المصير الواحد

العلاقات بين الإمارات والسعودية نموذج يُحتذى استناداً إلى عمق الروابط التاريخية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل المملكة العربية السعودية غداً، تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، وفي هذا العام وكعادتها تشارك الإمارات شعباً وحكومة الأشقاء في المملكة العربية السعودية فرحتهم بالعيد الوطني الـ90 من خلال مبادرات يقدمها فريق إبداعي مشترك من شباب البلدين تحت إشراف ورعاية المؤسسة الاتحادية للشباب.

وتعتبر هذه الذكرى العزيزة محفورة ليس فقط في وجدان وفكر كل مواطن سعودي، وإنما في ذاكرة كل فرد عربي، خاصة أن هذه الذكرى إيذان ببدء مرحلة جديدة من تاريخ المنطقة ككل، التي شهدت طوال العقود الماضية عملاً مضنياً من أجل تثبيت أركان دولها وحماية حدودها وتحقيق تطلعات شعوبها.

وتستذكر الإمارات في هذا اليوم الغالي على الجميع والمناسبة المهمة المواقف الداعمة لها من جانب جارتها وشقيقتها المملكة العربية السعودية، حيث تمثل العلاقات الثنائية بين البلدين نموذجاً يُحتذى به، وذلك استناداً إلى عمق الروابط الأخوية والتاريخية الوطيدة، وحرص قادة ومسؤولي البلدين على تطويرها وتفعيلها، من خلال تعزيز التكامل فيما بينهما وترسيخ مبدأ الأخوة الذي يتحول إلى ممارسة في جوانب مختلفة تتعلق بالتنسيق فيما كل ما من شأنه أن يعزز العلاقة بين بلدين شقيقين ويخدم مصالحهما بما يرسخ مبدأ التكامل ويزيد فرص تحقيق التكامل والرفاهية بين البلدين وشعبيهما الكريمين.

ورحبت أوساط سعودية لـ«البيان» بالمبادرة التي أطلقتها وزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل المزروعي، بتخصيص برامج ومبادرات شبابية للاحتفال باليوم الوطني السعودي، واعتبرت أن احتفاء الإمارات ومشاركتها الرسمية والشعبية في احتفالات اليوم الوطني السعودي الـ90 يجسّد عمق العلاقات بين البلدين التي تجاوزت مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، لتنتقل نحو الشراكة الاستراتيجية التي تنسجم مع ما يجمعهما من علاقة تاريخية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك.

مواقف مشتركة

وقال د. حامد بن شاكر الفريدي، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، إن المواقف السياسية السعودية الإماراتية الحكيمة المشتركة أسهمت في مواجهة العديد من التحديات الوجودية التي تستهدف الأمن القومي العربي والخليجي ومكّن من تجاوز المنطقة العديد من التحديات وتعضيد القرار السيادي العربي، مشيراً إلى أن مشاركة الإمارات للسعودية فرحتها باليوم الوطني الـ90 من خلال إطلاق مبادرات شبابية إبداعية هو امتداد لشراكة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية تتنامى عاماً بعد بعام في ظل قيادتي البلدين.

وأضاف أن المملكة اختارت شعار «همّة حتى القمة» كهوية خاصة للاحتفال باليوم الوطني الـ90،، ليتم إدراجها في مختلف التطبيقات المستخدمة في الاحتفاء بهذه المناسبة، حيث استلهمت من مقولة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إن «همة السعوديين مثل جبل طويق»، وهو امتداد لتصميم الهوية التي أُطلقت في احتفال العام الماضي.

مواجهة التحديات

وقال الفريدي إن اليوم الوطني السعودي الـ90 هو تعبير صادق عن مواجهة التحديات التي تعيشها المملكة العربية السعودية في سبيل تحقيق رفاهية شعبها والدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، ومكافحة التطرف والإرهاب ورسم الصورة الناصعة عن رسالة الإسلام السمحة، حيث إنها لا تألو جهداً في سبيل الدفاع عن الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض تيمناً بالكتاب والسنة.

وحدة الوجدان

ومن جهته وصف فيصل بن عبد الله اليامي، رئيس أحد المراكز الثقافية الشبابية في الرياض، المبادرة التي أطلقتها وزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل المزروعي، بتخصيص برامج ومبادرات شبابية للاحتفال باليوم الوطني السعودي على اعتبار أن -السعودي إماراتي والإماراتي سعودي- بأنها مبادرة تعكس وحدة الوجدان الإماراتي السعودي وتحمل دلالات جزلة المعنى والمبنى لهذا اليوم المجيد للشعب السعودي الذي نعبر فيه عن اعتزازنا بهذا الرصيد العريق وأمجاده ومكتسباته التاريخية، بذات القدر الذي نتمسك فيه بصيانة هذا الإرث ليبقى حياً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، تنهل منه معاني الوفاء للوطن دون سواه.

وأضاف اليامي أن احتفاء الإمارات ومشاركتها الرسمية والشعبية في احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، يعكس عمق العلاقات بين البلدين التي تجاوزت مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، لتنتقل نحو الشراكة الاستراتيجية التي تعززت عبر التضحيات المشتركة وتعمقت عبر التنسيق والحوار الصادق، مشيراً إلى أهمية أن تركز المبادرات الشبابية الإماراتية السعودية التي ترعاها المؤسسة الاتحادية للشباب على إبراز المكانة العظيمة للمملكة، وتوضيح جهودها على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، وجهود قادتها الكبيرة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما، ونشر الخير والسلام في العالم.

