خبراء واقتصاديون: المشروع السلمي يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية

تشغيل براكة.. نجاح استراتيجية تنويع مصادر الطاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء واقتصاديون ورجال أعمال أن إعلان الإمارات التاريخي أمس تشغيل أول مفاعلات مشروع محطة «براكة» النووية السلمية نجاح لاستراتيجية تنويع مصادر الطاقة في الدولة وعدم الاعتماد بشكل رئيسي على المصادر التقليدية للطاقة والتي تشمل النفط والغاز، الأمر الذي يساعد على الحد من الآثار الجانبية على البيئة، وأن التشغيل يعد سابقة علمية عربية من طراز رفيع، مشيرين إلى أن هذا الإنجاز يراكم الخبرات الوطنية داخل المؤسسات البحثية والعلمية في الدولة، ويشكل إضافة نوعية تترسخ بها مكانة دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي الذي يعد حكراً على عدد قليل من دول العالم.

وقالوا: إن المشروع النووي السلمي الإماراتي يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وأنه قفزة كبيرة لدولة الإمارات على الصعيد العالمي تضاف إلى القفزة التي حققتها الدولة قبل أيام قليلة بالوصول إلى المريخ.

 

جودة عالية

وأشاد الشيخ أحمد بن مسلم بن حـم العامري، مدير عام مجموعة بن حـم، بمشروع محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية في إمارة أبوظبي، وما يشمله من منشآت ومرافق ذات جودة عالية.

وأضاف أن «براكة» يعد من المشاريع المهمة في مجال الطاقة النووية السلمية كونه يوفر طاقة كهربائية آمنة صديقة للبيئة ووافرة لتشغيل الصناعات الجديدة، إضافة إلى دعمه استراتيجية تنويع مصادر الطاقة.

وأكد مدير عام مجموعة بن حـم أن تحقيق هذا الإنجاز في ظل تأثر العالم بجائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» يشكل نجاحاً كبيراً لدولة الإمارات وكافة القائمين على هذا المشروع.

وذكر أن المحطة جزء من حملة الإمارات لتنويع اقتصادها للطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وعرض صورتها كقائد إقليمي في مجال العلوم والتكنولوجيا.

تنوع مصادر الطاقة

وأعرب نجيب الشامسي، الخبير الاقتصادي المدير العام لشركة مسار للدراسات والبحوث الاقتصادية، عن سعادته لتشغيل أولى محطات براكة، مشدداً على أن الإعلان في هذا التوقيت يؤكد ما أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأننا سوف نحتفل بتصدير آخر شحنة من النفط، وترسيخ استراتيجية تنويع مصادر الطاقة وعدم الاعتماد على النفط الخام ثم لتحقيق رؤية الدولة في إيجاد مصادر طاقة للمستثمرين لتحافظ الدولة على مركزها الرفيع في جذبها للاستثمارات الأجنبية المباشرة في ضوء القانون الاتحادي بشأن الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ولفت إلى أن هذا الإنجاز التاريخي يأتي في ظروف عصيبة تؤكد قدرة الإمارات على تجاوز تداعيات أزمة كورونا والخروج منها سريعا وبأقل تكلفة ممكنة وبالتالي فإن الإمارات أصبحت تملك منظومة للطاقة النووية والشمسية ومصادر الطاقة الكهربائية والنفطية والغازية، ما يعزز حضورها وتواجدها في الساحة الاقتصادية عامة والاستثمارية الدولية خاصة.

 

نجاح التشغيل

وقال يوسف الهاشمي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة التنظيم العقاري دبي: نبارك لدولتنا الغالية والقيادة الرشيدة نجاح تشغيل أول مفاعل نووي سلمي، وهذه رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استمرار مسيرتهم العلمية ومنافسة بقية الأمم العظيمة، لا شيء مستحيلاً.

