البقاء في المنزل فرصة لسد الفجوة بين الآباء والأبناء

التواجد في المنزل فرصة لتجديد العلاقة الأسرية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون وخبراء أن الإجراءات الاحترازية التي تنفذها الإمارات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها التعهد بالبقاء في المنازل ستعزز من أطر التواصل بين الآباء والأبناء وصلة الأرحام، فضلاً عن سد الفجوة التي نشأت من خلال كثرة انشغال الآباء، مؤكدين أنها فرصة لتصحيح الأوضاع الأسرية والزوجية وتقويم وتعديل السلوكيات وبناء القدرات والمهارات.

وقال خالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، إن قيادتنا الرشيدة قدمت مبادرات استباقية وأطلقت العديد من المبادرات الاحترازية التي تحقق الأمن والسلامة للمواطنين والمقيمين المتواجدين على أرض الدولة، ونحن نؤكد التزامنا مع حكومتنا يداً بيد للتصدي لهذا الفيروس.

وأوضح أن العديد من الدراسات أكدت أن الآباء يجلسون مع أبنائهم نصف ساعة يومياً ما تسبب في بعد المسافة بينهم.

والتواجد في المنزل يعتبر فرصة لتجديد العلاقة الأسرية والزوجية معاً، من خلال وجود أنشطة تجدد العلاقة بين أفراد الأسرة وتوزيع المهام على الجميع حتى يشعرون بأنهم جزء من هذا العمل منها جلسات للقراءة وحضور دورة تدريبية أو ندوة ثقافية بخاصية «التعلم عن بُعد» ومشاهدة التلفاز بشكل جماعي أو مناقشة الأمور الحياتية والتخطيط لمستقبل الأبناء وهذا يعزز الاستقرار الأسري.

التزام

وقالت مريم الشحي، رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة: جاء الالتزام بالتواجد في المنزل فرصة للتواصل مع الأرحام ولكي يمارس الآباء المسؤولية المناطة بهم من رعاية أبنائهم وسد الفجوة بين الآباء والأبناء التي اتسعت مؤخراً بشكل كبير، وذلك لابتعادهم عن بعضهم، وانشغالهم.

وأوضحت أن فترة البقاء في المنزل سوف تعزز أطر التواصل والحوار فيما بينهم وتساهم في ابتعاد الآباء عن مبدأ التوجيه فقط والذي يرفضه الأبناء وبشدة.ونصحت الآباء أن يعملوا خلال فترة تواجدهم مع أبنائهم على تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم، والسماح لهم بالمناقشة، وتعزيز إجاباتهم، ومحاولة تصحيحها بأساليب جميلة، من دون قمع أو غضب.

صراع السيطرة

وفي السياق ذاته، ترى الاختصاصية الاجتماعية شاهيناز أبو الفتوح، أن فترة بقاء أفراد الأسرة والتزامها بالتواجد في المنزل معاً، تساهم في الحد من صراع السيطرة الذي يظهر نتيجة التغيرات الفسيولوجية والجسمانية والسلوكية والنفسية الذي يمر بها المراهق، والتي دائماً تظهر خلافات بين الآباء والمراهقين نتيجة الوحدة أو العزلة التي يعيشها وخروجه الدائم من المنزل.

وكسر كافة حواجز طاعة الوالدين وذلك بشعوره بأنه هو المسؤول. وتابعت: إن تلك الفترة يستطيع الآباء منح جميع أبنائهم من المراهقين المسؤولية لإدارة المنزل تحت إشرافهم من خلال الشراء عن طريق الانترنت، ورصد الميزانيات ودفع الفواتير مستخدمين منصات الدفع الرقمية، ومن هنا يشعر المراهق بأن والديه منحاه المسؤولية فيتلاشى هذا الصراع مع تعدد الممارسات واتباع تلك الأساليب.

من جهته، قال أشرف شوقي الرسول، معلم ومحاضر في التعليم الإلكتروني، إن الإجراءات الاحترازية التي نفذتها الدولة وجعل كافة الأنشطة عن بُعد، أصبح أفراد الأسرة يقضون أوقاتاً وساعات أطول معاً، فإنه يستوجب على الآباء أن يستثمروا تلك الأوقات في تعزيز أطر التواصل فيما بينهم وبين أبنائهم وتنفيذ أنشطة منزلية تساعد بفاعلية في تشكيل صقل مواهب أبنائهم وإشباع ميولهم.

رياضة

وأضاف أن ممارسة الألعاب والتسلية والمرح كالرسم، أو الرياضة المنزلية أو إجراء مسابقات ومباريات، ما يدخل جواً من المرح وكسر الرتابة إلى الأسرة، لافتاً إلى أن وضع الأبناء في موضع القيادة في مثل هذه الأنشطة يشعرهم بالتوازن ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم الفرصة لإثبات ذواتهم وطرح آرائهم بحرية، ويعطي الآباء كذلك فرصة لاستكشاف هوايات ومهارة الأبناء، واستكشاف آلية تكوين القرارات لديهم.

وأضاف أن وضع الآباء قائمة بالمهام من اليوم السابق ووضع هذه القائمة أمام أعين الأبناء هو نوع من تحديد المهام والتقييم الذاتي الذي يزيد من دافعيتهم للإنجاز فيذهب كل منهم لفراشه في نهاية اليوم يملأه الشعور بالرضا لأنه أنجز مهامه أو يملأه الحماس لتحسين أدائه في اليوم التالي، ويفضل لو تضم القائمة مهام اختيارية فإن ذلك يشبع حاجة الأبناء للثقة والتقدير واحترام الآخرين.

Email