حكاية الاتحاد وأمجاد قادته

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطل علينا سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، اليوم، بإبداع جديد في هذه الملحمة المطولة التي حملت بين ثناياها تاريخ الاتحاد المجيد، وأمجاد بني ياس الكرام.

في هذه القصيدة التي سميتها «ملحمة فزاع»، ينطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد، بمقدرته الشعرية المعروفة، وبخيالاته الواسعة التي تمتد إلى أفق الماضي من جهة، وتمتد إلى آفاق المستقبل من جهة أخرى، ليعبر عن فرحة الوطن بإنجازاته عبر خمسين سنة.

وقد استطاع سموه بحق أن يسرد التاريخ عبر قالب شعري جميل، ما بين إيجاز مرة وإطناب مرة، وأن يجسّد دور المؤسس الباني المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراهما، ثم يعطف على دور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باعتبارهما شاهدي عصر.

وبدأ شاعرنا بالحديث عن الوطن، لأن الوطن وعاء لصولات وجولات أمثال هؤلاء الأفذاذ: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

كما أن البحر وعاء للأحجار الكريمة، واللآلئ الثمينة. ولا ينسى الشاعر أن يحتفي بشعب دولة الإمارات، فلولا الشعب لما وجدت الدولة، ولما وجد الإنجاز والبطولات، ثم انتقل مباشرة إلى الحديث عن الشيخ زايد القائد المؤسس، لأنه طيب الله ثراه ملأ سمع الشاعر وبصره، فهو ذلك الإنسان المتواضع الذي استطاع أن يقهر العصي من الأهوال التي واجهته في طريق الإعلان عن قيام دولة عظيمة كدولة الإمارات.

فأنعم بآل بوفلاح، وأنعم بالشيخ زايد الذي شرّف آل بوفلاح جميعاً، وصحيح أن من تواضع رفعه الله، فالشيخ زايد أحنى بتواضعه رؤوس ملوك الأرض وجبابرتها، وجعلهم يقفون له في الأمم المتحدة حداداً عليه.

وصحيح أيضاً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان لم يتخرج في أي جامعة، لكنه استطاع أن يتحول إلى جامعة لتخرّج أمثال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهذان الزعيمان اليوم هما أشبه الناس بالشيخ زايد بن سلطان، وأخبر الناس به، رحمه الله.

تعالوا إذاً، نستمع لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، يحدثنا في براعة شعرية فذّة، كيف سجلت السنوات الخمسون التي مرت إنجازات الشيخ زايد بن سلطان العظيمة، وهي في الوقت نفسه تتحدث عن إنجازات القائدين اللذين شبّا على تربية الشيخ زايد بن سلطان، فأصبحا اليوم مدرسة لجيل الحاضر ومفخرة للمستقبل الذي على يد القائدين يرتفع بناؤه من أرض «مصدر» بأبوظبي ومن مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى محطة الأقمار السماوية ثم إلى المريخ.

هذا ولا ينسى الشاعر بعد عرض جميل للإنجازات، أن يذكرنا بشكر المنعم فيقول:

وخمسين عام وْكل عام نقول هذا خير عام

فالحمد لله والشكر على ما فاض مْن النعم

وخمسين عام الشايب يسولف بها على الغلام

قبل التطوّر كيف كانت دارنا ذيب وْحـزم

وخمسين عامٍ للتسامح والأمل لا للخصام

وخمسين عامٍ نبني أمّـه تفتخر بين الأمـم

هكذا يقارن الشاعر بين الماضي المتواضع والحاضر العملاق، ويلفت نظرنا إلى الروح التسامحية التي تتخلق بها دولة الإمارات قديماً وحديثاً، وشعب دولة الإمارات، ولعل هذا التسامح وهذه الأريحية هما سبب تقدم الإمارات وازدهارها، وإلا كيف اقتنعت بها ما يقارب من 150 دولة على أن تفتح أبوابها أمام حَملة الجوازات الإماراتية أن يدخلوها من غير تأشيرة.

أجل يريد أن يقول شاعرنا عبر هذه القصيدة: شكراً لك يا باني دولتنا العظيمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، شكراً صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شكراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شكراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكراً أيها الشعب العظيم.

