نقل المسبار بنجاح من دبي إلى محطة انطلاقه في اليابان رغم تداعيات «كورونا»

محمد بن راشد: مسبار الأمل نقطة تحوّل عربية وإسلامية في مجال الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء عن إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح إلى موقع انطلاقه إلى الفضاء من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، وذلك تنفيذاً للمخطط له ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «بحمد الله تم إنجاز إحدى أهم المراحل النهائية لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ عبر نقله من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إلى محطة الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما باليابان تحت إشراف فريق من مهندسينا الإماراتيين في عملية استغرقت 83 ساعة من العمل المتواصل، مسبار الأمل للمريخ قريبا».

وتابع سموه في تدوينات عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «مسبار الأمل هو إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء... الوصول للمريخ لم يكن هدفه علمياً فقط... بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون.. وبأن لا شيء مستحيل.. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء».

وأضاف سموه: «رغم ظروف توقف السفر عالمياً، ورغم الاحترازات الصحية العالمية..ما زال مهندسونا يعملون وفق الجدول المعتمد لإنجاز أهم مشروع علمي فضائي في منطقتنا..تم تطوير المسبار في أقل من المدة المعتادة عالمياً (ست سنوات فقط من عشر).. وبنصف الكلفة.. والهدف إطلاقه في يوليو وفق الجدول المعتمد».

ويأتي إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إلى اليابان بعد التغلب على كل التحديات الراهنة الناجمة عن تفشي وباء «كورونا» المستجد «كوفيد-19» عالمياً، وما نتج عنه من تدابير غير مسبوقة منها الإغلاق التام للعديد من المدن والدول حول العالم، وكذلك إغلاق الحدود الدولية ووقف حركة الطيران وغيرها.

وأكد معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أنه بإنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من دبي إلى محطة انطلاقه إلى الفضاء في اليابان، فإن دولة الإمارات ترسل رسالة إيجابية جديدة إلى العالم عبر المضي قدماً في الخطوات التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وفقاً لما هو مخطط له مسبقاً، رغم التحديات الناجمة عن تفشي وباء «كورونا» المستجد عالمياً.

وأضاف معاليه: «نود أن ننتهز هذه الفرصة لنتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة للدولة لدعمها المتواصل واللامحدود لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، ولفريق العمل الوطني من شابات وشباب الوطن القائمين على هذا المشروع، الذين نشكرهم على تفانيهم في عملهم لإتمام هذه المهمة بنجاح، ولولا هذا الدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة ما كنا سنحتفي بهذا الإنجاز الجديد الذي سيذكره التاريخ بكل فخر».

وقال معاليه، إن مواصلة الخطط التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تعد رسالة إضافية لمسبار الأمل، الذي سيحمل إلى الفضاء شعار دولة الإمارات «لا شيء مستحيل»، مفادها أن التحديات الناجمة عن فيروس «كورونا» المستجد لا يجب أن توقف خطط الإنسانية في المضي قدماً نحو المزيد من التقدم العلمي في المجالات كافة، وخصوصاً علوم الفضاء، وذلك باعتبار أن التقدم العلمي هو الحصن المنيع للبشرية للتغلب على الأوبئة، وأن الإنسان لن يعرف أكثر عن الكوكب الذي يعيش فيه إلا باستكشاف الكواكب الأخرى وأبرزها المريخ باعتباره الأكثر شبهاً بكوكب الأرض.

وأشار معاليه إلى أن «مسبار الأمل»، هو مشروع وطني يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.

وتابع أن «مسبار الأمل» وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، يحمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة بما يسهم في إحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم كافة، كما يجسد طموح دولة الإمارات، وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها. كما يعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.

طموحات دولة الإمارات

من جهتها، أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أن «مسبار الأمل» يجسد طموحات دولة الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات بإصرار على إيجاد الحلول الهادفة لخير الناس، ما يعكس رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنه لا مستحيل في قاموس دولة الإمارات.

