مواقع «التواصل» تغري الأطفال بنظام غذائي غير صحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن الإنترنت رغم ما يشكله من حلقة وصل بين الأفراد والمجتمعات عبر العالم، ويلعب دوراً استثنائياً في اختصار الوقت والجهد إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الألغام التي يجب تجاوزها، وعدم السقوط فيها لما تشكله من محاذير لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تحمل الغث والسمين، الذي لا يمكن التفريق بينهما إلا بعين فاحصة لها خلفيات علمية دقيقة تجنب الوقوع في متاهاته وانثناءاته الخطيرة لا سيما على صحة المتصفح، ومنها ترويج الوجبات السريعة للأطفال والتي أضحت مواقع التواصل الاجتماعي بؤرة لذلك، تغريهم بالصور ذات الإبهار البصري التي تسيل لعابهم لاقتنائها على حساب الغذاء الصحي الذي يجهز بعناية في البيت.

وتنبه العديد من الدراسات إلى خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على الأنماط الصحية لدى الأطفال، حيث أكدت دراسة أجراها باحثون في جامعة فلندرز الأسترالية، وشملت 996 مراهقاً، تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، اضطراب السلوك المرتبط بالأطعمة بنسبة 51.7% لدى الفتيات، 45% لدى الذكور، ترافقها بشكل عام التمارين الرياضية القاسية وإغفال وجبات الطعام، فيما يبدو أن المراهقين أصحاب العدد الأكبر من الحسابات يمضون وقتاً أطول على الإنترنت يومياً فيصبحون الأكثر عرضةً لاضطرابات الطعام..

وتركز الدراسات على الأطفال والمراهقين نظراً لخطورة مراحلهم العمرية، التي يمضون معها أوقاتاً طويلة على الإنترنت، مما يجعلهم الأكثر عرضة لاضطرابات الطعام، سواء من حيث التوجه إلى الأطعمة السريعة وغير الصحية، أو من جهة جلوسهم أوقاتاً طويلة على الشبكة العنكبوتية، وعدم اكتراثهم بأوقات الطعام، إلى جانب حالة الكسل والخمول التي تصاحب البقاء لساعات طويلة على الإنترنت.

وتؤكد أم أحمد أنها تعاني مع ابنها، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، نظراً للحالة التي وصل إليها، حيث يزن اليوم 75 كلغم رغم صغر سنه، مرجعة السبب إلى قضائه أوقاتاً طويلة متصفحاً مواقع التواصل الاجتماعي، التي تزخر بالإعلانات التي تشجع على تناول الأطعمة السريعة، وغير الصحية.

وتوضح أنها وزوجها شركاء في النتيجة التي وصل إليها ابنها من زيادة مفرطة في الوزن، وذلك لعدم حرصهما كأبوين على تنظيم أوقات استخدام الأجهزة الذكية، سواء الهاتف، أو اللاب توب، وانتقاء المواقع الجيدة، التي يمكن أن تثري رصيده بالمعلومات المفيدة، وتدفعه إلى انتهاج السلوكيات الصحيحة والسليمة تجاه الأغذية، والرياضة، والممارسات الاجتماعية.

الطبيعية التي تفرضها العادات والتقاليد الأصيلة، حيث يمكن للإنترنت أن يأخذ الأطفال بعيداً عن الأهل والأقرباء.

ويتفق الدكتور عادل أحمد النجار أخصائي السكر والغدد الصماء وأمراض السمنة في مستشفى الزهراء بالشارقة مع ما جاء في الدراسات، حيث يؤكد أن الوجبات والمشروبات عالية الطاقة وما يروج لها في مواقع التواصل وعدم وجود رقابة محكمة عليها وتحديداً على مشروبات الطاقة بين المراهقين والشباب، يؤدي إلى الإضرار بالقلب لذلك لا بد من رقابة أسرية وعدم السماح بإعلانات للترويج أو البيع لمن هم دون سن الـ18 لأنه خطر على الكبار والصغار.

وأشار إلى معاينته عدداً كبيراً من الحالات لشباب يعانون أزمات قلبية، وحالات لا حصر لها بأمراض السكري نتيجة للأغذية الغير صحية وعالية والسعرات الحرارية، ويجب تجريمها وحماية الأبناء لأنهم مستقبلنا وعلينا الحزم والضرب على يد من يروج لهذه الأنواع من المأكولات والمشروبات.

Email