حنان السويدي طبيبة رائد الفضاء الإماراتي لــ«البيان»:

هزاع المنصوري يتمتع بصحة جيدة وروح معنوية عالية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدكتورة حنان السويدي الأستاذ المساعد في طب الأسرة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم، طبيبة رائد الفضاء، هزاع المنصوري أن الحالة الصحية لرائد الفضاء الإماراتي مطمئنة جداً، ويتمتع بصحة جيدة وروح معنوية عالية تعانق السماء بعد إنجاز مهمته على أكمل وجه.

وقالت الدكتورة حنان في مقابلة أجرتها معها «البيان»: إن المنصوري وبمجرد وصوله إلى الأرض بعد الرحلة التي استمرت أسبوعاً تمت مقابلته من فريق طبي متخصص؛ لإجراء اختبارات صحية بشكل موازٍ للاختبارات التي أجريت مباشرة قبل الانطلاق؛ حيث خضع أول ساعتين بعد الوصول إلى مركز التدريب؛ لفحص إكلينكي وسريري شامل؛ للتأكد من صحته، إضافة إلى أخذ الوزن والطول وحساب كتلة الجسم، كما خضع لمجموعة من تحاليل الدم، والتحاليل الأخرى للتأكد من صحة القلب، كما تم إجراء أشعة كاملة لكل أعضاء الجسم وجميعها بينت أن المنصوري بصحة جيدة.

وكشفت الدكتورة حنان أن هناك العديد من الاختبارات، التي خضع لها رائد الفضاء الإماراتي، المنصوري، قبل الانطلاق إلى المهمة، ومنها مرحلة العزل الصحي، التي استمرت مدة أسبوعين، وخضع المنصوري لفحص طبي شامل بشكل يومي؛ للتأكد من المؤشرات الحيوية العامة.

وحول تأثير فقدان الجاذبية مدة أسبوع في الصحة العامة لرائد الفضاء، قالت الدكتورة السويدي: عادة رحلات رواد الفضاء القصيرة، نادراً ما يكون لها تأثير كبير في كثافة العظام، أو ضعف الكتلة العضلية، لكن هناك تأثيراً بسيطاً في الحركة.

تأهيل

وأوضحت أن المنصوري، يحتاج إلى إعادة تأهيل بعد العودة من مهمته العلمية إلى الفضاء؛ حيث يكون هناك تمارين تأهيلية مثل السباحة وغيرها؛ للمساعدة على استعادة قوة العضلات بعد الرجوع إلى الأرض.

وأوضحت أن المنصوري تناول أثناء وجوده بالفضاء الطعام المعد خصيصاً للرحلات الفضائية، والخالي من الذرات، إضافة إلى فواكه طازجة، وصلت مع مركبة شحن من اليابان، مشيرة إلى أنه أثناء وجوده في المحطة الدولية، استضاف زملاءه من رواد الفضاء العالميين المتواجدين على متن المحطة للتعريف بالعادات والقيم التراثية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما قدم لهم أطعمة إماراتية، استمتعوا بها.

وقالت السويدي، التي عيّنها مركز محمد بن راشد للفضاء، لتتولى الإشراف على صحة رائد الفضاء الإماراتي خلال فترة العزل الصحي، ومتابعة الحالة الصحية له أثناء وجوده على متن المحطة، وأيضاً الإشراف على وضعه الصحي فور عودته من الفضاء في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط: إن هبوط هزاع المنصوري سالماً معافى كان يوماً تاريخياً لدولة الإمارات دخلت فيه الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه بأفعالها وإنجازاتها التي سينقشها التاريخ بأحرف من نور.

وأضافت الدكتورة السويدي، من مقر إقامتها في موسكو، إن المنصوري خضع قبل الانطلاق لجميع الفحوص التي يخضع لها رواد الفضاء قبل وبعد الرحلة، وخاصة أن رائد الفضاء يتعرض خلال وجوده في الفضاء لبيئة قاسية ومختلفة عن الأرض، وللتأقلم في هذه البيئة يجب أن يكون في صحة بدنية وذهنية ونفسية عالية، مشيرة إلى أن اختيار رائد الفضاء يكون بناءً على معايير صحية صارمة تضمن قدرة الجسد على التكيف والأداء الأمثل، فمثلاً انعدام الجاذبية له تأثير مباشر في الوظائف المهمة للأعضاء كتأثيرها في الدورة الدموية وحركة نسبة السوائل في جسم الإنسان، لذلك يتم إخضاع رائد الفضاء لفحوص كثيره للتأكد من سلامته واختبار مدى تأقلم جسمه مع بيئة الفضاء، إضافة إلى فحوص خاصة بجهاز القلب والدورة الدموية والجهاز التنفسي وفحوص للتأكد من عمل جهاز التوازن.

متابع

وحول كيفية متابعة رائد الفضاء الإماراتي أثناء الرحلة، والأدوية التي تم توفيرها له أثناء المهمة الفضائية، قالت إنه كان يتم التواصل مع هزاع المنصوري بشكل دوري ومتابعته من قبل فريق طبي متخصص كما تم توفير أدوية ومعدات طبية خاصة لمتابعة صحة الرواد خلال المهمة سواء في فترة الانطلاق أو عند الوصول، منوهة بأن صحة رائد الفضاء في الأساس والتدريبات التي تلقاها خلال فترة الاستعداد للمهمة تضمنت سلامته وجاهزيته للتغيرات المتوقعة خلال المهمة.