وقالت سارة الأميري إن ما وصل إليه مسبار الأمل رغم التحديات العالمية يؤكد رسالتنا المتمثلة في أن تحديا مثل فيروس «كورونا» أو غيره، لن يوقف مسيرة الإنسانية نحو تحقيق المزيد من التقدم العلمي، مشيرة إلى أن الإجراءات الاحترازية العالمية شكلت محفزاً أكبر لفريق عمل «مسبار الأمل»، الذي يضم نخبة من الخبراء والمهندسين الإماراتيين، وزادتهم إصراراً على تسريع الخطى لتحقيق حلم دولة الإمارات بالوصول إلى المريخ، مشيدة بالإنجاز النوعي الذي حققه الفريق خلال فترة زمنية قياسية.

وثمّنت سارة الأميري الجهود النوعيّة لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والهيئة العامة للطيران المدني، والقيادة العامة لشرطة دبي، وسفارة دولة الإمارات في اليابان، وأكيهيكو ناكاجيما سفير اليابان لدى الدولة، على الدعم المتواصل لتسهيل وإنجاح عملية نقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى قاعدة تانيغاشيما في اليابان.

وطن اللامستحيل

وبدوره، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «لقد حدد لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، نهجاً تقدمياً في مجال الفضاء قد شكّل رسالة أمل إلى المنطقة العربية والعالم بمستقبل أفضل. فحظت الدولة خلال فترة وجيزة بخطوات متتالية جعلت منها لاعباً رئيساً في علوم الفضاء، وجسدت عملية نقل مسبار الأمل من دبي إلى محطة الانطلاق في اليابان في ظل هذه الظروف الراهنة إحدى هذه الخطوات لتدنو بنا من تحقيق طموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بالوصول إلى الفضاء».

وأضاف المنصوري «إن مشروع مسبار الأمل هو نتاج عمل فريق مبدع من خيرة الكفاءات الإماراتية من علماء وباحثين وتقنيين يعملون ضمن فريق علمي لاستكشاف أسرار الكوكب الأحمر من خلال تحليل البيانات التي سيرسلها مسبار الأمل. ويعبر إنجاز نقل المسبار عن مدى تفاني هذا الفريق في مهمته، ورسالته لنا بأن الطموح لا حدود له، وأن دولة الإمارات قادرة بسواعد أبنائها على تحويل التحديات إلى إنجازات».

وأكد أن مسبار الأمل وغيره من المشاريع الفضائية المستقبلية تستهدف ترسيخ مكانة دولتنا الإمارات على خريطة العلم والتقدم والازدهار بفضل الدعم المتواصل واللامحدود من قيادتنا الرشيدة.

نادي مستكشفي المريخ

ومن جهته، قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إننا نشهد اليوم، بإنجاز عمليات نقل مسبار الأمل من دبي إلى محطة انطلاقه للفضاء في اليابان، حدثاً مهماً سيكتبه التاريخ بحروف من نور ضمن قصة نجاح دولة الإمارات ومساعيها لترسيخ مكانتها العالمية في نادي الدول الفضائية ومستكشفي المريخ.

وأشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو مبادرة استراتيجية وطنية بموجبها ستصبح دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وسيقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر مطلع عام 2021 وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة.

وتابع: «تتجلى أهداف المشروع في تطوير برنامج فضائي وطني قوي وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ لا يقتصر الأمر على إرسال مسبار إلى كوكب المريخ فحسب، بل يمثل أملاً أكبر للمنطقة في تمكين الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا، فوفقاً للاستراتيجية الوطنية للفضاء، يشهد قطاع الفضاء في دولة الإمارات نمواً ملحوظاً وتضم الدولة حالياً أكبر قطاع فضائي فعال في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

وبدوره، أكد يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء أهمية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، في تأكيد دور الإمارات البارز عالمياً كرائدة للتطوير والتحديث المستمر وعلى كافة الأصعدة، الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والعلمية. ومن هذا المنطلق لفت الشيباني إلى أن الرؤية الحكومية بعيدة المدى والتي أسست ولا تزال تؤسس لمستقبل الإمارات وأبنائها والتي تتمثل بتشييد صرح اقتصادي قائم على المعرفة والابتكار.

وتابع: «ينضم مشروع مسبار الأمل إلى قائمة زاخرة بالمشروعات والإنجازات الكبرى التي استطاعت الإمارات من خلالهما كسب انتباه العالم. فهو أحد الإنجازات الهامة التي ترتكز عليها مهمة الدولة في استكشاف الفضاء، وما يدّخره هذا المشروع من مزايا تجعل الإمارات مساهماً أساسياً في خدمة العلوم والمعارف البشرية».

Email