«الجليلة» تساعد فيفان على تخطّي الآلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أصعب اللحظات التي يعيشها الإنسان تلك التي يرى فيها المرض ينهش جسمه، وهو غير قادر على أن يحرك ساكناً، ولا يكون أمامه سوى الصبر على نوبات الألم، التي تتجدد بين الفينة والأخرى، والتشبث بالأمل حتى يجد لها مخرجاً ينهي قلة الحيلة التي يشعر بها، ذلك ما ينطبق على حالة المريضة «فيفان» التي تعاني من الفشل الكلوي التام والذي تم تشخيصه منذ فبراير 2017.

بدأت فيفان علاجها بجلسات الغسيل الدموي، وبعد شهرين تم تحويلها إلى الغسيل البريتوني، حيث تلاءمت معه بشكل جيد لمدة عام كامل، ولكن بعد ذلك ساءت حالتها وتم إعادتها للغسيل الدموي الذي لا زالت مستمرة عليه حتى هذه اللحظة بمعدل 3 جلسات أسبوعياً، وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة 650 درهماً، مما يعتبر مكلفاً جداً بالنسبة لها، حيث إن مصدر الدخل الوحيد راتب وزوجها الذي لا يتعدى 5 آلاف درهم، خصوصاً ولا يوجد تأمين صحي لتغطية التكاليف، وكانت تتلقى مساعدات مالية من أقربائها في الدولة ومن بلدها.

مكثت فيفان على هذا الحال حتى حصلت في بداية العام الماضي على دعم من أحد المتبرعين بالتكفل بجلسات الغسيل لعام كامل، وبعد انتهاء الدعم عادت لتعتمد على راتب زوجها ومساعدة أقربائها، ومما زاد الأمر سوءاً تداعيات أزمة وباء «كورونا»، حيث توقف عمل الشركة التي يعمل بها زوجها وبدأت تمر بظروف مالية صعبة أثرت على دفع رواتب الموظفين، لذلك كانت تحاول جاهدة الاستعانة بأقربائها للحصول على تكاليف جلسات الغسيل، ولكن سرعان ما انتهى الدعم ومرت عليها أيام بدون عمل الغسيل مما أرهقها صحياً.

لم تسستلم فيفان لهذه المحنة التي مرت بها، بل حرصت على طلب المساعدة من مختلف الجمعيات الخيرية والمؤسسات المعنية، وكان من ضمنها مؤسسة الجليلة، التي سارعت بعد اكتمال المتطلبات في مد يد العون والمساعدة لها وبصورة عاجلة، وفور حصولها على موافقة المؤسسة باشرت المريضة في نفس اليوم بأول جلسة غسيل كلى بعد انقطاع دام لعدة أيام.

وتؤثر الأمراض المزمنة بشكل كبير في إمكانية التعرض لمخاطر الإصابة بالفشل الكلوي، كما أن الفحوصات الدورية يمكن لها أن تمنع أو تؤخر المرض، الذي ينعكس سلباً على حياة المريض، سواء في الجانب الصحي أو المادي، ما يتوجب تعزيز التوعية بمخاطر المرض، والتركيز على جانب الوقاية، لا سيما أنه يمكن تحديد المعرضين له.

ويعتبر الفشل الكلوي معاناة يومية للمريض، إذ يتوجب عليه قضاء 12 ساعة أسبوعياً «3 مرات كل مرة 4 ساعات» أي نحو 576 ساعة سنوياً على أجهزة الغسيل، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن المصابين بالأمراض المزمنة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالفشل الكلوي، حيث تزداد خطورة حدوث مرض الفشل الكلوي لديهم بمعدل 3 مرات مقارنة بغيرهم من الأصحاء؛ لذلك يجب عليهم التقيد بالفحص المنتظم للحد من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى وما يتبعها من مشاكل صحية واجتماعية ونفسية. وقدرت منظمة الصحة العالمية تكاليف علاج الفشل الكلوي والزراعة في العالم بنحو تريليون دولار أمريكي خلال العقد المقبل.

Email