«التمكين الرقمي للأسرة» توصي بتطوير التواصل مع الأبناء للاستفادة المثلى من التقنيات

خلف سالم بن عنبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصى المشاركون في الجلسة الحوارية «التمكين الرقمي للأسرة»، التي نظمتها جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة «عن بُعد»، أهمية قيام الأسرة بدورها في توصيل كيفية الاستفادة الجيدة لأبنائها من التقنيات التكنولوجية والرقمية، والصداقة بين أولياء الأمور وأبنائهم، فالمسؤولية واحدة بين الولد أو البنت، وتأخير تسليم الأبناء للأجهزة الإلكترونية في الأعمار الأولى، بهدف إيجاد وقت أطول في تربيتهم التربية المباشرة دون تدخل العالم الافتراضي.

وأكد خلف سالم بن عنبر نائب الرئيس المدير العام للجمعية: «إن الجلسة الحوارية استهدفت تمكين الأسرة الإماراتية من خلال تطوير قنوات التواصل بين أولياء الأمور وأبنائهم، وتعزيز منظومة القيم والثقافة الداعمة للتماسك الأسري.

حيث ركزت الجلسة الحوارية على التحول الرقمي وتحديات الانتقال الرقمي في العلاقات الأسرية، وصحة الأسرة في ظل مشروع التحول الرقمي، والأمن الأسري في ظل التحول الرقمي».

تحديات

وأشار إلى أن الجلسة أسهمت بإيجاد منصة تواصل بين المحاضرين والمشاركين وتسليط الضوء على أبرز التحديات، التي تواجه الأسرة، والعمل على تذليلها دعماً للجهود الحكومية المبذولة، للحفاظ على قوة وتماسك الأسرة، مؤكداً أن نوع الاستخدام لوسائل التكنولوجيا الحديثة هو من يحدد إذا كان إيجابياً ومفيداً أم سلبياً ومضراً.

تحديات التطور

 

وأكدت الدكتورة أمينة الماجد المدرب الدولي في الإدارة والتنمية البشرية «أهمية تطوير مهارات الآباء والأمهات لاستخدام التكنولوجيا، وكيفية التعامل مع تحديات التطور الرقمي والاستفادة منها ومواجهة أضرارها.

مشيرة إلى أن كثرة استخدام والإنترنت والأجهزة يشكلان دوراً مهماً في تراجع العلاقات الأسرية الأساسية، حيث يصبح للآباء والأبناء عالمهم الافتراضي، الأمر الذي يساهم في الانسحاب من العلاقات الاجتماعية الحقيقية، بدلاً من الاتصال الإنساني المبني على علاقة الوجه للوجه والتحاور والألفة».

وأوصت، بتأخير تسليم الأجهزة للأبناء بهدف إيجاد وقت أطول لتربيتهم التربية المباشرة دون تدخل العالم الإفتراضي، وبذل الجهد والوقت في متابعة وتوجيه الأبناء، وأهم توصية نتذكر أن الأسرة هي نواة المجتمع والأبناء عماد بنيان هذا الوطن فالمسؤولية مجتمعية ووطنية في تربية الأبناء وأساسها الاستقرار الأسري.

المحور الثاني

وأكد الدكتور عادل كراني استشار الطب النفسي، عدم الاعتماد على دور الرقابة الذاتية في التربية، وعدم التخلي عن رادارات المراقبة مهما تقدم عمر الأبناء، في ظل التطور الرقمي الذي يؤثر على وضع الأسرة، حيث أصبح التفكك الأسري أو ضعف التواصل الأسري ظاهرة اجتماعية وأصبحنا نعاني منها، كما ساهم عدم استخدام التكنولوجيا بحكمة في إضعاف التواصل الأسري.

وأضاف:«من الجهل أن نلوم التكنولوجيا في التفكك، وما رأيناه في حقبة كورونا بالتباعد الاجتماعي واستخدام التكنولوجيا ساهم بالحفاظ على الأسرة، مؤكداً أهمية مناقشة الأبناء في التكنولوجيا التي تمثل مكبر الصوت لا تستطيع الأسر أن تمنعه أو ما يدور فيه من أفكار ومعتقدات، حيث يردد الأبناء ما يسمعونه من خلاله وربما يخالف ما يردده الآباء والأمهات».

