خبراء وأكاديميون: الإمارات والسعودية ركيزتا الاعتـدال والأمن القومي العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع أكاديميون وبرلمانيون وخبراء إماراتيون وسعوديون على أهمية الزيارة التي يقوم بها اليوم إلى الإمارات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حيث إن البلدين يشكلان حجر الزاوية لضمان الأمن القومي العربي من التدخلات الخارجية، وركيزة الاعتدال العربي لمواجهة المخاطر والمؤامرات التي تستهدف سيادة الدول ووحدة المجتمعات وأمن الشعوب واستقرارها.

وقال الدكتور عتيق جكة، نائب مدير جامعة الإمارات المشارك أستاذ العلوم السياسة، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، تأتي في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدية الشقيقين منذ عقود مضت وتتطور مع الزمن تحمل في طياتها رسالة محبة وتقدير، فالمملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى، وهي محط الرجاء والأمل للمّ وحدة مصير أبناء المنطقة العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص، وقد تجسد ذلك من خلال التعاون المشترك بين البلدين في العديد من القضايا والمواقف الوطنية، على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن عاصفة الحزم التي جسدت عمق العلاقة استطاعت من خلالهما الدولتين الدفاع عن مصالح ومكانة أبناء المنطقة والتصدي لكل أشكال العدوان والترهيب التي حاولت بعض الدول الإقليمية فرضها على المنطقة، للنيل من وحدها وتهديد أمنها.

وأضاف أن العلاقات الاجتماعية تشكل بدورها أيضاً عمقاً استراتيجياً من خلال ما يربط أبناء البلدين من أواشج العلاقات التي تمتد عبر سنوات طويلة من عمر المنطقة، إضافة للمصالح الاقتصادية والتكامل بين البلدين عبر العديد من المشاريع الاقتصادية المشتركة،منوهاً بأن وحدة موقف البلدين من مصالح أبناء الأمتين العربية والإسلامية مكّنتهما من أن تلعباً دوراً محورياً في ظل التحولات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.

تحالف من جانبه قال الدكتور علي الغفلي، وكيل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان زيارة أخوة بامتياز بين بلدين أرسيا تحالفاً قوياً ودعائم متينة في المنطقة العربية ومنطقة الخليج، وجسّدا رؤية مشتركة، لما أسست له قيادة البلدين وعمّقتها من خلال توحيد المواقف في شتى القضايا المصيرية على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأضاف: «لقد كان للتعاون المشترك للبلدين في عاصفة الحزم رسالة قوية إلى أن ما يربط أبناء المنطقة ليست مجرد حدود إنما مصير مشترك وهدف مشترك وأمن مشترك، وقد كان لذلك كبير الأثير للحيلولة دون تمدّد قوى الغدر والعدوان الغاشم في المنطقة، التي حاولت أن تعمل على تفرّق أبناء وشعوب أبناء دول الخليج، تحت ستار من الضلالية والظلامية من قوى الإرهاب والتكفير، التي استطاع البلدان دحرها والعمل على تحقيق أمن واستقرار المنطقة».

خطوات

وأكد الخبير الاستراتيجي ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط للدراسات السياسية اللواء الدكتور أنور عشقي، أن هناك إدراكاً مشتركاً لحجم التحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية بأكملها، وما تتطلبه من خطوات وإجراءات مشتركة، وتغليب صيغ التعاون على صيغ التنافس على مستوى المنطقة.

وأوضح أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات ولقاءه المرتقب مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعد إشارة بالغة الأهمية ورسالة تأكيد جديدة ومتجددة على قوة ومتانة التحالف الاستراتيجي القائم بين الدولتين.

وقال إن تحالف الخير بين الإمارات والسعودية والتنسيق الاستراتيجي بينهما لا يستثني مجالاً حيوياً من اهتمامه، ما جعله بمثابة تدشين لعصر عربي جديد وتعبير عن وعي بضرورة بناء القوة الذاتية واللحاق بركب الدول المتقدمة والاستفادة من المكانة الاقتصادية المهمة التي يحظى بها البلدان، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.

مجابهة التحديات

من جهته أكد عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور إبراهيم النحاس أن زيارة ولي العهد السعودي تجدد التأكيد على قوة ومتانة التحالف السعودي الإماراتي وقدرته على مجابهة التحديات والتصدي لمؤامرات المغرضين والحاقدين، مشيراً إلى أنه تحالف يقوم على ثوابت تاريخية ورؤية راسخة تستلهم القناعات المشتركة لدى قادة الدولتين، وتؤكد أن القادة يسيرون على خطى الآباء المؤسسين وفق نهج عروبي أسس دعائمه المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع أخيه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما.

وأضاف النحاس أن الارتباط الوثيق بين الإمارات والمملكة، الذي يصل إلى حد التماهي الإيجابي والبنّاء، يحكمه التاريخ، والجوار، والعادات، والمصير المشترك، والرؤى الموحدة تجاه قضايا المنطقة، والعالم، والمواقف والأحداث الجارية في المنطقة أثبتت أن الإمارات والسعودية، هما الركيزة الأساسية الثابتة لضمان الأمن، والسلم، والاستقرار، والتنمية، في ظل الظروف والتحديات التي تشهدها المنطقة.

شراكة استراتيجية

أما الباحثة السياسية مها السديري فقد أوضحت أن العلاقات السعودية الإماراتية بلغت منذ انطلاق استراتيجية العزم تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في يونيو 2018 مستويات متطورة جداً من الشراكة الاستراتيجية، حيث شملت 44 مشروعاً مشتركاً في المجالات الاقتصادية والتنموية والعسكرية، ما يؤكد أنها استراتيجية غير مسبوقة في توحيد جهود دولتين عربيتين عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين ينتمون إلى 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

وقالت السديري إن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات ستتناول العلاقات وأبرز المستجدات الإقليمية، وقد يكون من بينها مراجعة سير عمل مشروعات استراتيجية العزم التي حدّدت قيادتا البلدين خمسة أعوام لتنفيذها وصولاً إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين من خلال ثلاثة محاور رئيسية تضمن تشبيك المصالح وتوحيد الإمكانات وتحقيق المناعة والرقي، وهي المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري.

Email