غالبية قرّاء «البيان»: لن نطلب دعماً نفسياً بعد انتهاء الجائحة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد غالبية المستطلعة آراؤهم في استطلاع البيان الأسبوعي، عدم ذهابهم إلى الدعم النفسي بعد انتهاء جائحة «كورونا»، حيث أكد 72% من المستجيبين للاستطلاع عبر حساب «البيان» في تويتر ذلك، في حين أجاب 28% منهم أنهم بحاجة لهذا النوع من الدعم عقب انتهاء الجائحة.

وفي الاستطلاع ذاته على موقع البيان الإلكتروني، ذكر 68% من المستجيبين أنهم ليسوا بحاجة إلى دعم نفسي عقب انتهاء الجائحة، في الوقت الذي أجاب 32% منهم أنهم يحتاجونه.

حائط صد

ويعد العلاج النفسي حائط صد قوياً لمواجهة الاكتئاب والخوف والتوتر المحتمل لبعض الأشخاص بعد الجائحة، ما سيضطرهم للإقبال على العلاج النفسي على يد اختصاصيين ومؤهلين، لاسيما أن النفسية السلبية للموظفين ستؤدي حتماً إلى نقص المناعة داخل الجسم، وفق أخصائيين.

وفي هذا السياق قالت الدكتورة نعيمة عبد اللطيف، استشارية نفسية: «تعتبر الصحة النفسية من الأمور المهمة لتحقيق النجاح في الحياة، وفي حالة شعوري بأي قلق نفسي يسبب لي الإحباط ويقف عائقاً أمام حياتي الاجتماعية والعملية فلن أقبله، فالمرض النفسي لا يختلف عن المرض العضوي، لأنه ألم داخلي يحبسني خلف جدران غير مرئية، وما دام المسؤولون وفروا لي سبل العلاج المجاني فهم يرغبون بي لأكمل معهم مسيرتي المهنية وإلا فقد يستغنون عني دون علاج، وسيكون رفضي سبباً في زيادة فشلي، لذا علينا أن نؤمن أن مرحلة ما بعد «كورونا» هناك الكثير من يحتاج للعلاج النفسي، خاصة من فقدوا أحبة من عائلاتهم وأحياناً أكثر من واحد، وهناك من فقد وظيفته، فالناحية الاقتصادية تؤثر سلباً على نفسية الشخص، والخلاصة لا أمانع من تقديم وتقبل نفسي للعلاج».

آثار ناجمة

وأوضحت موزة مبارك القبيسي، باحثة إماراتية ومدربة معتمدة في مجال المهارات الحياتية والأسرية، «بأنها لا توافق على أخذ العلاجات النفسية والبرامج الصحية النفسية بسبب الآثار الناجمة عن التوتر والاكتئاب بعد الجائحة، ذلك لأن الدواعي والظروف كانت عامة وعلى جميع الأفراد في المجتمع، وهناك من كان على وفاق مع الاحترازات الوقائية، وهناك من تأثر بفقد أحد أفراد الأسرة، أو إصابته بالفيروس، أو ظهرت عليه عوارض صحية أقلقته».

وأضافت: «ونحن على يقين بأن كل ذلك سيمضي، فمن يعيش على أرض دولة الإمارات كان محظوظاً بسبل الوقاية والعلاج، وبمتابعة القيادة الرشيدة والجهات المعنية التي وضعت على عاتقها أيضاً مواجهة التحديات النفسية، ووظفت المؤهلين في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لكل الأفراد عبر خدمة الخط الساخن، وتقديم الاستشارات على مدار الساعة، وتوظيف التوعية والتثقيف الاجتماعي والثقافي في توجيه الرسائل المطمئنة لجميع شرائح المجتمع وبلا استثناء».

ثقافة حاضرة

وقالت الإعلامية ندى الرئيسي: «إن ثقافة الصحة النفسية موجودة وتحظى باهتمام وإقبال في الكثير من المجتمعات فشأنها شأن التخصصات الصحية الأخرى».

