مادلين أولبرايت: تحوّل استراتيجي لتعزيز التنمية في المنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أشادت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي السابق، بمعاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل. وأشارا في مقال نشرته صحيفة «بوليتيكو» المختصة بالشأن السياسي العالمي، إلى أنّ المعاهدة يمكن أن تدفع دول الشرق الأوسط لتحمل المزيد من المسؤولية لتحديد مستقبل المنطقة.

ولفتت أولبرايت، التي شغلت منصب وزيرة الخارجية الأمريكية من 1997-2001، وهادلي الذي عمل مستشاراً للأمن القومي من 2005-2009، إلى أن فريق عمل أمريكياً عمد قبل 4 سنوات لإلقاء نظرة متجددة وشاملة على الشرق الأوسط.

ليخلصا إلى أنه وإضافة للمشكلات العديدة في المنطقة، فقد تم تحديد «براعم خضراء» واعدة، تمثلت بوجود طفرة في نشاط ريادة الأعمال، فضلاً عن مجتمع مدني أكثر نشاطاً، وبعض قادة التفكير المستقبلي الذين بدأوا بتصور المزيد من الديناميكية والانفتاح السياسي مستقبلاً.

وحالياً، ومع استغراق الشرق الأوسط في خوض الصعوبات، تستمر «البراعم الخضراء» في النضوج. ولفت المقال إلى أنه مقابل تعليق إسرائيل خطط ضم أجزاء من الضفة، أصبحت دولة الإمارات أول دولة خليجية تقرر إقامة معاهدة سلام مع إسرائيل. وخلال الأسبوع الماضي اتجهت البحرين أيضاً لتوقيع السلام.

وعبر الكاتبان عن اعتقادهما بأن معاهدات السلام ستفيد الدول العربية الأخرى والقضية الفلسطينية. كما يجب على الإدارة الأمريكية المقبلة، تشجيع هذه التطورات، ولكن الأهم يتمثل بحاجة دول الشرق الأوسط للقيام بدور مركزي.

قرار تاريخي

ولفت الكاتبان المخضرمان والدبلوماسيان السابقان في مجال السياسة والشؤون الخارجية، إلى أن الشرق الأوسط غني بالموارد الطبيعية ورأس المال البشري، وهي أمور قد شهدا عليها في زياراتهما للمنطقة خلال سنوات خدمتهما في الحكومة، منوهيْن بأن ما ينقص الشرق الأوسط يكمن بإدارة فعالة وخاضعة للمساءلة، وهو ما يجب على أمريكا فعل كل ما بوسعها لدعمه، فضلاً عن ضرورة التكامل الاقتصادي والاجتماعي الإقليمي، ويمكن تحقيق ذلك عبر المصالحة العربية التي تسمح بعلاقة شاملة ومثمرة مع إسرائيل.

بدأت اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن منذ عقود بوعود كبيرة ولكنها فشلت بعد ذلك في التعمق. بيد أن معاهدة السلام المبرمة بين دولة الإمارات وإسرائيل وإعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين وإسرائيل، تنص على مشاريع مشتركة عبر جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية تقريباً.

وفي حال حذو دول عربية أخرى حذوها وانضمت لتوسيع التجارة والاستثمار ومشاريع البناء التعاوني والتبادلات الشعبية مع إسرائيل، يمكن القول إن التكامل الإقليمي الناتج يمكن أن يكون محركاً للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز الازدهار.

ولكن لتخيل حدوث ذلك السيناريو، ستحتاج دول الشرق الأوسط كذلك لإحراز التقدم في القضايا السياسية والأمنية. ونوهت صحيفة «بوليتيكو»، بأن القرار التاريخي لدولة الإمارات يمكن أن يؤدي إلى تعاون ضمني بين الدول في المنطقة لإنهاء الصراعات الخطيرة، وتعزيز استعادة الاستقرار التي تشتد الحاجة إليها.

Email