تحتوي على إرشادات لتوعية المجتمع بكيفية تفادي الإصابة

طبيبة متعافية من «كوفيد» تكسر فترة العزل بمدونة طبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اللحظة الأولى لانتشار فيروس كورونا المستجد، تحمّل العاملون في القطاع الطبي العبء الأكبر لمواجهة الوباء، وبفضل جهودهم، سجّلت الإمارات ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد حالات الشفاء من الفيروس، فهم يقفون عيناً ساهرةً في خطوط الدفاع الأولى، حرصاً على سلامة أفراد المجتمع، إلا أنهم يعلمون أنهم ليسوا بمنأى عن هجوم هذا العدو الفتاك الذي قد يجعلهم أحد ضحاياه.

وأحد جنود خط دفاعنا الأول، الدكتورة مريم المنصوري، اختصاصية طب الطوارئ، التي أصيبت بالفيروس نتيجة تعاملها المباشر مع المرضى، برغم كل الاحتياطات والإجراءات الوقائية التي وفرتها هيئة الصحة في دبي، واستغلت فترة العزل في كتابة مدونة طبية تحتوي على نصائح وإرشادات طبية، لتوعية المجتمع بكيفية تفادي الإصابة بالفيروس، والإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها.

وكشفت الدكتورة مريم المنصوري أنها أصيبت بالفيروس نتيجة تعاملها المباشر مع المرضى، مؤكدةً أنها أمضت أسبوعين في أحد مستشفيات هيئة الصحة في دبي، وبعدها 21 يوماً في مركز مخصص للعزل، بعيدة عن طفلتيها، ووالدتها ووالدها اللذين يقيمان معها.

وأشارت إلى أنها لم تشعر إلا بأعراض بسيطة سوى صداع بسيط مع ألم في البلعوم، مؤكدةً أن شوقها وحنينها إلى الأهل وطفلتيها كانا أكثر إيلاماً من أعراض المرض.

وشرحت الدكتورة مريم اللحظات الأولى في بداية تعاملها مع الفيروس، قائلةً: "بداية الأمر، وتحديداً في بداية مارس الماضي، وعندما بدأنا التعامل مع المرضى، كان لدينا تخوف ورهبة من الفيروس، لأنه جديد، والمعلومات المتوافرة عنه كانت تتمثل في شدة خطورته وسرعة انتقاله، ولكن حسمت أمري، وبذلت قصارى جهدي لخدمة حكومتنا الرشيدة، وشعب دولة الإمارات".

وقالت: «برغم كل الاحتياطات والإجراءات الوقائية التي وفرتها لنا هيئة الصحة بدبي، وتشديدها على ضرورة التزامنا بأقصى التدابير الاحترازية، فإنني أصبت بالعدوى، ما اضطرني إلى البقاء في المستشفى أسبوعين، ولم أشعر بأعراض خطرة، بفضل الله، وكان الأطباء يومياً يجرون الفحوص التي تشمل فحص الدم والأشعة، إضافة إلى تناول خافضات الحرارة، وبعدها تم تحويلي إلى مركز مخصص للعزل مدة ثلاثة أسابيع، وتحملت فراق الأهل والطفلتين، لأني كنت أدرك أن هذا أفضل لي ولهم».

وبسؤالها كيف كانت تُمضي الوقت أثناء فترة العزل، قالت الدكتورة مريم: «لا شك أن البقاء بين أربعة جدران صعب جداً، وكنت أشعر بأن اليوم طويل، ولكن كنت أشغل وقتي بالقراءة والكتابة، وكتبت مدونة طبية تحتوي على نصائح وإرشادات طبية، لتوعية المجتمع بكيفية تفادي الإصابة بالفيروس، والإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها».

وأضافت: «بعد تماثلي للشفاء، التزمت بالعزل، وعند عودتي إلى البيت تجنبت احتضان بناتي وتقبيل أبي وأمي، لشدة حرصي عليهم، وما زلت أحرص على التباعد الاجتماعي معهم، وفقاً لتعليمات وإرشادات الجهات الصحية».

وتابعت: «لا يوجد علاج ولا لقاح للفيروس، ولكن كل شخص من أفراد المجتمع يمتلك ما هو أقوى من اللقاح، ويتمثل ذلك في التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات والقفازات، والالتزام بالتدابير الصارمة التي وضعتها الدولة، لأنها السلاح الوحيد المتاح حالياً في مواجهة كوفيد 19».

Email