وتابعت: «ونحن اليوم في ظل جائحة «كورونا» التي فرضت علينا العزلة والتعايش مع أسلوب ونمط حياة مختلف أدى في حد ذاته إلى التوتر والاكتئاب من المهم أن يعي الناس أهمية العلاجات النفسية، والتعرف على برامج الصحة النفسية دون خجل أو خوف من الاعتراف أن الشخص يعاني من بعض الأعراض النفسية التي قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بطريقة صحيحة وسريعة».

ودعت مريم الأحبابي مدربة معتمدة في الوعي الذاتي إلى ضرورة تشكيل ما يُعرف باسم حائط الصد والبناء النفسي الذي يتمثل في دعم قوة العزيمة والتوعية والتثقيف، وأن وباء «كورونا» هو مرض كأي مرض آخر وفي مواجهته لابد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أعلنتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية سواء للمصابين أو غيرهم.

وأضافت: «وهنا أنوّه إلى عدم تردد أي شخص بحاجة ماسة إلى العلاج النفسي في حال وفرته جهة عمله، فالعلاج النفسي يعتبر علاجاً حقيقياً يلعب دوراً أساسياً في مقاومة القلق والتوتر والسلبية والخوف، وكل ذلك لا يؤثر فقط في الصحة النفسية للإنسان، وإنما تضعف أيضاً مناعة الجسم، وبالتالي تؤثر في قدرته على التعافي».

رعاية نفسية

ورأى عبدالله العطر مدرب معتمد في التنمية البشرية، بأن تقديم العلاج النفسي ليس مهمة جهات العمل، بل توفير الرعاية النفسية وتقديم الدعم النفسي هو ما قد يطلب منها بعد الجائحة.

وأضاف العطر: «إن الأثر النفسي الحاصل لا يرقى إلى الخلل العصبي أو العضوي الذي يحتاج إلى تدخل العلاج النفسي، لكن هناك ما وصفها بالدراما النفسية التي ستشغل عملية التطور الإداري عن أهدافها الكبرى، وتعزيز حالة الشفقة والإقرار بالقصور النفسي، وقد أكون صارماً في هذا التوجّه، ولكن أؤكد أنه يجب ألّا تعطى الحالة النفسية العامة أكثر من بعض النصائح، وتوفير الظروف المناسبة ليعيش الأفراد في سياق من العمل بروح إيجابية».

وقال الموظف خالد علي، إن فيروس «كورونا» المستجد أصاب الكثير بالذعر، وهناك أشخاص من شدة الخوف بدأت تثار لهم الوساوس من كل شيء، وأصبحوا يفرطون في استخدام المنظفات والمعمقات، وبلغ بهم الحال إلى درجة الخوف من الأشخاص المحيطين بهم على الرغم من اتخاذهم كافة التدابير والإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أنّ مثل هؤلاء الأشخاص لابدّ لهم التوجّه إلى الحصول على الدعم النفسي حتى لا يتطوّر لديهم الخوف من الفيروس إلى مراحل أعمق، وخصوصاً بعض الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.

تداعيات الفيروس

وأيد متعب خليفة الرأي السابق قائلاً: إن تبعات فيروس «كورونا» المستجد على بعض الأشخاص تكون عميقة خصوصاً الأشخاص الذين فقدوا أقارب لهم أو أشخاصاً عزيزين عليهم، وهو ما يزرع الخوف في داخلهم، فليس كل شخص بإمكانه تجاوز تداعيات الفيروس، بل هناك من يحتاج إلى دعم نفسي من قبل مختصين.

وأوضح أن هناك من يخاف نظرة الناس والمجتمع، لذلك يحاول أن يصارع مشاعره دون الاكتراث لتفاقم حالته النفسية، مؤكداً أنه إذا استدعى يوم من الأيام حصوله على استشارة من طبيب نفسي أو مختص فإنه سيذهب دون تردد.

Email