12 عاماً من الإنجازات في قيادة العمل الحكومي

حمدان بن محمد قيادة استثنائية لاتعرف المستحيل نهل من مدرسة محمد بن راشد فحقق الريادة والسعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصادف اليوم الذكرى الثانية عشرة لتولي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد في إمارة دبي، بموجب المرسوم الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، في الأول من فبراير من العام 2008.

وتحفل هذه المناسبة الغالية على قلوب شعب الإمارات، بعديد الدلالات والمؤشرات، التي تجسد تفرد النهج، والمدرسة، التي استقى منها سموه الحكمة والحنكة، وعشق التحديات وبلوغ القمم، إنها مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، باني نهضة دبي الحديثة.

وتمثل هذه الذكرى مناسبة للوقوف على بصمات سموه الجلية، التي تجسد الأمل بمستقبل واعد، تقوده قيادة شابة واثقة، تؤمن بالعمل ومواجهة التحديات، ولا ترتهن للركون على الإنجازات. فمنذ رئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد للمجلس التنفيذي في دبي في الثامن من سبتمبر 2006، بدأت معالم الإنجازات تتضح، ممهورة ببصمات سموه، عبر مبادرات خلاقة، وقرارات وتوجيهات مباشرة، وهمّة عالية، في سبيل سعادة أبناء الوطن، وتحقيق رخائهم ورفاهيتهم، والوصول بدبي إلى المراكز الأولى في جميع المجالات، وتقديمها إلى العالم وجهة أولى في الجذب السياحي، وبيئة الأعمال، وتحقيق الاستدامة، وصناعة الأمل لملايين الشباب.

النشأة

ولد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في الرابع عشر من نوفمبر في عام 1982، وهو الابن الثاني لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، ويعود سموه في نسبه إلى قبيلة «البوفلاسة» العريقة، التي تعتبر أحد فروع قبيلة «بني ياس» ذات المكانة المرموقة. ويتمتع سموه بمميزات القائد ورؤيته الاستراتيجية التي استقى أسسها من والده، وتتلمذ على يديه واكتسب منه سمات الحكمة والقيادة، فسموه قائد إنساني ملهم ومحفز، مثقف وشاعر متنوع المواهب، مواكب لعصره، وفي الوقت ذاته حريص على تراثه، وهويته الوطنية، وهو رياضي، وقائد بالفطرة.

ثقة

خصّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نجله سمو الشيخ حمدان بثقة كبيرة وكان على قدر الثقة، وعند الآمال المعقودة عليه، وسلك الشيخ حمدان نفس الطريق الذي شقه والده، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحمل أمانة المسؤولية بكل إخلاص، وانخراط في العمل الجاد، واتبع نهج الإلهام، وترجم سموه هذه الثقة إلى إنجازات ومبادرات خلاقة، وقرارات وتوجيهات مباشرة، لإسعاد الإنسان وتحقيق رخاء المجتمع ورفاهيته، والوصول بدبي إلى المراكز الأولى في جميع المجالات، وتقديمها إلى العالم وجهة أولى في التقنيات الذكية والفضاء والسياحة والمال والأعمال والصحة والاستدامة، مستنيراً في ذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي كانت على الدوام مصدر إلهام لرؤية وخطط وطموحات الإمارة.

نهج التنمية والريادة

تبنى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم نهجاً شاملاً في التنمية والريادة، منذ تولي سموه ولاية العهد في إمارة دبي، وتخرج في مدرسة والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في القيادة، وحمل سموه باعتزاز فلسفة هذه المدرسة الناصعة في تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص، وتغيير الحاضر وصناعة المستقبل، كما اتسمت مسيرته بحكمة القيادة التي تعلو بطموح المستقبل وتحلّق بريادة الوطن وتميّزه.

مسؤولية

يتمتع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بسمات أسهمت في صياغة شخصيته وبلورت رؤيته، فالحياة العسكرية التي عاشها خلال دراسته في كلية «ساند هيرست» جعلت الانضباط والالتزام سلوكاً معتاداً لديه، إذ يقول سموه: «ما يتعلمه المرء في الكليات العسكرية العريقة، مثل «ساند هيرست»، يتمحور حول قيم الانضباط والمسؤولية والالتزام، وهي قيم حيوية يحتاجها الإنسان في حياته العملية والخاصة إذا كانت تترتب عليه مسؤوليات كبيرة»، كما أسهمت الرياضات العديدة التي يمارسها سموه بانتظام - وعلى رأسها الفروسية- في تعزيز سمات الصبر والدأب التي يتمتع بها.

سمات رسّخ سمو ولي عهد دبي سُمعة رفيعة كقائد يجمع بين القدرات القيادية الفريدة، وسمات التواضع والبساطة والكرم، ما أكسبه مكانة متميزة في قلوب الجميع من المواطنين والمقيمين على حد سواء، وسار سموه على النهج نفسه الذي اختطه والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يحرص سموه بشكل دائم على الالتقاء بالمواطنين من دون أية حواجز أو قيود، ويعمل بدأب على متابعة شؤونهم وقضاياهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، وذلك على الرغم من كثرة مشاغله وضخامة مسؤولياته.