عضد قوي

أما الكاتبة منيرة بنت عبدالله السليمان فقد نوّهت بالمبادرة التي أطلقتها وزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل المزروعي لحث الشباب السعودي في الإمارات وشباب الإمارات لابتكار أفكار إبداعية للاحتفال باليوم الوطني السعودي، مشيرة إلى أن الإمارات ظلت دوماً هي العضد القوي للسعودية، وأن المملكة هي عضيد الإمارات وسندها في كل القضايا التي تعج بها المنطقة الخليجية والعربية.

وأوضحت السليمان أن المبادرات الإبداعية للشباب من البلدين تعكس وحدة الوجدان ووحدة المصير ووحدة الهم تجاه قضايا الأمة العربية، مشددة على أن العلاقات السعودية - الإماراتية ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، بالنظر إلى تطابق وجهات النظر في البلدين الشقيقين تجاه مجمل قضايا المنطقة، وتعاونهما البنَّاء والمثمر في التعامل مع التحديات التي تواجهها، وفي مقدمتها التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة له، ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة.

«همة حتى القمة»

ومن جهتها قالت الباحثة الأكاديمية عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، سهيلة زين العابدين حماد، إن السعودية اختارت شعار «همة حتى القمة» للاحتفاء باليوم الوطني، وهو شعار يمكن أن تتم مقاربته من خلال مبادرات إبداعية شبابية إماراتية سعودية للاحتفال باليوم الوطني المملكة، مشيرة إلى أن هذه المبادرة ليس غريبة على الإمارات التي تمثل الساعد الأيمن والقوي للمملكة العربية السعودية في تصديها لكل التحديات التي تواجه المنطقة.

وشددت سهيلة على أهمية أن تجسد المبادرات الإبداعية للشباب الإماراتي والسعودي بالإمارات تعزيز الشعور الوطني والانتماء، والفخر بإرث المملكة الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، والتوعية بأهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة، مشيرة إلى أن اليوم الوطني هو جزء أصيل من الهوية الوطنية التي تسعى قيادة المملكة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى الحفاظ عليها وترسيخها في نفوس السعوديين، لا سيما النشء الجديد.

حب متبادل

ومن ناحيته أكد المحامي والمستشار القانوني بدر بن عبدالله الشهري أن المبادرة التي أطلقتها وزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل المزروعي، بتخصيص برامج ومبادرات شبابية للاحتفال باليوم الوطني السعودي على اعتبار أن – السعودي إماراتي – والإماراتي سعودي – وبالتالي استجلاب الأفكار والرؤى والمقترحات من الطلاب والطالبات المبتعثين في دولة الإمارات ومن الشباب الإماراتي نفسه للاحتفال بالعيد الوطني السعودي، بأنها مبادرة تجسد الحب المتبادل بين شعبي البلدين.

وأوضح الشهري أن السعودية لن تنسى أن الإمارات وفي إطار احتفالاتها السابقة باليوم الوطني السعودي سمت أحد أهم الشوارع في دبي باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما وشحت برج خليفة بالعلم السعودي في منظر آسر وجذاب، كما أن العديد من القنوات والإذاعات الإماراتية تخصص محتوى برامجها للاحتفال باليوم الوطني، وتتراقص نافورات دبي على أنغام النشيد الوطني السعودي.

وقال: «أتمنى إطلاق مبادرة شبابية للاحتفال باليوم الوطني السعودي بالتعاون مع مؤسسة مسك الخيرية الشبابية في الرياض وتشكيل فريق وطني يهدف إلى التقاء رؤى الشباب في البلدين ورسالة البلدين تجاه السلام والاستقرار في المنطقة العربية»، مشيراً إلى أن مؤسسة مسك هي حاضنة للإبداع الشبابي في المملكة العربية السعودية.

مبادرات شبابية

أما الباحثة السياسية د. نوف بنت فهد العيسى، عميدة شؤون الطالبات بجامعة المجمعة، فقالت: «نحن نريد أن يكون اليوم الوطني السعودية انطلاقة لمبادرات شبابية إماراتية سعودية مستدامة لتجسد الشعور بالمسؤولية الوطنية للشباب من الجنسين وأهمية دورهم في دعم رؤى وأطروحات القيادة الحكيمة في البلدين تجاه القضايا المشتركة أو تجاه التحديات التي تواجه المنطقة، وهذا يتطلب أن يقف الجميع صفاً واحداً خلف القيادة السياسية».

وأضافت قائلة بمناسبة احتفال الإمارات باليوم الوطني السعودي والمبادرة التي أطلقتها الوزيرة شما المزروعي بتخصيص برامج ومبادرات شبابية للاحتفال باليوم الوطني السعودي، بأنه ليس هناك أكبر من اختلاط دماء أبناء البلدين على التراب اليمني دفاعاً عن عروبة اليمن واستقلالها وحماية الأمن القومي العربي.

إبداع وتميّز

قال المحلل السياسي عبد الله بن عدنان الشمري: إن الإمارات عودتنا دائماً التميز والإبداع في احتفالها باليوم الوطني السعودي وذلك يعكس وعيها بتميز العلاقة بين البلدين وإدراكها أن المملكة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تتسم بها سياستها في ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من حكمة واتزان وحسم وعزم في الوقت نفسه.

وأوضح الشمري أن أبوظبي والرياض لهما مكانة محورية داخل منظومة العمل العربي المشترك، وتمثلان ركيزتين أساسيتين للأمن القومي العربي، والقلب النابض لمحور الاعتدال العربي لمواجهة المخاطر التي تستهدف سيادة الدول ووحدة المجتمعات وأمن الشعوب واستقرارها.

 

 

Email