وفي ما يتعلق بالساعة البيولوجية وهل يمكن لرائد الفضاء النوم بشكل اعتيادي، أوضحت الدكتورة حنان السويدي أنه خلال وجود رائد الفضاء في المحطة الدولية كان يتبع نظاماً خاصاً بالعمل والراحة، وينقسم الوقت إلى جزأين: الأول للنوم، والثاني للقيام بالتجارب العلمية وممارسة الرياضة أو القيام بمهام أخرى.

عزل

وأكدت أن المرحلة التي سبقت الانطلاق إلى المحطة الدولية كانت عاملاً مهماً في نجاح رحلات الفضاء بشكل عام والتجارب العلمية، حيث يتم العمل على المحافظة على سلامة طاقم رواد الفضاء خلال هذه المدة، في بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق إلى المحطة الدولية، ونقله إلى المحطة، لذا تم عزل رائد الفضاء الإماراتي مدة أسبوعين قبل الانطلاق في مدينة «بايكونور» في كازاخستان، استعداداً للإطلاق في 25 سبتمبر الماضي، وفي هذه الفترة من العزل الصحي كان طاقم الرحلة الأساسي والبديل في موقع يصبح فيه الاحتكاك مع العالم الخارجي شبه معدوم، وخلال هذه المدة، تحملت الوكالة الطبية الحيوية الفدرالية الروسية المسؤولية الكاملة عن صحتهم، من ناحية منع الجراثيم من دخول منشآتهم الأرضية والفضائية، إضافة إلى تنفيذ الوكالة عملية تعقيم شاملة من الميكروبات، وإخضاع المرافق والأدوات التي يستخدمونها للتعقيم المتكرر، وشملت مكان الإقامة، وحافلاتهما ومواقع تدريبهما.

وأضافت: يأخذ الخبراء في الوكالة باستمرار عينات مخبرية من مختلف المرافق والأدوات للتحقق من وجود الجراثيم ومنعها من الانتقال إلى المركبة والمحطة الفضائية الدولية والفضاء الكوني بشكل عام.

وقبيل الرحلة مباشرة، يعمل خبراء الصحة على تعقيم مقصورة مركبة الفضاء الروسية «سويوز أم أس 15»، إضافة إلى وضع رواد الفضاء في ما يسمى بـ«الغرفة النظيفة»، حيث يخضعون والحمولة، التي تنطلق معهم إلى المحطة الدولية، للتعقيم الصحي الأخير، استعداداً لرحلة الإقلاع.

الغذاء

وحول طبيعة تغذية رواد الفضاء، وهل هناك وجبات خاصة يتم إعدادها لهم، قالت الدكتورة حنان السويدي: إن طعام رواد الفضاء يعد بطريقة خاصة تتناسب مع بيئة الجاذبية الصغرى، فيكون معداً بطريقة سهلة للتحضير، وبالعادة رواد الفضاء يختارون الأطعمة المفضلة لديهم، وبالتالي ترسل إلى محطة الفضاء الدولية خلال فترة وجودهم فيها.

تعاون

ولفتت إلى أن اختيارها لهذه المهمة كان نتيجة تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ولتخصصها في طب الأسرة، ومن المتعارف عليه أن طبيب رواد الفضاء يكون متخصصاً في أحد فروع الطب، ومن بعد ذلك يتأهل للعمل في هذا المجال، وهذا التخصص يحتاج إلى دراية وعلم في كيفية عمل الطاقم الطبي المشرف والمسؤول عن صحة رواد الفضاء الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية.

اختبارات

وقضى رائد الفضاء هزاع المنصوري العديد من الاختبارات والتدريبات بكل ثقة وعزم، استعداداً للمهمة، التي شكلت مرحلة مهمة في تاريخ الإمارات الحديث، حيث بلغ عدد ساعات التدريب الإجمالي لرائدي الفضاء أكثر من 1400 ساعة، وأكثر من 90 دورة تدريبية.

وتضم مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر الجاري، طاقماً رئيساً يتكون من هزاع المنصوري والروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير، فيما يتضمن الطاقم البديل للمهمة، سلطان النيادي، وسيرغي ريزيكوف، وتوماس مارشبيرن.

تجربة

ونفذ رائد الفضاء هزاع المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، ومنها الروسية، ووكالة الفضاء الأوروبية، وبينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل، وأثر العيش في الفضاء في البشر.

وتضمنت المهمة العلمية تجارب تخص المدارس في الإمارات ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، شاركت في إجرائها على الأرض حوالي 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وسيقوم بإجرائها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة لمقارنة النتائج. وستساهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.

وتنضوي المهمة تحت برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد على تحسين حياة البشر على سطح الأرض.

كلمات دالة:
  • هزاع المنصوري،
  • الفضاء،
  • محمد بن راشد للفضاء،
  • حنان السويدي،
  • الطبيبة
Email