواعي للسرعة والاتجاه والنتائج المترتبة على هذا السلوك العدواني الذي يؤدي إلى تهديد سلامة قائد المركبة وتعريض حياة الآخرين للخطر.

ولفت العثمان إلى أنه لا شك أن قوانين السير والعقوبات الرادعة ليست هي الحل الوحيد لمعالجة المشكلة، لأن موضوع الالتزام بالقوانين المرورية قضية سلوكية متعلمة وعملية اجتماعية يجب غرسها منذ الصغر والتركيز عليها في المناهج الدراسية في جميع المراحل منذ المرحلة الابتدائية.

مأساة


أسرة مواطنة تفجع بوفاة شابين بسبب السرعة الزائدة

في مأساة مروعة، فجعت أسرة مواطنة بوفاة شابين، إثر حادث مروري جسيم بسبب السرعة الزائدة، الأمر الذي شكل جرحاً عميقاً للأسرة لم يندمل إلى يومنا هذا، وظل ينزف دائماً عند سماع وقوع أي حادث.

ويذكر خلفان عبد الله الحمادي، الحادث المروي المؤسف الذي راح ضحيته ابنه الذي لم يتجاوز عمره 17 عاماً، ومعه ابن خالته الذي يبلغ من العمر 18 عاماً.

ويقول الحمادي: في ذلك اليوم فجعت الأسرة بخبر وفاة نجليهما في حادث مروري على امتداد شارع مليحة، حيث توفي الأول سائق المركبة في موقع الحادث، والثاني لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى.
ويواصل سرد الذكريات الأليمة: تلقيت اتصالاً يفيد بوفاة ابني بكل صبر على الرغم من الحادث المؤلم الذي راح ضحيته فلذة كبدي، وكان طالباً في السنة النهائية للثانوية العامة، وابن خالته الذي كان مقبلاً على الدخول إلى كلية القانون بالجامعة الأمريكية في الشارقة.

وتابع: وقع الحادث في منطقة مليحة وهما قادمان من إمارة دبي، والمؤلم أن مركبتهما اصطدمت بمركبة الأخ الأكبر عندما حاول الأخ الأصغر تجاوز مركبة أخيه، ثم طارت المركبة نحو الاتجاه الآخر واصطدمت بالرصيف، وبفعل قوة الضربة خرج الاثنان من نافذة المركبة.

وأكد أن العديد من الأسر فقدت فلذات أكبادها بسبب التهور والسرعة الزائدة وعدم الانتباه خلال قيادة المركبة، وفي أحيان كثيرة بسبب المخالفات الخطرة التي ينجم عنها حوادث قاتلة يروح ضحيتها الكثير.

القيادة عكس اتجاه السير.. الطريق الأسرع للموت
تعد القيادة عكس اتجاه السير من أخطر الحوادث المفاجئة للسائقين على الطرقات، وليس أدل على ذلك من الحادث المأساوي الذي وقع في أم القيوين في شهر سبتمبر الماضي على شارع الشيخ محمد بن زايد بين مخرجي (113 – 116)، حيث كان يقود خمسيني مركبته عكس السير وبسرعة عالية ضارباً بعرض الحائط القوانين المرورية المنظمة لعملية السير في الطرقات، ما أودى بحياته وحياة شابين مواطنين في العقد الثاني من العمر، لم يعتقدا أن تأتي مركبة مسرعة أمامهما وهما على مسارهما الصحيح.

وكانت التحقيقات كشفت أن نتائج فحص العينات من السائق المتوفى المتسبب بالحادثة، أكدت قيادته للمركبة تحت تأثير الكحول وقيادته بعكس سير الشارع بسرعة عالية وتهور بصورة تشكل خطراً على حياة مستخدمي الطريق في شارع الشيخ محمد بن زايد، الأمر الذي أدى لوقوع هذا الحادث المأساوي، إلى جانب حيازته للمشروبات الكحولية في المركبة.

ولذلك، ينبغي على جميع السائقين تفعيل مبادرة «كلنا شرطة»، وإبلاغ الأجهزة الشرطية عن أي سائقين يقودون مركباتهم عكس اتجاه السير، أو بطريقة متهورة وغير مسؤولة، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة وتدارك الأمر قبل وقوع حادث مروري.

مروان المهيري: ضعف متابعة الأهل سبب رئيس للحوادث
أكد مروان عبيد المهيري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن غياب دور الأسرة في توعية أبنائهم وإرشادهم حول مخاطر الحوادث، وضعف متابعة الأبناء من قبل الأهل يعتبران السبب الرئيسي في الحوادث التي يرتكبها الشباب، خاصة أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن أكثر المتسببين بالحوادث والمتأثرين بها من فئة الشباب.

