رفع مستوى الوعي عند أفراد المجتمع وتشجيع تناول الغذاء الصحي

خفض سمنة الأطفال إلى 12 % بحلول2021

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد مكافحة سمنة الأطفال من أبرز الأولويات التي توليها القيادة الرشيدة اهتماماً بالغاً، نظراً إلى كونها من القضايا الصحية الوطنية الملحة، حيث يعاني واحداً من كل ثلاثة أطفال في الدولة من زيادة الوزن أو السمنة، خاصة في ظل انتشار الأطعمة السريعة والمصنّعة.

وأسلوب الحياة الخالي من النشاط البدني والحركة بحكم التطور التكنولوجي وإفراط الأطفال في قضاء أوقاتهم على الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية، ما يفرض مسؤولية أكبر على الأسر للتصدي لهذه المشكلة ووضع ضوابط على استهلاكها المواد الغذائية كالحلويات والعصائر السكرية الغنية بالسعرات الحرارية، التي عادة يستهلكها الأطفال ما بين الوجبات الرئيسة.

وقال الدكتور حسين عبدالرحمن الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات، إن الوزارة وضعت إطاراً وطنياً لمكافحة السمنة لدى الأطفال واليافعين، يهدف إلى تقليل نسبة السمنة لدى لأطفال، وتبعياته في الفئة العمرية من عمر 5 إلى 18 عاماً، إلى 12.7%، بعد أن وصلت 13.68% حتى نهاية العام الماضي.

لافتاً إلى أن الوزارة تستهدف الوصول إلى نسبة 12% بحلول عام 2021 من خلال رفع مستوى الوعي عند أفراد المجتمع، حول أخطار السمنة عند الأطفال، وتشجيع تناول الغذاء الصحي، وممارسة النشاط البدني لدى هذه الفئة العمرية، مؤكدة التزامها بتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية، ورؤية الإمارات 2021.

وقال الدكتور زيد المازم، استشاري الأمراض الباطنية في مستشفى دبي، إن سمنة الطفولة تعد من أخطر المشاكل الصحية للأطفال، إذ تفتح الأبواب للعديد من الأمراض في سن مبكرة ما يضاعف من آثارها الجسدية والنفسية، حيث أثبتت الدراسات أن الأطفال المولودين لأحد أبوين لديه سمنة تكون لديهم فرصة للبدانة مستقبلاً بنسبة 30%، وإذا كان كلا الأبوين بديناً فترتفع النسبة إلى 90%، ما يستوجب تجنب السمنة لدى الوالدين.

وأضاف: «تركز استراتيجيته الهيئة على 3 محاور رئيسية: محور التغذية الصحية، ومحور تعزيز النشاط البدني لمختلف الفئات العمرية والتركيز على الأطفال، ومحور يهتم بإيجاد البيئة المشجعة للتغذية الصحية والنشاط الرياضي، لبناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي ويوفر للمواطنين والمقيمين بيئة داعمة للصحة بالتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية».

مزيج

وأوضح أن السمنة عند الأطفال مزيج من نظام غذائي غير متوازن، ونمط حياة لا يعتمد على الحركة، بالإضافة للوراثة، من بين عوامل أخرى، ومن المهم أن نعرف أن هذا المرض يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك مرض السكري ولا يتم تشخيص السمنة عند الأطفال من خلال المظهر، وإنما يتم حسابها بواسطة «مؤشر كتلة الجسم»، ويرتبط مؤشر كتلة الجسم بالوزن إلى الطول ويتم حسابه بقسمة الوزن (بالكيلوغرام) على الطول (بالأمتار) المربعة.

غذاء صحي

وشددت زكية الهاشمي، أخصائية التغذية في هيئة الصحة بدبي، على أهمية تناول الغذاء الصحي والمتكامل الذي يعتمد على ضمان الحصول على جميع الاحتياجات الغذائية المهمة من جميع المجموعات الغذائية (الحبوب والفاكهة والخضراوات واللحوم والحليب) في وجبات اليوم الكامل، واستخدام جداول البدائل الغذائية للتغيير في النوعيات في حدود السعرات الحرارية المحسوبة لكل شخص حسب عمره ووزنه المثالي وطوله ونوعية النشاط الذي يقوم به.

وأكدت أن التمارين الرياضية تعدّ دواءً لكل داء؛ لأنها من أهم الطرق وأبسطها لحرق السعرات الحرارية، خصوصاً عند الأشخاص البدينين ومن النصائح إجراء الرياضة الجماعية لمدة 30 دقيقة يومياً، وتوفير أماكن عامة للمشي وساحات آمنة لممارسة الرياضة، والتشجيع على ترك المصاعد واستخدام الدرج في إطار المحاولة للحفاظ على الطاقة وخفض مخاطر الإصابة بالسمنة وتقليل تأثير الأمراض المرتبطة بها.

خطة

وضعت هيئة الصحة في دبي بالتعاون مع بلدية دبي وهيئة المعرفة ومنطقة دبي التعليمية، خطة لمواجهة سمنة الأطفال، تركز على تقليل نسبة البدانة والوزن الزائد عند الأطفال (من سن 5 - 17 سنة)، بتوفير خدمات اللياقة البدنية والتغذية والخدمات الطبية، التي تعزز مستوى الوعي حول أنماط الحياة الصحية، وتركز على مبادرات منها «اعرف غذاءك» لتمكين المجتمع، خصوصاً فئة الأطفال، من اختيار الغذاء الصحي المناسب، من خلال توفير معلومات التغذية وتصنيفها بشكل علمي مناسب، وإلزام مورّدي المدارس بتقديم الوجبات ذات القيمة التغذية العالية.

 

Email