محمد الكعبي: معاهدة السلام قرار ينطلق من القيم السامية لديننا الإسلامي

ندوة «العائلة الإبراهيمية» تستعرض السلام والتعايش بين الأديان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدمت مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني في إسبانيا، أول من أمس، ندوةً ثقافية افتراضية بعنوان «العائلة الإبراهيمية.. سلام وتواصل»، ناقشت فيها شخصيات بارزة في أوراقهم العلمية محاور ثرية عن السلام والتعايش بين الأديان لخدمة البشرية جمعاء، فيما أدار الندوة الدكتور ألفريد غويتريث كافاناغ، رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني.

وأكد د. محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، في ورقته العلمية بعنوان «المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية في ضوء المعاهدات النبوية»، أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية قرار استراتيجي شجاع وحكيم ينطلق من القيم السامية لديننا الإسلامي الحنيف، فالمعاهدات إحدى سبل تحقيق السلم ونشر الوئام منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا، مستشهداً بمعاهدات السلام التي أبرمها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) مع اليهود وغيرهم، كوثيقة المدينة المنورة، ومعاهدة صلح الحديبية مع قريش، والمعاهدة مع مسيحيي نجران، وما ترتب على كل المعاهدات السابقة من تحقيق مصالح عظيمة للجميع.

معاهدات

وأوضح الكعبي أن العلماء استنبطوا من المعاهدات شرطين أساسيين في العهود والمصالحات والاتفاقيات، وهما أنها من اختصاص الحاكم دون غيره أولاً، ومراعاة المصلحة في المعاهدات ثانياً.

وأشارد. محمد مطر الكعبي، إلى جهود دولة الإمارات المستمرة في إحلال السلام العادل والشامل، ما عزز مكانتها عالمياً، مؤكداً أن الدولة عُرفت منذ أن أسسها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بمبادرات السلام في المنطقة والعالم، داعياً الجميع ليكون سفيراً للسلام بالمشاركة في نشر المحبة والتعاون بين الجميع.

وقدم الأستاذ محمد أجانه الوافي، الأمين العام للمفوضية الإسلامية بإسبانيا ورقةً علمية محورها «المعاهدات السلمية ودورها في تحقيق التعايش والتواصل الحضاري»، أشار فيها إلى تجربة التعددية الدينية والثقافية في المجتمع الإسباني، داعياً إلى فهم الإسلام فهماً صحيحاً لتحقيق التعايش السلمي مع الآخرين وهذا حق للجميع، وأنه يتوجب على المفكرين توضيح هذا المفهوم وإزالة الغموض عنه.

روابط تاريخية

أما الدكتور خافير فيرناديز فابينا، أستاذ في جامعة كمبلوتنسي بمدريد ومدير الدراسات الشرقية والعبرية بالجامعة نفسها، فتحدث في ورقته المعنونة «الروابط المشتركة بين الديانات الإبراهيمية واستثمارها.. الديانة اليهودية نموذجاً»، عن الجذور والروابط التاريخية بين الأديان والتي تؤكد أهمية تعزيز ثقافة التسامح الديني، موضحاً أن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) موحّدٌ للديانات الإبراهيمية الثلاث ذات المنطلق نفسه. وأشاد فابينا بتجربة دولة الإمارات في تجسيد التسامح الديني من خلال معاهدة السلام التاريخية.

إشادة بالإمارات

وفي ورقتها العلمية «أهمية التواصل والتعاون بين الأديان ودور الديانة المسيحية في تعزيزه»، قالت د. كارمن لوبيز ألونصو، أستاذة فخرية في جامعة كمبلوتنسي وباحثة في معهد علوم الأديان، إن الدين الآن ظهر وكأنه محور نزاع ووسيلة تستغلها الجماعات المتطرفة. وأثنت ألونصو على ما قدمته دولة الإمارات من مبادرات جريئة لنشر السلام، مثل تأسيس مركز الثقافة الإسلامية والتسامح الديني في إسبانيا وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية وغيرها من مبادرات السلام والتعايش والتسامح.

جهد ومبادرات

أشار جمعة الكعبي، مدير عام مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني، في ختام الندوة إلى أن تحقيق السلم والسلام يتطلب جهداً كبيراً ومبادرات عظيمة وشجاعة وحكمة وتعاوناً بناءً بين البلدان والشعوب، لأن خيار الحرب والمناوشات يخلف الدماء والكراهية الدائمة والخلافات الكثيرة. وأضاف جمعة الكعبي، أن تحقيق السلام مقصد الأديان ومكارم الأخلاق، وأسمى طريق هو الاتفاق والحرية الدينية ومنها الاتفاقات السلمية.

Email