وشدد على أهمية تكامل الأدوار المختلفة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأفراد لتحقيق نجاح منظومة الدولة الرامية إلى تحقيق السلامة المرورية لكافة مستخدمي الطريق، مشيراً إلى أن الإمارات تتميز ببنية تحتية متطورة من أجل إسعاد المواطن والمقيم، وتحقيق انسيابية الحركة المرورية، وعليه يجب ترجمة هذا التطور باتباع الإرشادات المرورية التي تعزز السلامة للجميع.

ولفت المهيري إلى أهمية دور الأسرة في غرس الوعي المروري في نفوس الأبناء منذ الصغر وإرشادهم ومتابعتهم وعدم تلبية رغباتهم في امتلاك المركبات، والتي تتميز بالسرعات العالية، وذلك من أجل حمايتهم وحماية الآخرين، مؤكداً ضرورة تفريغ طاقات الشباب من خلال برامج وأنشطة مفيدة.

وأشار إلى أهمية تكثيف التوعية المرورية للشباب وتعريفهم بخطورة المخالفات المرورية وما تلحقه على الإنسان من أخطار وأضرار، كما يجب توعية الأسرة بأهمية متابعة الأبناء ومعرفة سجلهم المروري.

غرس الثقافة المرورية لدى النشء مسؤولية الأسرة والمدرسة
أكد مواطنون أن غرس الثقافة المرورية في نفوس النشء مسؤولية تتحملها الأسرة والمدرسة، داعين إلى ضرورة وجود دور فعال للأسرة في توعية أبنائها، بمخاطر الحوادث المرورية، بما يسهم في خلق بيئة محفزة، تتكامل مع جهود الأجهزة المعنية في الحد من وقوع الحوادث البليغة.

واقترح أحمد الرئيسي سحب الرخصة من قائدي المركبات المتهورين وتشديد العقوبات وذلك لردع الآخرين من ممارسة القيادة بطيش وتهور وبهدف حماية أرواح الناس، داعياً إلى تكثيف برامج التوعية المرورية على مدار العام لترسيخ الوعي المروري بين جميع أفراد المجتمع وجعل السلامة المرورية مسؤولية جماعية.

وشدد على أهمية دور الأسرة في نصح وتوجيه الأبناء وحثهم على الالتزام بقوانين السير والإرشادات المرورية وذلك حفاظاً على سلامتهم، داعياً أولياء الأمور إلى متابعة الأبناء والتأكد من قيادتهم بمسؤولية دون تهور.

وأشار إلى أهمية التأكد من الحالة الصحية السليمة لقائدي المركبات وعدم استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة، إلى جانب أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في الخطط والبرامج التي تنفذها الجهات المعنية بهدف تكامل الأدوار ولتعزيز السلامة المرورية.

رقابة
وأكد محمد سعيد النعيمي أهمية تشديد الرقابة على أصحاب الكراجات التي تقوم بتزويد المركبات بإضافات تزيد من سرعة المركبة، لافتاً إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها أجهزة الشرطة في سبيل تعزيز السلامة المرورية لجميع مستخدمي الطريق.

ولفت إلى أن الدولة وفرت بنية تحتية تسهل الحركة المرورية بوجود شبكة طرق بأفضل المعايير العالمية إلا أن التهور من قبل البعض يحيل الطرقات إلى ساحة لنزف الدماء.
ودعا إلى زيادة نشر الثقافة المرورية بين جميع الشرائح وبلغات متعددة وتكثيف توعية الشباب بمخاطر التهور والمخالفات المرورية الخطرة.

وأشار إلى أهمية إطلاق المزيد من المبادرات من الجهات المعنية بالسلامة المرورية، مثل تكريم الشباب الملتزمين بقوانين السير والمرور والذين لم يسبق لهم ارتكاب مخالفات أو حوادث مرورية وذلك لحث الآخرين على الالتزام.

وأكد النعيمي أهمية قيام أولياء الأمور بتبصير الأبناء بخطورة القيادة بطيش وتهور وأهمية متابعتهم خلال القيادة ومعرفة مدى التزامهم بالقوانين والإرشادات المرورية.

توصيات"البيان"
01 إدراج مناهج تعليمية خاصة بالسلامة المرورية في جميع المراحل الدراسية
02 ضرورة وجود دور توعوي للأسرة لترسيخ السلامة المرورية لدى الأبناء
03 تكثيف الحملات التوعوية من الجهات المعنية لجعل الطرق أكثر أماناً
04 التوسع في مشروعات الأنظمة المرورية الذكية وتكثيف الدوريات الأمنية
05 تشديد العقوبات لمرتكبي المخالفات المرورية الخطرة
06 تحديد الطرق الساخنة التي تسجل أكبر عدد من الحوادث ووضع خطط للحد منها

لمشاهدة تحقيق ...PDF اضغط هنا

Email