مواطنان يضعان منزليهما تحت تصرف «الصحة» ورجل أعمال يرد 4 ملايين درهم قيمة حجوزات «أفراح»

مبادرات الإماراتيين مساهمات تعزز جهود الدولة الصحية فـي مواجهة «كورونا»

علي أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغبة منهم في الوقوف إلى جانب الدولة في جهودها الصحية لاحتواء فيروس كورونا، أطلق مواطنون العديد من المبادرات التطوعية والخيرية، حيث وضع مواطنان منزليهما في الشارقة والعين، تحت تصرف وزارة الصحة، وفي رأس الخيمة، رد رجل أعمال 4 ملايين درهم إلى أصحابها، قيمة حجوزات صالات الأفراح.

وفي بادرة تعكس أصالة أبناء الإمارات، والمعاني والقيم النبيلة التي يتحلون بها في نشر الخير والمحبة والسلام، تفاعل المواطن علي أحمد بني ياس، مع تداعيات الطارئ الصحي المستجد، وعرض منزله بالكامل تحت تصرف وزارة الصحة، حيث انتقل وزوجته وأبناؤه للعيش في منزل والده، وعرض منزله المكون من طابقين بكامل ملحقاته، في منطقة النوف بالشارقة، تحت تصرف وزارة الصحة، للتصرف فيه في حال احتاجت لأماكن للحجر الصحي.

وأوضح أن ذلك يأتي ضمن إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية، والواجب تجاه وطنه وأبناء وطنه، مشيراً إلى أن المسؤولية الاجتماعية، هي إحدى القنوات التي تدعم المصلحة العامة للمجتمع والوطن، وهذا سر قوة الإمارات، وعنصر أساسي مطلوب لتمتين روابط العلاقات الإنسانية، من أجل إبقاء مكانة الدولة عالية بين الدول.

وأضاف بني ياس أن كل إنسان يجب أن يكون مسؤولاً اجتماعياً، وهي جزء من المسؤولية بصفة عامة، وهي ضرورية للمصلحة العامة، وفي ضوئها تتحقق الوحدة وتماسك المجتمع، وينعم بسلام أشمل وأعمق.

وأكد استعداده لتقديم أي شكل من أشكال الدعم تطلبه حكومة الدولة، كما أعرب عن ثقته بقدرة أجهزة الدولة والتصدي لأزمة وتداعيات «كورونا»، وتجاوزها ومكافحة الفيروس المستجد.

وأكد كذلك التزامه وأفراد عائلته التام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية لمكافحة «كورونا»، والبقاء في المنزل.

تخصيص
وفي العين، لم يتردد المواطن غالب عبد الله سلطان الكعبي، 45 عاماً، ويعمل موظفاً في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، في تخصيص منزل العمر الذي أمضى 3 أعوام في متابعة بنائه وتصميمه في منطقة نعمة في العين الخضراء، بأن يهدي منزله لحكومة الإمارات، وأن تتصرف القيادة الرشيدة فيه بما تراه مناسباً، مثل تخصيصه للحجر الصحي أو غير ذلك، مؤكداً أن شعب الإمارات يؤمن تماماً أن العمل الخيري يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياة المواطن، كما أن الإمارات تتمتع بتاريخ حافل من العطاء والريادة في العمل الإنساني على مستوى العالم.

وقال غالب الكعبي: «مع تداعيات هذه الأزمة العالمية بانتشار فيروس «كورونا»، آثرتُ، وبلا تردد، أن أبادر بمنح منزلي لحكومة الإمارات، وأن يكون تحت تصرفها ورهن إشارتها بما تراه مناسباً، وأثارت مبادرتي هذه نوعاً من الاستغراب لدى البعض، إلا أنني أؤكد أنها مبادرة من مواطن يرغب فعلياً في رد الجميل للوطن الغالي، كما أن كل مواطن على أرض الدولة، يرى في المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قدوة في بذل الخير والعطاء».

ولفت إلى ضرورة وأهمية الالتزام بالتعليمات الرسمية، للمساهمة في حماية الفرد والمجتمع أولاً، وإدارة أزمة البقاء في المنزل بإيجابية، منوهاً بأن اتباع التعليمات والتوصيات واجب وطني، لمساندة جهود الدولة في مواجهة فيروس «كورونا»، فيجب التحلي بروح المسؤولية الوطنية، لمنع انتشار الوباء في البلاد، وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

حجوزات
ورد رجل الأعمال الإماراتي، فهد الشيراوي، في رأس الخيمة، 70% من قيمة حجوزات صالات الأفراح التي تم حجزها من قبل الشباب المقبلين على الزواج، خلال الفترة من شهر نصف مارس وحتى شهر رمضان المبارك، حيث بلغ مجموع المبالغ التي تم ردها 4 ملايين درهم.

وأوضح الشيراوي، أن 30% من أصحاب الحجوزات فضلوا عدم استرداد قيمة الحجوزات، وإيداعها لحين السماح بإعادة إقامة الأعراس من جديد خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن ذلك يأتي ضمن المبادرة التي أطلقها خلال الفترة الماضية، استجابة لتوجيهات حكومة دولة الإمارات، ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

وأشار إلى أن مكاتب الحجوزات لصالات الأفراح، قامت بالتواصل مع العائلات لاسترداد جميع المبالغ المسددة، بدون خصم أي رسوم عليهم، أو السماح لهم بترك قيمة الحجوزات كأمانة، في حين رغبتهم بتعديل موعد الحجز خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أهمية التحلي بروح المسؤولية المجتمعية، وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والالتزام بكل ما يطلب منا، كواجب يصب في مصلحة الوطن والمواطن والمقيم.

وأكد أن تلك المبادرة، تكشف معدن المجتمع الإماراتي في التسابق لرد الجميل للدولة، ودعم مبادرات القيادة الرشيدة، التي وفرت كافة الإمكانات للحفاظ على سلامة وصحة المجتمع الإماراتي، من مواطنين ومقيمين، بهدف تحفيز وتشجيع كافة أفراد المجتمع، على تقديم مساهماتهم ومبادراتهم لدعم تلك الجهود الحكومية.

Email