وأوصى كراني، باستخدام التكنولوجيا بحكمة وليس إلغاءها باعتبارها سلاح ذو حدين في تربية الأبناء، وعدم السماح بتعامل الأطفال تحت 5 أعوام مع الأجهزة الإلكترونية حيث تؤثر الأشعة الناتجة عنها على نمو خلايا مخ الأطفال، وتدريب الأبناء على حماية المحتوى من خلال استخدام برامج الحماية، وإيجاد جدول تحفيزي للتعامل مع الأبناء.

المحور الثالث

وأكدت النقيب موزة الخابوري مديرة فرع البرامج المجتمعية بالشرطة المجتمعية في رأس الخيمة:«أن الأسرة هي أحد المكونات الرئيسية للمجتمع، والتي تتأثر بالتقدم التقني، ويظهر ذلك في التحدي التكنولوجي على الأسرة واختياراتها، وتخطيطها لمستقبل أبنائها، ولذلك لابد من جعل الرقمنة أداة لتجويد العلاقات والروابط الأسرية والاجتماعية».

وأضافت:«لم يكن التحول الرقمي خلال جائحة كورونا متوقعاً أو مخططاً له، ولكنه فرض نمط جديد للتعلم داخل الأسرة، مؤثراً في شريحة عريضة من الطلبة والأسر، واستطاع المتأثرين بالنمط الجديد من التكيف والتفاعل السريع، كما يفرض تحدي الإدمان الإلكتروني للأبناء، تحول دور الأم من الأمومة والتربية إلى الأم المعلمة، مؤكدة أن إيجاد التوازن بين التطور التكنولوجي والرقمي لا غنى عنه في العلاقات الأسرية وحمايتها».

وأوصت الخابوري، بتفعيل المراقبة الإلكترونية لضبط أوقات استعمال الأجهزة والتطبيقات التقنية، واستخدام أنظمة المراقبة المنزلية، وتطبيق مفاهيم المنزل الذكي والتعرف بالصوت أو بصمة العين على أفراد الأسرة.

دور الأسرة

وأكدت الدكتورة مهرة آل مالك أخصائي العلاج النفسي، أهمية أن يكون الآباء على دراية بكيفية استخدام أبنائهم للأنترنت ووسائل تقنية المعلومات، حيث يبدأ أساس تجربة الأبناء مع التكنولوجيا من الخبرات التي يوفرها لهم الآباء في المنزل.

خاصة وأن الغالبية العظمى من الشباب من المتلقين وليسوا مشاركين، فربما ينخرطون في متابعة واتباع جماعات وأفكار أخرى تستهويهم وتشبعهم.

فالوسائل الالكترونية كانت من أهم أساليب استقطاب الكثير من الشباب وانضمامهم للجماعات المتطرفة، ومن هنا تنبع أهمية استعادة الأسرة لدورها في تشكيل هوية الأبناء وأفكارهم، وأن يكون الأم والأب المرجعية الأولى للأبناء خاصة وأن المرجعيات الأخرى تخدم مصالح غيرنا وتتعارض مع مصالحنا وهويتنا المجتمعية.

ويمثل الاستقطاب الفكري أبرز التحديات التي يجب على الأسرة مواجهته عن طريق توفير قنوات اتصال تقربها مع الأبناء، فتوحد الأسرة ليس مسؤولية الدولة بقدر ما هي مسؤولية الأسرة نفسها، وبناء قنوات التواصل الانساني مع الابناء سينتج لدينا أسرة موحدة ومتماسكة، وبالتالي مجتمع متوحد ومتماسك فلابد أن نصغي لأبنائنا ونعزز ثقتهم بأنفسهم ونعزز مفرداتهم لنتعرف إلى اهتماماتهم ونوجههم للطريق السليم.

Email