برنامج تأهيل أصحاب الهمم بركوب الخيل يحقق تقدماً ملحوظاً

عذراء العبيبي خلال عملية تأهيل إحدى الحالات | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر برنامج العلاج بركوب الخيل الذي تطبقه وزارة تنمية المجتمع مع الأطفال من أصحاب الهمم، سنوياً، بالتعاون مع إدارة الخيالة في القيادة العامة لشرطة دبي، تقدماً ملحوظاً في الحالات المرضية وأهمها التوحد ومتلازمة داون والإعاقات الحركية والتأخر النمائي، حيث أفضى إلى زيادة التركيز عند الأطفال، وكسر حاجز الرهاب من المجتمع، والانفتاح على المحيط الخارجي، بالإضافة إلى تطوير التواصل البصري والحسي وزيادة الثقة بالنفس.

وأكد مشاركون في تنفيذ البرنامج أن العلاج باللجوء إلى الخيل يعزز الجانب النفسي مع التمارين الجسدية، ما ينتج عنه أثر مباشر في تحسين النمو العضلي والحسي لدى الأطفال، وتمكينهم من القيام بواجباتهم الحياتية اليومية باستقلالية، وتأهيلهم للمشاركة والاندماج في المجتمع.

وأفادت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بوزارة تنمية المجتمع، أنه تم تشكيل فريق عمل لهذا البرنامج يتكون من أخصائي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، والمختصين النفسيين والاجتماعيين والمختصين باضطرابات اللغة والكلام، ومدربي الخيل، ومجموعة من المساعدين والممرضين، إضافة إلى مدير البرنامج، ورُوعي عند اختيار الفريق توفّر عناصر الخبرة الميدانية السابقة في هذا النوع من البرامج العلاجية والمؤهلات العلمية المناسبة.

حاجات ضرورية
وأوضحت وفاء بن سليمان أن فكرة برنامج العلاج بركوب الخيل نبعت من حاجات ضرورية، أبرزها: الحاجة إلى تطوير برامج التأهيل والعلاج الطبيعي والوظيفي المقدمة للأطفال من أصحاب الهمم، ومواكبة التطور العلمي الحاصل في البرامج العلاجية والعلوم والتأهيل في بلدان العالم المختلفة، بعد أن تبين مدى أهمية وفعالية برامج العلاج بركوب الخيل في تطوير قدرات ومهارات الأطفال المختلفة، بما في ذلك المهارات الحركية والنفسية والاجتماعية والتواصلية، كما أن الكثير من الأطفال الملتحقين بمراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، وبشكل خاص المصابون بالشلل الدماغي وذوو القدرات العقلية المنخفضة، بحاجة إلى خدمات علاج طبيعي ووظيفي خاصة تعمل على تطوير مهارات وظيفية وحركية، ويعتبر ركوب الخيل العلاجي من الطرق المناسبة جداً لهذه الفئة من الأطفال.

رعاية
وقالت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم : «تم الاطلاع قبل البدء بالبرنامج على مجموعة كبيرة من البرامج العلاجية التي تطبق هذا النوع من العلاج في ألمانيا والدنمارك والنرويج وبلجيكا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، إضافة إلى مراجعة العديد من الدراسات العلمية المحكمة حول فوائد ركوب الخيل العلاجي والعلاج بالخيل، للاستئناس بها، حيث أجمعت هذه الدراسات على فوائد جمّة لهذا النوع من البرامج العلاجية في تطوير الكثير من المهارات الحركية والنفسية والوظيفية والاجتماعية عند الأشخاص من أصحاب الهمم، علاوة على الاطلاع على جميع المؤتمرات والندوات العلمية التي عقدها الاتحاد الدولي لركوب الخيل لأصحاب الهمم، والتي يبلغ عددها 12 مؤتمراً أو ندوة علمية تناولت مواضيع مختلفة في ما يتصل ببرامج العلاج بركوب الخيل أو العلاج بالخيل».

نتائج ملموسة
ولتسليط الضوء على التجربة ميدانياً رافقت «البيان» مجموعة من أطفال مركز التدخل المبكر التابع لوزارة تنمية المجتمع في دبي، وقد أوضحت شيخة المسافري مديرة المركز، أن عدد الذين استفادوا من البرنامج خلال العام الماضي وصل إلى 17 طالباً من عمر 3-5 سنوات، وغالبيتهم من أطفال التوحد والتأخر النمائي ومتلازمة داون، إلى جانب بعض الإعاقات الذهنية والسمعية، مشيرة إلى التطور الكبير الذي شهدته بعض الحالات في نهاية البرنامج الممتد أربعة أشهر.

وقالت: «لوحظ لدى أطفال التوحد زيادة نسبة الانتباه والتركيز لديهم، فيما خدم هذا النوع من العلاج الأطفال الذين يعانون من مشكلات حركية، إذ باتت المفاصل أكثر ليونة لديهم، فيما الإدراك الحسي بالمحيط بات ملموساً وقلّ الإحساس بالخوف بصورة واضحة، علاوة على تطور مهارات النمو، داعية إلى زيادة نصيب أطفال المركز من يوم واحد في الأسبوع إلى يومين، لتكون النتائج أكثر فاعلية، مشيرة إلى أن هذه كانت توصيتها بعد تقييمها للدورة الماضية من البرنامج».

وذكرت أن التوقيت الزمني للبرنامج يبدأ في فصل الشتاء ويتم تسجيل الأطفال وفق جملة من الخطوات التي تتمثل في موافقة ولي الأمر كمسألة إلزامية.

خطوات
أخصائية العلاج الطبيعي نورا الفلاسي تطرقت إلى الخطوات التي يقومون بها في المرحلة الأولى من بدء البرنامج والتي يطلقون عليها «الفترة التمهيدية»، حيث يكون التركيز منصبّاً على تعويد الطفل على الخيل ليصبح مألوفاً لديه، ويسبق ذلك اجتماع مع أسرة الطفل لتقديم لمحة شاملة عن المشروع وأبرز الاحتياجات، منوهة بأن وجود ولي الأمر يساعد الطفل ويكون أكثر حيوية وتفاعلاً، وذكرت أن ركوب الخيل يقوي العضلات ويمكن الطفل من التوازن، لأن ركوب الخيل يحتاج إلى تناسق حركي يكتسبه الطفل.

أما عذراء جعفر العبيبي أخصائية العلاج الوظيفي، فترى أن البرنامج يخدم المستهدفين بشكل متميز، إذ يتطور الطفل حسياً وسلوكياً وجسدياً، مشيرة إلى أن عملهم يتمحور في أول يوم على تعويد الطفل ودمجه للتعامل مع الخيل، خاصة أطفال التوحد الذين يعانون من مشكلات في الاندماج مع الحيوانات.

Email