20 يوليو انطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ تبعاً لتحسن الأحوال الجوية

«الأمل» سيلعب دوراً حاسماً بالنسبة إلى البعثات البشرية المستقبلية | ارشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حددت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، المسؤولة عن صاروخ الإطلاق، الاثنين المقبل 20 يوليو في تمام الساعة 1:58 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، تاريخاً «مبدئياً» لانطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، فيما قد يتغير هذا الموعد تبعاً لتطورات الأحوال الجوية في جزيرة تانيغاشيما مركز إطلاق الصاروخ.

نجاح المهمة

وتأتي تأجيلات إطلاق المسبار بسبب الأحوال الجوية غير المستقرة، وتغير الأوضاع الجوية في الجزيرة، التي تشهد سقوط أمطار غزيرة وتشكل سحباً ركامية كثيفة، ووجود طبقة هوائية متجمدة، جراء عبور جبهة هوائية باردة، بالتزامن مع الوقت الأصلي المقرر للإطلاق، فيما جاء هذا الإجراء حماية للمهمة ونجاحها وحفاظاً على جهود 6 سنوات من العمل المتواصل.

وتشهد اليابان خلال هذه الفترة حالة من عدم استقرار الأحوال الجوية وسقوط أمطار غزيرة بالقرب من منصة إطلاق الصاروخ على مسافة تبعد 5 كيلومترات، فيما هناك متابعة لحظية بين القائمين عن إطلاق المسبار مع مسؤولي الأرصاد الجوية اليابانية، للتحقق ما إذا كان بوسعهم إطلاق مسبار الأمل في يوم ملائم مناخياً.

وتتوالى الاجتماعات اليومية بين فرق الإطلاق في اليابان ومحطة المراقبة الأرضية مع شركة ميتسوبيشي المسؤولة عن صاروخ الإطلاق لتحديد ومراجعة كافة المعطيات الجديدة بخصوص الأحوال الجوية، فضلاً عن حالة المسبار وكبسولة الإطلاق والصاروخ، خاصة أن تأجيل إطلاق المسبار يعني تغيير خطط توقيت انفصاله وآلية الاتصال لاستقبال الإشارات التي تغيرت هي الأخرى، ويجب تفعيل ذلك مرة أخرى، فيما يتمتع فريق إطلاق المسبار حالياً بالسلامة والأمان وارتفاع المعنويات لإكمال هذه المهمة بنجاح.

تحديث المعلومات

وتعمل حالياً فرق الإطلاق على تفعيل الخطط والتحديثات للمهمة وإدخال البيانات الجديدة، فيما تم تدريبهم وفق سيناريوهات تم اعتمادها سلفاً على كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف والتحديات، كما تم مراجعة فاعلية الخطط كثيراً خلال الفترة الماضية، من جهته ما زال صاروخ الإطلاق في المبنى الموجود به ولم يتحرك إلى منصة الإطلاق، بينما يقوم فريق الإطلاق حالياً بأخذ إحداثيات عمل الأجهزة العلمية داخل الكبسولة وخارجها والتأكد من سلامتها، خاصة أن الكبسولة تعتبر بمثابة غرفة نظيفة.

وتلعب الأحوال الجوية دوراً هاماً ومحورياً في تقرير موعد إطلاق الأقمار الاصطناعية، نظراً لتأثيرها الكبير، خاصة في طبقات الجو العليا، على فرص الصعود الآمن للصاروخ، الذي يحمل مسبار المريخ نحو الفضاء، فيما يتم التحقق من الظروف الجوية وحالة الطقس بشكل دوري ومستمر قبل الإطلاق، ويكون هناك تقييم لذلك قبل خمس ساعات من موعد الإطلاق الجديد، ومن ثم قبل الإقلاع بساعة واحدة لتأكيد إمكانية المضيّ في قرار إطلاق المسبار في موعده.

مهمة مختلفة

ويختلف مشروع مسبار الأمل كثيراً عن إطلاق الأقمار الصناعية الاستشعارية؛ لأن هذه الأقمار يتم إطلاقها إلى الفضاء في أي وقت من العام، فيما مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، تعتمد على توقيتات خاصة محورها اقتراب كوكب المريخ من الأرض، ولذا يجب استغلال ذلك لإطلاق المهمات المعنية باكتشاف هذا الكوكب، والتي لا تتوافر ظروفها المواتية إلا كل عامين لإطلاق المهمات خلالها، وهو ما يطلق عليه بنافذة الإطلاق.

ويخضع تحديد موعد «نافذة الإطلاق» لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول الكوكب الأحمر في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة، وتمتد فترة «نافذة الإطلاق» لعدة أيام تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها، وعليه يمكن تأجيل إطلاق المسبار وتحديد موعد جديد أكثر من مرة طالما أن ذلك ضمن نافذة الإطلاق المفتوحة.

تحديات

تواجه المشاريع والمهمات الفضائية الهادفة إلى استكشاف الكواكب أو الكون تحديات ومصاعب متعددة، نظراً لطبيعة القطاع الفضائي الأمر الذي يستلزم المرونة في اتخاذ القرارات لضمان تحقيق الأهداف والنتائج المنشودة، ولهذا تحظى هذه المشاريع بفترات طويلة من الاستعداد والتجارب لضمان أفضل معدل نجاح ممكن، فيما يعد تأجيل إطلاق المهمات الفضائية، خاصة المريخية، أمراً مألوفاً ومتوقعاً، سواء بسبب الأوضاع الجوية غير المواتية، أو بسبب مشكلات تقنية طارئة، حيث بالإمكان تأجيل الإطلاق لأي سبب كان، لضمان توفر أعلى معدلات النجاح، طالما أن التأجيل في إطار نافذة الإطلاق المتاحة.

Email