نهيان بن مبارك: الإمارات دولة الأخوة الإنسانية

بدأت أمس في أبوظبي فعاليات التجمع الإعلامي العربي الأول «إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية» الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، إحياء للذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بمشاركة نحو 200 إعلامي عربي ويستمر يومين.

وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الكلمة الرئيسية للتجمع، أكد فيها أن دولة الإمارات أصبحت دولة الأخوة الإنسانية، تتبنى السلام وسيلة، وتتخذ من التسامح والتعاون منهجاً، باعتبار ذلك جزءاً من الإرث الذي تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقال: «إن هذا التجمع يعد تعبيراً مهماً عن الثقة والأمل في مستقبل المنطقة والعالم، ومناسبة مواتية لتعزيز قيم التعارف والحوار والعمل المشترك».

وتضمن اليوم الأول للتجمع الإعلامي العربي ثلاث ورش متزامنة ناقشت الورشة الأولى «أخلاقيات الإعلام العربي»، فيما تناولت الورشة الثانية «خطاب التمييز والكراهية في الصحافة العربية»، وحملت الورشة الثالثة عنوان «مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية.. مدخلاً لتعزيز أخلاقيات الصحافة».

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن التجمع الإعلامي العربي يسعى إلى التأكيد على الدور المحوري للإعلام العربي في توعية الإنسان، وفي تشكيل السلوك العام للأفراد والمؤسسات، بما يسهم في تحقيق أهداف وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، مبيناً أن مبادرة مجلس حكماء المسلمين بتنظيم هذا التجمع هي إعلان بأن الأخوة الإنسانية هي تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف الذي يحترم الفكر والعقل، ويدعو إلى المبادرة والعمل الجاد.

ودعا معاليه الإعلاميين في التجمع الإعلامي العربي إلى تحمل مسؤولياتهم في تعريف البشر بما يقدمه الإسلام من نموذج متكامل للحياة السعيدة، والعلاقات المثمرة بين الجميع، وأن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية جزءاً مهماً في عمل وسائل الإعلام، معرباً عن تقديره لدور الإعلام المهم في التعريف بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.

دلالات إيجابية

بدوره قال الدكتور قيس العزاوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الاحتفال بالذكرى الأولى للوثيقة يحمل دلالات إيجابية في حياة شعوبنا، باعتبار الوثيقة خطوة مؤسسة لعالم أكثر انفتاحاً وتسامحاً، مؤكداً اهتمام جامعة الدول العربية الكبير بمد جسور التعاون بين الأديان والثقافات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وحرصها على مساندة المبادرات والمساهمات الفكرية.

وأكد أن نجاح هذه الجهود والمبادرات رهين بمواكبة إعلامية جيدة ومهنية وقادرة على مد الجسور بين صناع القرار، موجهاً الشكر إلى القائمين على التجمع الإعلامي العربي، الذي يزخر بكوكبة متميزة من المفكرين والإعلاميين أصحاب الرصيد المعرفي والتجربة الغنية الكبيرة.

جهود

من جانبه، توجه باولو روفيني، وزير إعلام الفاتيكان، بالشكر إلى مجلس حكماء المسلمين، لتنظيمه هذا التجمع، مؤكداً أهمية وسائل الإعلام في بناء الأخوة الإنسانية، وهو ما جعل الكرسي الرسولي يبذل جهوداً كبيرة من خلال دائرة الاتصالات لنشر مبادئ الأخوة الإنسانية.

ودعا كل العاملين في وسائل الإعلام، بغض النظر عن قناعاتهم الدينية، أن يشعروا أنهم مدعوون باستمرار إلى هذا الواجب، كي تكون وسائل الإعلام أداة للبناء والحوار مع الآخر، مؤكداً أنه لا يمكن أن يُحارب الشر بشرّ آخر، ولا يمكن أن تُخدم الحقيقة من خلال التضليل الإعلامي.

وألقى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر، كلمة في الجلسة الافتتاحية، قال فيها إن هناك أملاً كبيراً بأن تكون وثيقة الأخوة الإنسانية نقطة انطلاق جديدة لمستقبل خالٍ من الحروب والفتن، والمطلوب من العالم شرقاً وغرباً أن يتعقب كل صور الإرهاب ويمنع تمويل جماعاته ويجتثها من جذورها.

وقال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن استراتيجية اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تقوم على مد يد التعاون إلى كل من يعملون بصدق وإخلاص من أجل إخوانهم من البشر، وتشجع كل أصحاب المبادرات الإنسانية، لتحقيق الإخاء الإنساني.

الأكثر مشاركة