دبلوماسيون مصريون لـ «البيان»: صباح الأحمد زعيم عربي من طراز فريد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

روى دبلوماسيون مصريون جوانب من المواقف والبصمات والمبادرات الخالدة لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدين أن «الأمة العربية فقدت رجلاً عروبياً حكيماً صاحب بصمات إنسانية مؤثرة، ورؤى توافقية وتصالحية، تهدف في المقام الأول إلى أمن واستقرار المنطقة والعالم».

«شيخ الدبلوماسيين»، «قائد العمل الإنساني»، وغيرهما الكثير من الألقاب التي أطلقت على أمير الكويت الراحل والتي تعكس جانباً من الأدوار والبصمات التاريخية المؤثرة التي اضطلع بها كأحد حكماء العرب المؤثرين، وقد أسهم بفاعلية واقتدار في دعم العمل العربي المشترك، وتبنى رؤى إصلاحية وتوافقية ووساطات تهدف لأمن واستقرار المنطقة.

أولى أمير الكويت الراحل عناية خاصة بالعمل الخيري والإنساني، ودعّم الأشقاء في دول المنطقة ممن عانوا من الأزمات والصراعات، فضلاً عن دعم للمنكوبين في شتى أنحاء العالم جراء الأزمات المختلفة والكوارث الطبيعية، ما جعل الكويت في عهده مركزاً للعمل الإنساني.

عروبي حكيم

قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إن «الأمة العربية فقدت رجلاً عروبياً، حكيماً في تفكيره وتصرفه، ويدرك أبعاد القضايا العربية وصعوباتها».

وفي حديث مع «البيان» قال موسى: «أحزنني كثيراً رحيل الشيخ صباح الأحمد، كان -رحمه الله- دبلوماسياً من طراز رفيع، وكان رجلاً حكيماً في تقديره للأمور وتصرفاته.. عروبياً ويفهم الأبعاد العربية والقضايا العربية والصعوبات العربية.. عاصرته كدبلوماسي ثم كوزير للخارجية المصرية ثم كأمين عام لجامعة الدول العربية.. كنت على الدوام على صلة به، وعلاقة طيبة وقوية، وكنا نتفق في معظم الأوقات في الآراء».

وتابع: «أذكر له مبادرته في عقد القمم الاقتصادية العربية، ومبادرته في إنشاء صندوق دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة المستمر حتى الآن»، موضحاً أن «الشيخ صباح الأحمد كان شخصية إيجابية، لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات الكويتية-العربية، والعلاقات العربية-العربية بشكل عام، والقضايا العربية».

بصمات مؤثرة

ومن جانبه، لفت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، محمد العرابي، إلى أن «العالم العربي والإسلامي فقد شخصية مهمة ومؤثرة وحكيمة.. فقدنا حكيماً من الحكماء العرب، وقائداً للعمل الإنساني ودبلوماسياً محنكاً من طراز فريد، أمضى فترة طويلة في وزارة الخارجية الكويتية قبل مبايعته أميراً».

وتابع في حديث مع «البيان»: «استطاع الشيخ صباح الأحمد أن يقود نهضة الكويت، فضلاً عن دوره في محيطه العربي والإسلامي، فقد كانت له بصمات مؤثرة في العمل العربي، وكذلك مبادرته في عقد مؤتمرات القمة الاقتصادية منذ العام 2009، وكذا إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية لدعم الدول النامية، والذي له بصمات مؤثرة وفعالة حتى الآن».

ولفت العرابي في السياق ذاته إلى أن «أمير الكويت الراحل كان صاحب رؤية متوازنة وتصالحية، ويميل إلى الحلول السياسية والدبلوماسية للأزمات، كما كان -رحمه الله- يقدر دور مصر منذ غزو العراق وبعده»، مردفاً: «فقدنا زعيماً عربياً حكيماً كان من دعائم الاستقرار في المنطقة». واختتم تصريحاته بقوله: «واثق من أن القيادة الكويتية الجديدة ستسير على نهجه».

الهوية العربية

وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية مصر الأسبق، نبيل فهمي، في حديث مع «البيان»، إن «الشيخ صباح الأحمد كان زعيماً عربياً من طراز فريد.. كان مؤمناً بشدة بالهوية العربية لبلاده والمنطقة، محافظاً على سيادتها وأمنها»، وأوضح «أن الشيخ صباح الأحمد كان داعياً بشكل دائم إلى التوافق العربي كلما أمكن، مراعياً في الوقت نفسه الجوانب الإنسانية في أشد وأحلك الظروف».

واستطرد: «كان لي شرف التعرف إليه شاباً في منتصف السبعينات عندما كان وزيراً للخارجية، ثم تشرفت بلقائه عندما كان أميراً للكويت خلال مهمتي كوزير للخارجية المصرية في 2013 و2014، وتواصلت العلاقات بعد ذلك»، موضحاً أن أمير الكويت الراحل سيترك ذكرى مثمرة وملهمة للأجيال القادمة.

Email