سموه: محمد المشالي من مصر الحبيبة صانع أمل من نوع مختلف

محمد بن راشد ينعى «طبيب الغلابة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «طبيب الغلابة» الدكتور محمد المشالي من جمهورية مصر العربية.

وقال سموه عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «الدكتور محمد المشالي.. من جمهورية مصر الحبيبة.. صانع أمل من نوع مختلف.. 50 عاماً من حياته لأجل علاج الفقراء. نموذج للأطباء.. وقدوة للعظماء.. رحمه الله.. وأسكنه الفردوس الأعلى من جنته في مقعد صدق عند مليك مقتدر».

فاصلة

وفي سيرة الطبيب الراحل، واقعة طفل من أسرة كانت تكتوي بنيران العوز، قرر وهو ابن العشرة أعوام أن يصعد إلى سطح منزله، مضرماً النار في نفسه، وهو يردد أنه فعل ذلك كي يوفر لإخوته ثمن حقنة الأنسولين التي كانت الأسرة تقتطعها من إمكاناتها المحدودة لعلاجه.. كانت تلك الواقعة فاصلة في حياة الطبيب الشاب المشالي، وقد شاهدها وهو في مقتبل حياته المهنية بإحدى الوحدات الصحية بقرية صغيرة في مصر، فكانت نقطة محورية في حياته.

أنفاس

احتضن الطبيب هذا الطفل المكلوم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، لتنقلب حياة الطبيب رأساً على عقب، ويقرر أن يوهب نفسه لخدمة الفقراء، ويسخر علمه من أجلهم، حتى صار محمد المشالي، وهو اسم لا يحتاج لتعريف بحد ذاته.. هو «طبيب الغلابة» الذي روى تلك الواقعة في لقاء إعلامي سابق معه، واعتبرها السبب في قيامه بتسخير حياته لخدمة الناس.

اتشحت منصات ومواقع التواصل الاجتماعي بالسواد حزناً على رحيل المشالي، الثلاثاء، ونعاه مسؤولون وقادة، لما قدّمه من نموذج ملهم ومخلص في العمل الإنساني.

في العام 1944 وفي محافظة البحيرة (غرب دلتا مصر)، ولد الدكتور محمد عبد الغفار المشالي، لأب يعمل مدرساً، قبل أن ينتقل إلى محافظة الغربية برفقة أسرته ويستقر هناك.

مراكز

تخرج المشالي في كلية طب القصر العيني في القاهرة في العام 1967، وتخصص في الأمراض الباطنية وأمراض الأطفال والحميات، وعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة.

في العام 1975 افتتح عيادته الخاصة في مدينة طنطا، وقد تكفل في تلك الفترة بإخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكراً، ما اضطره للزواج متأخراً.

على مدى أكثر من 50 عاماً سخر الطبيب حياته لخدمة الناس، وضرب مثالاً يحتذى به في الإنسانية، إذ كان يتقاضى رسوماً تتراوح بين 3 و10 جنيهات نظير إجراء الكشف الطبي على المرضى، وصولاً إلى الكشف المجاني على غير القادرين، حتى أنه في بعض الأحيان كان يتكفل بإتمام الفحوصات الطبية اللازمة من تحاليل وأشعة وخلافه «على نفقته الخاصة» لغير القادرين، وحتى شراء الدواء لهم.

توفي الدكتور المشالي، الثلاثاء 28 يوليو 2020 في منزله بمدينة طنطا (شمال مصر)، عن عمر ناهز 76 عاماً، تاركاً خلفه نموذجاً يحتذى به في العمل الإنساني، وسيرة عطرة لرجل عظيم عاش زاهداً في الدنيا ولم يكترث بالمظاهر، ولم يلق بالاً لها، حتى أنه رفض تقاضي ملايين الجنيهات من أحد البرامج التلفزيونية.

كان يصف نفسه دائماً بأنه «جندي مجهول» يعمل سنداً للفقراء، ويدعو لدعمهم ومساندتهم والتخفيف من الأعباء الملقاة على عاتقهم.

Email