أنتم وضعتم دولة الإمارات في الصف الأول المتقدم، وأنتم جعلتم العدل يرفرف بأجنحته، والناس يأتون من كل فج عميق، ليعيشوا على أرض الإمارات، بلد الأمن والسلام.

نعم.. نعم إن الخمسين عاماً التي مضت، لأكبر شاهد على أن هذا التقدم لم يكن يحصل لولا الاستراتيجية الصحيحة والرؤية الواضحة لقيادة هذه الدولة.

فرحم الله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ورحم الله الشيوخ المؤسسين من حكام الإمارات الذين رحلوا وتركوا لنا هذا المجد الذي به ننافس الدول اليوم في شموخ، وقد رأينا أن كثيراً من الاتحادات انهارت وتلاشت، لكن الاتحاد الذي شاده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باق وإلى الأمام.

وخمسين عامٍ ركب نهضتـنا له العليا مرام

قد تنفطم الأمجـاد لكن مجـدنا ما ينـفطم

فدولة الإمارات من حقها أن تفاخر الدول وتقول:

هنا الفخر هنا الطموحات الكبيرات العظام

هنا الفكر هنا العمل هنا الوفـا هنا الحزم

هنا وهنا وهنا، لن تنتهي بطولات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولا بطولات أبنائه التي ترجمتها الأفعال قبل الأقوال، وتحدث عنها القاصي قبل الداني.

وبعد أن سجل الشاعر إعجابه وتقديره للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، وما تحقق على يده من مكاسب وطنية وثقافية محلية ودولية، التفتَ سموه إلى عهد الأبناء في حوار جميل بين القائدين الأخوين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اللذين تخرجا في مدرسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

استطاع الشاعر أن يسرد تلك الحوارات التي جرت وتجري يومياً بين القائدين الكبيرين، في أدب جم واحترام متبادل، حيث «بوخالد» يفخر بإبداعات «بوراشد»، و«بوراشد» يفخر بدور «بوخالد» الريادي والحازم في رد المعتدين:

يقول أبو خالد لأبو راشد عسى عمره دوام

خمسين عامٍ يعزف الابـداع وبأحـلى نـغم

ويقول ابوراشد لأبو خالد هذا اللي يوم قام

قامت معـاه الأرض والـتـاريـخ ردّد والنِّعِـم

نعم.. كلاكما قهر المستحيل، وكلاكما ساهرٌ على حراسة أمن الدولة، وكلاكما محب للسلام وخير الشعوب.

وكم هو جميل عندما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أنت معلّمي»، والأجمل من ذلك عندما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «أنا وأنت كلانا تتلمذ على يد زايد الخير ومازلنا على نهجه سائرين».

وهكذا يثني القائدان العظيمان على فعال وسمات كل منهما من غير تعالٍ:

ويقول أبو خالد لأبو راشد هذا الرجل الهمام

استاذي اللي يصـنع الانجاز نفـسه من عدَم

ويقول ابو راشد هذا محمد وصمّام النظام

هَـرَم عروبتنا وحنّـا ما نفــرّط فـي الـهَــرَم

إذن فليشهد العالم على عظمة هذه الأرض التي أنجبت أمثال هؤلاء القادة العظام، ولتفتخر البلاد بهم أمام العالم، ومن حق شاعرنا أن يقول في الختام:

عَدّد عظـماء الـدول تلقـاهم أكـرم وآعـظم

من بينهم حشمه وهذي عادة الناس الحشام

ومن حشمة الاثنين شعب الشيخ زايد ينحشم

ياليت للتـاريخ بشـتٍ من فـخـر والاّ وسـام

أقول: واسمح لي يا سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، بعد هذا، أن أحتفل بيوم ميلادك اليوم.

وبمناسبة احتفائنا بقرب اليوم الوطني الثامن والأربعين لقيام دولة الإمارات، أرفع التهاني متمنياً لقيادتنا ودولتنا دوام الصحة والتقدم والازدهار، وأقف أمام إنجازات دولتنا لأحيي قيادتنا بكل انبهار، وأردد: «عيشي بلادي بكل عز وافتخار».

 

Email