 

قفزة كبيرة

وأكد عبدالرحمن فلكناز، رئيس مجموعة فلك القابضة بالإمارات، أن نجاح الإمارات في إنتاج الطاقة النووية السلمية قفزة كبيرة لدولة الإمارات على الصعيد العالمي تضاف إلى القفزة التي حققتها الدولة قبل أيام قليلة بالوصول إلى المريخ.

وذكر أن ذلك كله لم يأتِ في يوم وليلة، بل جاء نتيجة للعمل والجهد والإخلاص من قبل القيادة الرشيدة الساهرة على توفير كل سبل الحياة العصرية الحديثة لبناء دولة الإمارات ولجميع المقيمين فيها.

وقال: بداية من اليوم سيشار إلى دولة الإمارات وإلى قيادتها بالبنان على هذا التميز الذي يضع الدولة في المقدمة مع أهم وأرقى الدولة.

وتوقع بإعلان انطلاق إنتاج الطاقة النووية النظيفة والسلمية من خلال محطات براكة للطاقة النووية ستضاف قيمة اقتصادية كبيرة إلى الاقتصاد الإمارات بما توفره هذه الطاقة النظيفة من أموال وقيمة اقتصادية كبيرة بما يتم إنتاجه من طاقة تساوي ربع احتياجات المجتمع.

 

إنجاز جديد في سجل الإمارات

وقال محمد هلال، رئيس مجموعة محمد هلال التجارية: إن الإعلان عن افتتاح المحطة النووية السلمية بما يوفره من طاقة نظيفة وسلمية إنجاز جديد في سجل الإمارات فهو لم يأتِ في يوم وليلة بل جاء نتيجة للعمل والجهد من قبل القيادة الرشيدة الساهرة على توفير كل ما هو متطور، وتوفير كافة سبل الحياة العصرية الحديثة لبناء دولة قادرة على الاعتماد على قدراتها وقدرات أبنائها بتميز ونجاح، فهو قيمة اقتصادية كبيرة تضاف إلى الاقتصاد الإماراتي بما يتم إنتاجه من طاقة تساوي ربع احتياجات المجتمع.

 

إنجاز إماراتي بامتياز

وأكد وليد الزرعوني، رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال للوساطة العقارية»، أن نجاح الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي يعتبر إنجازاً إماراتياً بامتياز، فريداً من نوعه يبرز الوجه الحضاري للدولة، لا سيما أنه يأتي بعد أيام قليلة من إطلاق «مسبار الأمل» والذي يعد أيضاً أول مهمة عربية لاستكشاف كوكب المريخ، الأمر الذي يجعل من دولتنا الشامخة نموذجاً يُحتذى به إقليمياً وعالمياً بعد أن أصبح تحقيق المستحيل هو فعل الإمارات، قيادة وشعباً.

رؤية استباقية

وقال محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة «أر بي أم» لتأجير السيارات: إن تشغيل المحطة النووية يعكس نجاح القيادة الرشيدة في استشراف تحديات المستقبل ويعكس الرؤية الاستباقية للاستغناء عن الوقود الأحفوري كالنفط والغاز، والعمل على تذليل العقبات التي قد تواجه الأجيال القادمة على جميع الأصعدة منها الطاقة والكهرباء، وتعزيز خطط التنوع الاقتصادي لدعم التنمية المستدامة للدولة.

وأضاف أن الإمارات تثبت ريادتها للمنطقة على جميع الأصعدة، وتعزز تواجدها وفق خطط مدروسة وتستجيب سريعاً للواقع الذي نعيشه وإيجاد الحلول للأزمات المستقبلية التي يمكن أن تواجهها، موضحاً أن نجاح المشروع يرسخ مكانة الدولة على الصعيد العالمي ويحفز نمو الطاقة النظيفة بتكلفة تنافسية.

وأكد أن الإمارات ستصبح مركزاً إقليمياً لتصدير الخبرات والكفاءات في القطاع، وسيشجع على الدول المجاورة على الاستفادة من التجربة الإماراتية ومحاولة استنساخها بالاستعانة بخبراتنا الوطنية.

