استراتيجية متكاملة تحصّن المجتمع في مواجهة «كورونا»

اتخذت الإمارات إجراءات احترازية ووقائية للحد من فيروس كورونا المستجد، وفقاً لأعلى المعايير الصحية العالمية، وتبنت استراتيجية متكاملة أثبتت نجاحها في المحافظة على أداء جميع القطاعات، بمنأى عن التأثيرات السلبية لفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».

وشكّل تضافر جهود جميع الجهات في الدولة والوعي المجتمعي خط الدفاع الأول في تحصين وسلامة المجتمع، حيث تم اتخاذ المزيد من التدابير الاستباقية، فمنذ إعلان وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تشخيص حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد لأشخاص من عائلة واحدة قادمين من مدينة ووهان في جمهورية الصين الشعبية في 29 يناير الماضي، أثبتت الدولة جاهزية كاملة من خلال مختلف أجهزتها القادرة على كبح سرعة انتشار المرض والتقليل من حدته، وبفضل الجهود المبذولة والتنسيق المستمر لدى الجهات المعنية، التي تهدف إلى جعل الدولة ملاذاً آمناً والحياة تسير بصورة طبيعية بالقطاعات كافة، وتميزت الدولة بالتعامل بشفافية تامة في ما يتعلق بعدد الإصابات وطرق التعامل معها، وفحص المخالطين.

وباشر القطاع الصحي في الدولة باتخاذ جميع التدابير اللازمة منذ انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، وتم توفير المستلزمات الطبية والوقائية بجانب الكوادر الطبية ذي الكفاءة العالية وتوزيع الدليل الطبي على المنشآت الصحية والحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى كالتعليم والمنافذ والسياحة، وتوفير غرف العزل في جميع مستشفيات الدولة، فضلاً عن وضع أجهزة الكاشف الحراري على جميع منافذ الدولة الجوية والبرية والبحرية.

كذلك تم تفعيل الفحص المخبري السريع، والإجراءات الرقابية في المنافذ الحدودية وتم إجراء أكثر من 30000 فحص منذ ظهور الفيروس، وقام القطاع الصحي أيضاً بعزل حالات الاشتباه مباشرة لحين التأكد من الإصابات، وذلك عن طريق تعزيز طرق الرصد والتقصي الوبائي خاصة للمسافرين والزائرين.

تنسيق

وقامت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتنسيق مع الهيئات الصحية والجهات المعنية في الدولة اتخذت الإجراءات الاحترازية الضرورية اللازمة وفقاً للتوصيات العلمية والشروط والمعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وبدأت مراكز التقصي الوبائي في الدولة تعمل على مدار الساعة للإبلاغ المبكر عن أي حالات للفيروس، ما يعكس حقيقة كفاءة النظام الصحي في الدولة ومتابعة الوزارة الوضع عن كثب بما يضمن صحة وسلامة الجميع، وتعافى 12 حالة من الحالات المصابة بالفيروس في الدولة حتى الآن.

وساهمت العديد من الجهات الأخرى باتخاذ الإجراءات الاحترازية دعماً للقطاع الصحي وإجراءاته المتخذة، لمنع تفشي الفيروس، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم تقديم إجازة الربيع وتطبيق التعليم عن بُعد حفاظاً على صحة الطلبة، وأنه ينبغي على الطلاب والعاملين في المنشآت التعليمية القادمين من السفر خارج الدولة عمل الفحص الطبي اللازم والتزام الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً للتأكد من خلوّهم من المرض، حيث لن يسمح لهم بدخول المنشآت التعليمية قبل ذلك.

التعليم

وأعلنت وزارة التربية والتعليم تعطيل جميع طلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة كافة على مستوى الدولة لمدة 4 أسابيع، وذلك في إطار الخطوات الوقائية والاحترازية لضمان الحفاظ على سلامة الطلبة، وبما يتماشى مع الجهود والإجراءات المتخذة على المستوى الوطني، الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، وجاء هذا القرار كخطوة استباقية تتماشى مع المستجدات الخاصة بمواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، وتوفير أقصى معايير السلامة العامة في المجتمع المدرسي، وكذلك في مختلف مؤسسات التعليم العالي.

