أحمد الحداد: الكلمة الطيبة من خلق الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور أحمد الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نبراس يقود أمته العربية والإسلامية وشعبه العريق إلى كل كمال بشري.

وأضاف أن مواهب سموه الواسعة تفيض معارف مختلفة، فهو شاعر كما هو ناثر، وهو سياسي كما هو اقتصادي، وهو حكيم كما هو عليم، ولا أدل على ذلك في تعدد مواهبه المختلفة من هذه الحكمة البالغة التي غرد بها اليوم: «كلماتنا تمثل أخلاقنا وقيمنا ومروءتنا.. كلماتنا تمثل أوطاننا.. لنشرف أوطاننا».

وأكد الحداد أن سموه ينشد الكلمة الطيبة التي تحمل الناس إلى التعايش السليم والنهج المستقيم، والكلمة الطيبة التي بُعث بها الأنبياء والمرسلون، ودرج عليها السلف الماضون، يكاد يخفت نورها في هذا العالم المتواصل تقنياً، فكل يهرف بما يعرف وما لا يعرف، وكل يتكلم بلا زمام ولا خطام، ومن هذه الكلمات ما هي جارحة ومؤثرة للقارئ فضلاً عن المقصود بها، ومثل هذا لا يقر عقلاً ولا شرعاً، فربنا سبحانه يقول: «وقولوا للناس حسناً»، ويقول: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، ومثل هذه الأوامر والنواهي محمولة على أصلها من الوجوب والتحريم، ومع ذلك فإن الناس يعرضون صفحاً عن كلام ربهم إلى الكلام غير الحسن، وبذلك تحصل التوترات والمهاترات، وكما يقول الشاعر: فإن الحرب مبدؤه كلامُ.

وبيّن فضيلته أن الكلمة الطيبة أصل عظيم في التعامل الاجتماعي، وهي التي تحقق المآرب للناس، وتكسب التواد والتراحم، وهي كذلك خلق الإسلام الذي جاء النبي -عليه الصلاة والسلام- ليتمم مكارمها، وقد كان يقول: «الكلمةُ الطَّيِّبةُ صدقةٌ وكلُّ خطوةٍ تخطوها إلى المسجدِ صدقةٌ» أي تنال بها أجراً؛ لأنها تسر السامع وقد لا تغير من الواقع شيئاً، كما قال في حديث آخر: «لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ».

وأشار الدكتور الحداد إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل الكلمة الطيبة في صدر الحسنات التي على الإنسان أن يتقرب بها لمولاه شكراً على نعمه عليه إذا أصبح سليماً معافى، فهذا هو منهج الإسلام الذي نتشرف به ونتخلق بأخلاقه، فيتعين علينا أن يكون كلامنا كله طيباً ينفعنا عند ربنا، ونعيش به متحابين مع من حولنا.

Email