طاقة دائمة مستدامة

وقال د. ماجد فاروق حنا، خبير المشاريع والمخاطر، سفير الاستدامة: «يعد تشغيل محطة براكة للطاقة النووية هو دليل آخر على ريادة الإمارات العربية المتحدة عالمياً في مجال استخدامها أفضل الممارسات العالمية بمجال استدامة الطاقة. ما سوف ينعكس بالأثر الإيجابي على نمو اقتصاد الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاث الكربوني.

ومن جهه أخرى سوف يلعب دوراً أساسياً في نمو العديد من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية مما سوف يسهم بريادة اقتصاد الإمارات وخلق العديد من الفرص الاستثمارية من ناحية وإتاحة العديد من الوظائف في القطاعات المختلفة. وتأتي أيضاً أهمية هذا التشغيل في مواكبة متطلبات المستقبل للاستخدام السلمي للطاقة النووية وتوفير الطاقة لأجيال المستقبل. كما سيكون دافعاً لخلق تخصصات جديدة في الجامعات لتأهيل وإعداد كوادر وطنية للعمل في مجال الطاقة النووية.

اعتزاز وفخر

وقال بهارات باتيا، الرئيس التنفيذي لدى شركة كوناريس في جافزا: كلنا في مجتمع الأعمال في دبي نتابع إنجاز تشغيل أول مفاعلات مشروع محطة براكة النووية السلمية عن كثب ونعبر عن اعتزازنا وفخرنا به. تعد هذه الخطوة بمثابة حافز لنا ومؤشراً إيجابياً لبداية لمسار الانتعاش للاقتصاد الإماراتي بمختلف قطاعاته، كما تعزز من ثقتنا بأننا على موعد مع قفزات اقتصادية نوعية ستتحقق بالتوازي مع العودة التدريجية للأنشطة التجارية، وهو ما سيطرح أمامنا الكثير من الفرص بصفتنا شركة متخصصة في الصلب.

وأضاف: مما لا شك فيه أنها ستساهم على نحو كبير في تحقيق الأهداف التنموية القائمة على المعرفة لدولة الإمارات في ظل سعيها الدؤوب لتطوير قدراتها وإمكانياتها العملية والتكنولوجية والسير قدماً في هذا المضمار، لتتمكن في نهاية المطاف من تطوير اقتصاد معرفي يتمتع بمكانة فريدة على مستوى العالم.

 

ضرورة حتمية

شدد نجيب الشامسي على أن المشروع السلمي النووي كان ضرورة حتمية، لافتاً إلى أن أغلبية الدراسات والبحوث العلمية أكدت أن مصادر الوقود الأحفوري لن تكون كافية لسد الطلب على الطاقة في المستقبل.

وأكد الشامسي الأثر الاقتصادي للمشروع على المشاريع المتوسطة والصغيرة في الدولة. وأشار إلى أن البرنامج النووي السلمي أبرم عقوداً مع نحو ألفي شركة محلية بقيمة 17.5 مليار درهم، خلال كافة مراحل تطوير المحطات، كما أن الفترة التشغيلية للمحطات تمتد لأكثر من ستين سنة، ما يوفر فرصة كبيرة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمشاركة في مناقصات البرنامج والاستفادة منها على مدار عشرات السنين، خاصة وأن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعمل مع الجهات الحكومية لتطبيق الإجراءات الخاصة بتخصيص جزء من المشتريات لرواد الأعمال في الدولة.

وأوضح نجيب الشامسي أن البرنامج النووي السلمي حقق مكانة قيمة في العديد من القطاعات الاستراتيجية لدولة الإمارات، مشيراً إلى أن توفير طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة من دون انبعاثات كربونية تقريباً حيث يهدف إلى الحد من البصمة الكربونية لدولة الإمارات بواقع 70% خلال الأعوام الثلاثين المقبلة، كما يستهدف المشروع النووي تطوير قطاع صناعي محلي عبر تبني أعلى المعايير العالمية للسلامة والجودة والأمان.

Email