حسين المسيح لـ«البيان»: مبادرات عدة لتجنيبهم تداعيات «كورونا»

منظومة إماراتية متكاملة لحماية كبار المواطنين من الشعور بالوحدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور حسين المسيح خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي لـ«البيان» أن الإمارات انفردت بتبني منظومة متكاملة لحماية كبار المواطنين من تداعيات انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19»، لا سيما الشعور بالوحدة والعزلة، وتشمل المنظومة توفير الدعم والرعاية الصحية لهم، كما اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، ووجهت لهم النصائح بالتزام منازلهم، وتجنب التجمعات، والأماكن المزدحمة، حرصاً على سلامتهم.

إجراءات وقائية

وأوضح أن الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة لوقاية كبار المواطنين من الإصابة بالفيروس المستجد، تتطلب عدم التجمع في غرفة الجد والجدة، ومراعاة التباعد الجسدي، والاهتمام باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحمايتهم والحفاظ على صحتهم.

وقال: إنه مع امتداد فترة العزل، قد يتسرب إلى كبار المواطنين الملل، وقد يشعرهم بالوحدة والعزلة، ومن أجل ذلك اهتمت هيئة تنمية المجتمع بإطلاق العديد من البرامج التي تعنى برعاية هذه الشريحة الغالية على قلوبنا جميعاً، كونهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات.

آثار نفسية

وأضاف إن الهيئة تحرص على رفع الروح المعنوية لدى كبار المواطنين وتلبية احتياجاتهم من خلال برامجها المختلفة مثل خدمة «وليف» ومبادرة «نتواصل ونحمي»، لتلبية احتياجاتهم ومحو الآثار النفسية السلبية التي تسببت بها جائحة كورونا لهذه الشريحة التي كانت تجد سلواها في تجمعات الأبناء والأحفاد من حولها و في الصلاة في المساجد.

ونصح الدكتور المسيح الأبناء بضرورة تعليم آبائهم وأمهاتهم من كبار المواطنين كيفية استخدام منصات التواصل المرئي عبر الأجهزة الذكية ليتمكنوا من التواصل مع أبنائهم وأحفادهم وأقربائهم بشكل مستمر لحمايتهم من مخاطر الشعور بالوحدة والعزلة، ولا سيما أن هناك تغيرات لدى كبار السن، ومن أهمها الشعور بالعزلة والعجز والانسحاب حيث تتأثر الحالة النفسية للمسن مع التقدم في العمر، فقد يشعر بأنه أصبح شخصاً غير مرغوب فيه أو لا فائدة منه، ما ينمي لديه حب الوحدة والعزلة والشعور بعدم القدرة على الفعالية والتأثير في المجتمع أو الشعور بعدم جودة الحياة.

غرس

وقال: تشجيع الأحفاد على التواصل مع أجدادهم وجداتهم أمر مهم للغاية، كما يجب ألا ينقطع بأي حال من الأحوال التواصل مع الآباء والأمهات من كبار السن، وعلى الأبناء أن يشرحوا لهم هذه الظروف الاستثنائية وعدم قدرتهم على التجمع في منزلهما حرصاً على سلامتهما التي تتطلب التباعد الجسدي وتجنب الاختلاط.

منظور إيجابي

وأهاب الدكتور المسيح بضرورة التركيز على المكتسبات وهي التي تعطي الإنسان طاقة إيجابية تدفعه لاستمرار الحياة والعطاء والعمل، وذلك من خلال النظر إلى أزمة كورونا من منظور إيجابي وتحويل التحديات إلى فرص، إذ إن وجودنا في منازلنا فرصة لخدمة الوالدين ولبرهما بعد أن شغلتنا عنهم الحياة والعمل.

تأدية العبادات

كما أنها فرصة لفئة كبار السن لتأدية العبادات مع أبنائهم وللذكر والدعاء، مشيراً إلى أن الوجه المشرق لأزمة كورونا هو أنها جعلت الأسر أكثر تلاحماً وتقارباً وأعادت توزيع الأدوار بين أفراد الأسرة وتأدية أدوارهم بنجاح.

وأشار إلى أن الدعم النفسي تصدر الطلبات التي تلقتها حملة «نتواصل ونحمي»، ثم الدعم الصحي، وذلك بسبب قلقهم من عدم تمكنهم من مراجعة الأطباء في المستشفيات أو الحصول على الأدوية المطلوبة لحالاتهم، مؤكداً أن الكثير من الحالات لا يتم إنهاء التعامل معها بمجرد تلبية احتياجاتها بل يتم التواصل معها بشكل مستمر لضمان تحسن حالتها النفسية وبث الطمأنينة في قلوبهم.

وحول أغرب الطلبات التي تلقتها الحملة أوضح الدكتور المسيح أن الكثير من كبار السن من المقيمين كانوا يطلبون منا إرجاع أبنائهم العالقين خارج الدولة، وبالفعل تواصلنا مع الجهات المختصة بشأن ذلك لإنهاء مشكلتهم.

وأفاد بأن الهيئة تدرس تقديم بعض الخدمات عن بعد عبر المنصات التكنولوجية عقب انتهاء الجائحة.

 

Email