مسبار الأمل محطة فارقة في مسيرة الإنجازات الإماراتية

نجاح نقل المسبار إلى اليابان يؤكد الكفاءة العالية للشباب الإماراتي | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكّل مسبار الأمل محطة فارقة في مسيرة الإنجازات الإماراتية وهو تأكيد للعالم أجمع أن الإمارات دخلت السباق العالمي، لاستكشاف الفضاء، وأنها مُصممة على حجز مكانة ريادية فيه بين الدول المتقدمة في هذا المجال الصعب والمُعقد، حيث يشارك في صنعه علماء ومهندسون إماراتيون، لبناء وتعزيز رصيد الإمارات من المعارف الخاصة بقطاع الفضاء.

تحدٍ

وأكد المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن المشروع مثل تحدياً كبيراً منذ اليوم الذي أعلنت فيه دولة الإمارات عن إطلاقه، وأن فريق العمل شكل كافة خبراته من خلال التحديات التي واجهها خلال عمله، مشيراً إلى أن نجاح عملية نقل مسبار الأمل إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما في اليابان وفق الخطة المعدة مسبقاً وبأعلى مستويات الدقة، يجسد حرص فريق العمل على إتمام المشروع الأول من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة بما يحقق رؤية قيادة دولة الإمارات، ويؤكد قدرة الشباب الإماراتي على توظيف المهارات والخبرات التي اكتسبوها في مراحل التصميم والتطوير والاختبار والتجميع والنقل.

وقال عمران شرف إن الدعم الكبير من قيادة دولة الإمارات وتحفيزها الدائم للفريق لمواصلة العمل في المشروع، والتعاون الكبير من العديد من الجهات الحكومية ساهم في الوصول إلى هذه المرحلة المهمة، رغم الظروف الصحية التي يشهدها العالم، ليبقى جدول عمل المشروع متواصلا كما هو مخطط له، مشيراً إلى أنه بعد وصول مسبار الأمل إلى اليابان سنبدأ مرحلة الإعداد لعمليات الإطلاق التي ستتم في شهر يوليو المقبل.

نجاح المهمة

وقال الدكتور خالد الهاشمي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، مدير مشروع مسبار الأمل لدى وكالة الإمارات للفضاء: إن فريق العمل الذي أنجز بنجاح مهمة نقل مسبار الأمل من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى محطة إطلاقه في مهمته لاستكشاف المريخ من جزيرة تانيغاشيما اليابانية، اتبع إجراءات علمية دقيقة للغاية تتفوق على أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن، وخصوصاً أن المهمة تزامنت مع الظروف الراهنة التي يمر بها العالم جراء تفشي «كورونا» وما نتج عن ذلك من أهمية اتباع إجراءات وتدابير احترازية إضافية.

وأضاف: «تأتي أهمية إنجاز هذه المهمة بنجاح ضمن برنامج الإمارات لاستكشاف المريخ كونها تصب ضمن المساعي الوطنية الهادفة إلى تطوير الكفاءات العلمية والتطبيقات الفضائية المتخصصة، من خلال رفع مستويات الوعي المعرفي عن كوكب المريخ ومشاريع الدولة لاستكشافه، خصوصاً لدى الفئات الشبابية والطلابية، إذ أصبحت دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف كوكب المريخ، حيث دخلت السباق العالمي لاستكشاف هذا الكوكب مع عبر مشروع مسبار الأمل الذي تقوم بتنفيذه كوادر وطنية تتمتع بكفاءات علمية عالية.

إنجاز

قال خالد عمران العامري، سفير دولة الإمارات لدى اليابان: إن إنجاز عمليات نقل مسبار الأمل من دبي إلى اليابان في ظل ظروف الإغلاق الحالية التي يشهدها العالم بسبب تفشي وباء «كورونا» يعد إنجازاً مهماً سيذكره التاريخ، مشيداً بفريق العمل الاحترافي الذي أنجز هذه المهمة الوطنية، وبتفانيهم وإصرارهم على إتمامها بنجاح.

ووجه الشكر إلى السلطات اليابانية التي قدمت كل الدعم والمساندة لفريق نقل المسبار، وأظهرت مرونة عالية في التعامل مع كل التدابير الاحترازية المعمول بها حالياً في اليابان لمكافحة الوباء بهدف تسهيل مهمة الفريق.

وأضاف أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الضرورية للحفاظ علة صحة وسلامة الفريق المكلف باستقبال المسبار عند وصوله إلى الأراضي اليابانية ومتابعته حتى وصوله إلى محطة الانطلاق إلى الفضاء. وأكد أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان راسخة ومتينة وتتطور عاماً بعد آخر في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى التعاون في مجال القطاع الفضائي يزداد رسوخاً بين البلدين الصديقين بعد نجاح إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» من اليابان في عام 2018 والإطلاق المرتقب لمسبار الأمل العام الجاري، وهو يثبت أن التعاون الفعال في مجال الفضاء يشكل بالفعل قوة دافعة لتعزيز العلاقات الثنائية.

Email