وحافظت الوزارة على ضمان استمرارية العملية التعليمية في المنزل، ودون المساس بعدد أيام الدراسة من خلال مبادرة التعليم عن بعد، تم تطبيق هذه المبادرة بشكل تجريبي، وتمت تهيئة الميدان التربوي، من طلبة ومعلمين وإداريين وأولياء أمور لهذه العملية التي أثبتت كفاءتها وفاعليتها ونجاعتها.

كما تركت الوزارة للمدارس ومؤسسات التعليم العالي الخاصة، تفعيل الإجراءات الكفيلة بضمان استمرارية التعلم عن بعد، وفقاً لما هو متبع لديها من خطط في مثل هذه الظروف مع الأخذ بترتيب الاستحقاقات المرتبطة بسير العملية التعليمية بناءً على الضوابط والإجراءات المعمول بها لديها والتي تضمن تحقيق أفضل معايير التعلم.

وألزمت وزارة التربية والتعليم جميع مؤسسات التدريب والمراكز والمعاهد ومكاتب الخدمات التعليمية، بعقد الدورات أو المحاضرات أو الفعاليات عن طريق وسائل التعليم عن بعد، خلال الفترة التي حددتها الوزارة للتدريب، وقررت الوزارة عدم عقد أي دورات أو محاضرات أو فعاليات تستوجب تواجد أي متدربين في مرافقها أو مرافق التدريب التابعة لها أو المستأجرة من قبلها لمدة أربعة أسابيع من تاريخ 8 مارس حتى تاريخ 1 أبريل 2020، وعمّمت ذلك على مديري المؤسسات والمراكز التدريب والمعاهد ومكاتب الخدمات التعليمية.

تدريب

ودربت الوزارة القيادات المدرسية على كيفية التعامل مع فيروس «كورونا»، ووجهت بعمل دورس تثقيفية استهدفت أكثر من 1000 شخص، في حين عملت على حملة توعوية وقائية تتضمن أسباب الإصابة وسبل الحماية والإرشادات استهدفت نحو 4 آلاف ولي أمر، وأكثر من 1000 تربوي في مختلف مناطق الدولة.

وقامت الوزارة بنشر المواد التوعوية على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بالتنسيق مع القطاع الصحي في الدولة، وبدأت الوزارة كذلك تنفيذ عدد من الإجراءات الوقائية لتنظيف وتطهير الحافلات، حيث تم تعقيم أكثر من 600 مدرسة وأكثر من 3000 حافلة مدرسية ضمن جهود الوزارة في توفير بيئة صحية للطلاب والعاملين في المنشآت التعليمية.

السفر

وفيما يتعلق بالسفر حثت وزارة الصحة ووقاية المجتمع المواطنين والمقيمين على ضرورة تجنب السفر نظراً للوضع الحالي لفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد19» وتفشيه في عدة دول، وفي حال تم السفر سيتم اتخاذ الإجراءات الوقائية عند العودة من خارج الدولة وفق تقدير السلطات المختصة متمثلة في الفحوصات الطبية في المطار ومن ثم الإبقاء في الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً لحين التأكد من سلامة المسافر، وفي حال التأكد من الإصابة بالفيروس فإنه سيتم تطبيق إجراءات العزل الصحي في المنشآت الصحية؛ وذلك ضماناً لسلامته وتجنب مخالطة الآخرين.

وأكدت طيران الإمارات والاتحاد للطيران أنهما تتعاملان بكفاءة عالية مع المسافرين القادمين إلى مطاري دبي وأبوظبي الدوليين، فيما يتعلق بمواجهة الحالات المحتملة والتصدي لفيروس «كورونا»، وأنهما تمتثلان لكافة الإرشادات والتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية الإماراتية في هذا الصدد.

إعفاء

وأعلنت «طيران الإمارات» سياسة إعفاء جديدة توفر لعملائها مرونةً وخيارات أوسع بشأن جميع التذاكر التي تصدر اعتباراً من أمس حتى 31 مارس 2020، كما اتخذت طيران الإمارات تدابير احترازية لطمأنة عملائها من خلال اعتماد إجراءات تعقيم معززة للرحلات القادمة من الوجهات الأكثر تضرراً من كوفيد-19.

ففي حالة وجود حالة مشتبه بها أو مؤكدة لأمراض معدية على رحلة معيّنة، تخضع الطائرة لعملية تعقيم شاملة باستخدام مواد كيميائية معتمدة وذات مفعول مؤكد.