حضور مميز منذ تولي سموه ولاية العهد في دبي، أصبح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم يلعب دوراً بارزاً وأكثر شمولية في تحقيق رؤية والده التنموية والمستدامة، وكان سموه وراء وضع وإرساء العديد من خطط التنمية المستدامة في دبي، ومن أبرزها: خطة دبي 2021، واستراتيجية دبي للابتكار، ومبادرة دبي المدينة الأذكى عالمياً، تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للارتقاء بجميع الخدمات التي تقدمها مختلف الجهات والدوائر في الإمارة بشتى مناحي الحياة، بغية الوصول بدبي إلى مراكز متقدمة في سباق الريادة العالمية.وسجل سمو ولي عهد دبي حضوراً مميزاً في مختلف مواقع العمل الوطني، وحرص على متابعة الشأن العام، وسار على خطى والده في متابعة شؤون وقضايا الناس، من خلال التواصل المباشر معهم في مختلف مواقعهم، إذ يقول سمو الشيخ حمدان بن محمد: «أنا من خريجي مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم، تعلمت منها أن التميز ليس هدفاً بل أسلوب حياة، وتعلمت أن «المستحيل» كلمة لا معنى لها أمام الإرادة والعزيمة، وأن الفروسية والشعر جزء أساسي من حياة العرب وأخلاقهم وتراثهم ومستقبلهم، الكثير من معاني القيادة الحكومية تعلمتها في مدرسته، ونهلت من معاني الريادة الرياضية التي لمستها في حياته».

التحوّل الذكي

قاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم منظومة تطوير العمل الحكومي ومشروع تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، وإلى مركز للاقتصاد العالمي الجديد.وأطلق سموه برنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية في 19 يونيو 2013، ليكون حجر الأساس لتطبيق الحكومة الذكية في دبي، وتم تطوير البرنامج ليشتمل على عدة محاور مهمة، تضمن توفير الدعم اللازم للجهات الحكومية في دبي لتطبيق مبادرة الحكومة الذكية، وتنفيذ توجيهات القيادة العليا في تطوير منظومة العمل الحكومي.

وشكل البرنامج قفزة نوعية في توحيد الجهود الهادفة إلى الارتقاء بالخدمات الحكومية المقدمة للجمهور، وساهم في تعزيز روح العمل الجماعي ومد جسور التعاون بين مختلف الجهات الحكومية لتحقيق الريادة في مستوى الخدمات، والمضي قدماً لتحقيق الأهداف وتسريع تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الحكومية، كما يستهدف ترسيخ ثقافة الجودة بين الجهات الحكومية وإسعاد المتعاملين، بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارة عالمياً في جميع المجالات والقطاعات.

ويعتبر ملتقى حمدان بن محمد للحكومة الذكية أبرز محاور هذا البرنامج، الذي بدوره يسلط الضوء على المرشحين الذين تمكنوا من الوصول لهذه المرحلة المتقدمة من البرنامج، وفقاً لمعايير محورية تعمل على تقييم نتائج الكفاءة والفعالية، والاستدامة، ونهج الحكومة الذكية.

وبناء على توجيهات سموه تم تعميم نموذج دبي للخدمات الحكومية على كافة الخدمات التي تقدمها حكومة دبي، وقد حققت هذه المبادرة منذ تدشين نموذج دبي للخدمات الحكومية في 2010 نتائج سباقة.

حرص سموه على مواصلة دبي تحديث مفاهيم وقدرات العمل الحكومي بتوظيف أحدث التقنيات ووفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية لتقديم خدمات حكومية سريعة وفعالة وعالية الجودة، ووجّه سموه بتوحيد واجهة التطبيقات الحكومية وتقديم كافة الجهات لجميع خدماتها عبر نافذة واحدة ممثلة في تطبيق «دبي الآن»، تماشياً مع نضج التجربة الرقمية الحكومية في دبي، وما يتطلبه ذلك من تقديم خدمات عالية الجودة تختصر الوقت والجهد الذي يقضيه الأفراد أمام عشرات التطبيقات لإنجاز معاملاتهم.وفي فبراير 2018 أطلق سموه «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية» وذلك في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحول حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل، ليترجم سموه بشكل عملي رؤية حكومة دبي لآلية عمل الحكومة الذكية التي توظف التكنولوجيا والتقنيات المتطورة في بناء منظومة متكاملة للعمل الحكومي الخالي من الأوراق وتركز جهودها وطاقاتها بشكل أكبر على وضع الخطط والاستراتيجيات لترسيخ سعادة البشر وتطوير مجتمعاتهم نحو الأفضل وبما يتواءم مع متطلبات مدن المستقبل.

