خبراء وأكاديميون أوروبيون لـ«البيان»:

معاهدة السلام جسر يتجاوز ركام الصراعات

عبدالله بن زايد وترامب والزياني ونتانياهو خلال التوقيع | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما تزال أصداء معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، تتردد داخل الأوساط الإعلامية والسياسية والشعبية في أوروبا، باعتبارها خطوة تاريخية مهمة ليس على الصعيد السياسي والدبلوماسي فقط، وإنما الإنساني، وبداية لنقلة اجتماعية وفكرية في منطقة الشرق الأوسط، من شأنها وفق خبراء، تغيير قواعد ومناهج التنمية والإنتاج والتجارة بين دول المنطقة بمزيد من الحرية والانفتاح، وبناء جسور جديدة لتحقيق نجاحات للجميع، سواء في فلسطين أو إسرائيل وكل دول المنطقة.

 

وقال، كاجو دورينج، الرئيس التنفيذي لجمعية الصحافيين الألمان لـ«البيان»، إنّ وسائل الإعلام الأوروبية احتفت خلال الأسابيع الماضية بإعلان دولة الإمارات توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ الخبر خلق نقاشاً واسعاً بين السياسيين والدبلوماسيين الذين اهتموا بالخبر كحدث سياسي مهم، وأهمية الموضوع كونه يتعلق بصراع تاريخي، جعل منطقة في غاية الأهمية في الشرق الأوسط، منطقة صراع لا يقترب منها الباحثون عن فرص الاستثمار، والطامحون إلى استقرار دولي وتنمية عالمية وسلام شامل، والقسم الثاني هم «المتلقي» أي الجمهور بمختلف اهتماماته، سواء الباحثين عن السلام والاستقرار وحقن الدماء، أو الطامحين إلى مستقبل اقتصادي أفضل للجميع، والفئة الأكثر كانت المعنيين بالمقدسات الدينية وحمايتها وحرية زيارتها من مسيحيين، ومسلمين، ويهود، وجميع محاور النقاش كانت حول الإشادة بإيجابية الخطوة التاريخية الجريئة، ومفاجأة التأييد العربي والدولي لها.

أوضاع تتبدل

بدوره، أكّد لوكاس بيرفوس، الكاتب ومقدم البرامج السويسري، أنّ دولة الإمارات حققت نجاحات داخلية مهمة، وتطورت تطوراً حضارياً كبيراً ولا سيّما خلال العقدين الماضيين، مضيفاً: والآن تغيّر دولة الإمارات واقع المحيط، بوضع أسس التنمية وهي السلام، والعلم، والتبادل الثقافي، والعمل، ونجحت داخلياً، وستنجح في المنطقة بالكامل، معبراً عن أمله أن تنظر الشعوب إلى الإمارات كيف أصبحت، ليس صدفة، إنما الانفتاح، والتعاون، والتواصل، والطموح، والرغبة الحقيقية في البناء، بالفعل وليس القول، والنتيجة مؤكدة، الآن خطت دولة الإمارات الخطوة الأكبر والأهم وهي السلام، ومد جسور التعاون، جسور مختصرة لتحقيق السلام والاستقرار، المؤدي للتنمية، للتعاون والنجاح، لجذب رؤوس الأموال، وتوسيع قاعدة التبادل التجاري، للسياحة الدينية، لآفاق كانت مصابة بانسداد الشرايين نتيجة الصراع، والآن يتبدل الوضع، بشكل استحوذ على اهتمام الشعوب في أوروبا بشكل كبير، بدليل أن خبر معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلة في جل المواقع الإخبارية خلال الأسبوع الماضي هو الأعلى قراءة وتعليقاً.

 

أسس تحضر المجتمعات

إلى ذلك، أشارت أنيت باتريك، أستاذة علم الاجتماع بجامعة «مرسيليا»، إلى أنّ أهم أسس البناء داخل أي مجتمع هي السلام، والاستقرار، والتنمية، والتعليم، والانفتاح، وأنّه لا يمكن أن تتطور أمة من دون تحقيق هذه العناصر، مضيفة: «لم يسجل التاريخ أبداً أنّ مجتمعاً تطوّر وحقق الرخاء والتقدم إلا بهذه الأسس، من تجربة الصين إلى ماليزيا وسنغافورة، للهند وجنوب إفريقيا، حتى في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، لا تقدم من دون استقرار واتفاقيات سلام وتعاون، ولا نهضة من دون مجتمع مستقر، ومعاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية هدفها وفق ما جاء في بنودها السلام والاستقرار والأمن، وحرية التنقل والعقيدة، وهذه علامات مجتمعات صحية توجه طاقاتها للبناء والتعمير والتنمية».

Email