وتم اتخاذ إجراءات احترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد في جميع مطارات الدولة، منها تركيب الكاميرات الحرارية التي تقيس درجة حرارة الركاب ووجود الفرق الطبية المتخصصة للكشف والفحص السريع للحالات المشتبه، إضافة إلى إجراءات أخرى وجميعها تتم بصورة متناسقة وصارمة.

وأخضعت طيران الإمارات جميع طائراتها التي تغادر دبي لإجراءات احترازية تتضمن تنظيف وتعقيم مقصورات الركاب بصورة مكثفة وشاملة.

وبعد أن أفادت أحدث الاكتشافات الطبية بأن فيروس «كوفيد-19» ينتقل أساساً بالملامسة، انصبّ تركيز طيران الإمارات على تنظيف وتعقيم الأسطح التي يلامسها ركاب وأطقم الطائرات.

وقامت «الاتحاد للطيران» بتعليق خدماتها على بعض المسارات، وتم إعفاء الضيوف المطالبين بإلغاء رحلاتهم أو تعديل خطط سفرهم من الرسوم المترتبة على ذلك لأسباب ذات صلة بالقيود المفروضة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتم تخصيص بوابات محددة في مطار أبوظبي الدولي لجميع المسافرين على الرحلات المقبلة من الصين مع مواقف خاصة لجميع طائرات الشحن المقبلة من الصين، حيث سيخضع طاقم الطائرة لنفس إجراءات الفحص بالتصوير الحراري التي يخضع لها المسافرون.

وأعلنت الاتحاد للطيران أنها ستلغي رسوم إعادة الحجز والإلغاء للتذاكر التي تم حجزها قبل 24 يناير 2020 للسفر إلى أو من الصين بين 24 يناير و29 فبراير الماضي.

تعقيم المساجد

وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها دولة الإمارات في مواجهة فيروس كورونا المستجد، اتخذت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عدداً من الإجراءات التي تنسجم مع قرارات وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية، وشكلت فرق عمل في جميع فروعها على مستوى الدولة لمتابعة ضمان البيئة الصحية الآمنة في المساجد والمرافق التابعة لها، وكذلك مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وكافة مبانيها، حيث بدأت الهيئة بتعقيم المساجد على مستوى الدولة بشكل كامل لجميع محتوياتها ومرافقها بما فيها الفرش والأرفف والكتب، وسيتم وضع أجهزة التعقيم على أبواب المساجد.

كما قامت الجمعيات التعاونية بتطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية، من بينها مبادرات لتعقيم عربات التسوق عقب كل عملية تسوق من المستهلكين، حرصاً منها على سلامة أفراد المجتمع دون النظر إلى التكلفة المادية لهذه الرعاية الوقائية.

حرصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية في الدولة على توعية الجمهور باتباع الإجراءات والتدابير الصحية الوقائية والاطلاع على النشرات التوعوية المتوافرة على موقع الوزارة الإلكتروني والمواقع الرسمية للجهات الصحية بالدولة، ومخاطبة أفراد المجتمع باتباع السلوك الصحي الذي يساعد في حماية الأفراد من العدوى.

جهود

أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية المحلية والتي أبدت استعداداً كبيراً واستجابة عالية للترصد الوبائي في مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية لكشف فيروس كورونا المستجد.

إشادة فرنسية

أشادت ناتالي غوليه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها دولة الإمارات لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد.

وقالت ناتالي غوليه عبر مداخلة على قناة سكاي نيوز عربية: «أهنئ السلطات الإماراتية على طريقة تعاملها في مواجهة فيروس كورونا، حيث إن الموارد والوسائل التي سخرتها الإمارات كانت متميزة».

أحد ضيوف «المدينة الإنسانية»: شكراً للإمارات

قدم أحد ضيوف مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي الشكر لدولة الإمارات على جهودها في تقديم الرعاية المتكاملة لضيوف المدينة، وخصّ بالشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على مبادرته الإنسانية بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

وقال: «أشكر حكومة دولة الإمارات على ما قامت به، والجهود التي بذلتها لتأمين الرعاية اللازمة لنا وإبقائنا في أمان، كما أشكر الطاقم الطبي المحترف في مدينة الإمارات الإنسانية».

الأكثر مشاركة