استراتيجيات

تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، عملت دائرة دبي الذكية على صياغة الاستراتيجيات والخطط، التي تعزز تحول العمل الحكومي إلى عمل خالٍ من الأوراق بالكامل فكانت البداية بإطلاق استراتيجية دبي للبلوك تشين والتي تهدف إلى إنهاء عصر المعاملات الورقية في مختلف التعاملات الحكومية بحلول عام 2021، وهذا بدوره سيوفر الوقت والجهد لكل من موظفي الجهات الحكومة والمتعاملين ما يعزز البيئة العملية ويحقق رضا المتعاملين ويخفض التكلفة ومستوى النفايات.

يترأس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، ويتبنى سموه نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في رسم ملامح المستقبل وفق هذه الرؤية الحكيمة والشاملة بعيدة المدى التي تهدف إلى الارتقاء بالإنسان وخدمته لتحقيق المركز الأول عالمياً على جميع المستويات.

التواصل الاجتماعي

يولي سمو ولي عهد دبي اهتماماً كبيراً بالتفاعل مع الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يرى سموه فيها نافذة مؤثرة للتفاعل المباشر مع المواطنين والمقيمين ومتابعي سموه في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وإشراكهم في أهم المواقف والتعرف على أفكارهم وآرائهم بصورة فورية، وتقريب المسافات معهم، وهو أمر نشأ وتربى عليه في مدرسة والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تقديراً لقيمة التواصل مع الناس كأحد أهم العناصر الداعمة لنجاح القائد في تأدية رسالته. وتحظى منصات سموه على مواقع التواصل الاجتماعي بشعبية كبيرة، حيث يتابعه الملايين من مختلف أنحاء العالم، عبر تويتر وإنستغرام وفيسبوك، حيث بلغ عدد متابعي سمو ولي عهد دبي على موقع «إنستغرام» 9.4 ملايين متابع، وعلى موقع «فيسبوك» ما يزيد على مليونين و243 ألفأً، فيما وصل عدد المتابعين لصفحة سموه على موقع «تويتر» إلى 3.9 ملايين متابع.

 

مسيرة

مهارات قيادية

نهل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مهارات القيادة والإدارة الحكومية من خلال قربه من والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، واكتسب مهارات وقدرات نوعية، حيث أشركه والده بشكل متزايد في اتخاذ القرارات، وبحلول الثامن من سبتمبر 2006 تولى سموه منصب رئاسة المجلس التنفيذي، بمقتضى مرسوم أصدره صاحب السمو حاكم دبي، وقام سموه في ظل قيادته للمجلس التنفيذي باتخاذ العديد من القرارات وتحقيق العديد من الإنجازات .

تطوير العمل الحكومي

استهل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عام 2020 بقرار المجلس التنفيذي رقم (6) لسنة 2020 باعتماد المُخصّصات الماليّة لمُوظّفي حُكومة دبي، تنفيذاً لأهداف الإمارة الاستراتيجية الرامية إلى تطوير منظومة العمل الحكومي، لتكون دبي نموذجاً للعمل الحكومي المتفرد والذي يضمن الاستثمار في الكوادر البشرية وتحويلها إلى طاقات ذات إنتاجية مبتكرة تدعم الأهداف المنشودة لحكومة دبي، وتطوير الخدمات والارتقاء بمنظومة العمل الحكومي إلى آفاقٍ ريادية جديدة من التميز والإبداع.

رمز إنساني

يعد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رمزاً للقيم السامية والعمل الإنساني، وقدوة لشباب الوطن في خدمة الإنسانية والخير، ومواقفه الإنسانية تركت بصمة جلية في هذا المجال من أبرزها: تلبية نداء استغاثة المهندس خليفة بن دعفوس المهيري، بعد فترة قصيرة من نشر الأخير فيديو على حسابه في «انستغرام» يوضح أن علاجه الذي كان يخضع له في الولايات المتحدة الأمريكية في المدينة الطبية في ولاية هيوستن صعب، ويتطلب 3 ملايين درهم أو أكثر، ليتفاجأ باستجابة سريعة من سموه، وخاطبه سموه معلقاً على الفيديو «أنت شجاع ونحن معك».

ملهم للشباب

سطع نجم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في مختلف المحافل العربية والدولية وبين الجميع وبخاصة فئة الشباب، الذين يعتبرون سموه ملهماً للشباب وقدوة لهم ومثالاً يقتدى به في القيادة وحب الوطن، كما أنه أسهم في صنع مستقبل دبي بما يتلاءم مع رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وحظي بشهرة واسعة كقائد شاب يمتلك طموحاً لا حدود له ورؤية مستقبلية استثنائية وأفكاراً مبتكرة.. هذه السمات جعلت من سموه، محط أنظار الشباب في مختلف أنحاء المنطقة والعالم.

Email