حنان السويدي طبيبة رواد الفضاء لــ «البيان»:

صحة المنصوري والنيادي تلائم المهمة الفضائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدكتورة حنان السويدي الأستاذ المساعد في طب الأسرة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم، طبيبة رواد الفضاء، أن الحالة الصحية لرائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي مطمئنة جداً، ويتمتعان بروح معنوية عالية.

وقالت السويدي (التي عيّنها مركز محمد بن راشد للفضاء، لتتولى مسؤولية التأكد من صحة رواد الفضاء خلال فترة العزل الصحي، ومتابعة الحالة الصحية لرائد الفضاء هزاع المنصوري أثناء وجوده على متن المحطة، وأيضاً الإشراف على وضعه الصحي فور عودته من الفضاء في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط): إن جميع الاستعدادات تسير على قدم وساق لهذا اليوم التاريخي الذي ستدخل فيه الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه بأفعالها وإنجازاتها التي ينقشها التاريخ بأحرف من نور.

وأضافت في تصريحات ل«البيان» من مقر إقامتها في موسكو حول الفحوصات التي يخضع لها رائد الفضاء قبل وبعد الرحلة، إن رائد الفضاء يتعرض خلال وجوده في الفضاء لبيئة قاسية ومختلفة عن الأرض، وللتأقلم في هذه البيئة يجب أن يكون في صحة بدنية وذهنية ونفسية عالية، مشيرة إلى أن اختيار رائد الفضاء يكون بناءً على معايير صحية صارمة تضمن مقدرة الجسد على التكيف والأداء الأمثل، فمثلاً انعدام الجاذبية له تأثير مباشر على الوظائف المهمة للأعضاء كتأثيرها على الدورة الدموية وحركة نسبة السوائل في جسم الإنسان، لذلك يتم إخضاع رائد الفضاء لفحوصات كثيره للتأكد من سلامته واختبار مدى تأقلم جسمه مع بيئة الفضاء، إضافة إلى فحوصات خاصة بجهاز القلب والدورة الدموية والجهاز التنفسي وفحوصات للتأكد من عمل جهاز التوازن.

متابعة

وحول كيفية متابعة رائدي الفضاء الإماراتيين أثناء الرحلة، وهل من أدوية سيتم توفيرها لهما أثناء المهمة الفضائية، قالت إنه يتم التواصل مع الرواد بشكل دوري ومتابعة عملهم من قبل فريق طبي متخصص، كما يتم توفير أدوية ومعدات طبية خاصة لمتابعة صحة الرواد خلال المهمة سواء في فترة الانطلاق أو عند الوصول، منوهة إلى أن صحة رائد الفضاء في الأساس والتدريبات التي تلقاها خلال فترة الاستعداد للمهمة تضمن سلامته وجاهزيته للتغيرات المتوقعة خلال المهمة.

وفيما يتعلق بالساعة البيولوجية وهل يمكن لرائد الفضاء النوم بشكل اعتيادي، أوضحت الدكتورة حنان السويدي أنه خلال وجود رائد الفضاء في المحطة الدولية يتبع نظاماً خاصاً بالعمل والراحة، وينقسم الوقت إلى جزأين: الأول للنوم، والثاني للقيام بالتجارب العلمية وممارسة الرياضة أو القيام بمهام أخرى.

العزل الصحي

وأكدت أن المرحلة التي تسبق الانطلاق إلى المحطة الدولية تعد عاملاً مهماً في نجاح رحلات الفضاء بشكل عام والتجارب العلمية، حيث يتم العمل على المحافظة على سلامة طاقم رواد الفضاء خلال هذه المدة، في بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق إلى المحطة الدولية، ونقله إلى المحطة، لذا سيتم عزل رائدي الفضاء الإماراتيين لمدة أسبوعين قبل الانطلاق في مدينة «بايكونور» في كازاخستان، استعداداً للإطلاق في 25 سبتمبر الجاري، وفي هذه الفترة من العزل الصحي يكون طاقم الرحلة الأساسي والبديل في موقع يصبح فيه الاحتكاك مع العالم الخارجي شبه معدوم، وخلال هذه المدة، تتحمل الوكالة الطبية الحيوية الفدرالية الروسية المسؤولية الكاملة عن صحتهم، حيث تتكفل بمنع الجراثيم من دخول منشآتهم الأرضية والفضائية، إضافة إلى تنفيذ الوكالة عملية تعقيم شاملة من الميكروبات، وتخضع المرافق والأدوات التي يستخدمونها للتعقيم المتكرر، وتشمل مكان الإقامة، وحافلاتهما ومواقع تدريبهما.

وأضافت: «يأخذ الخبراء في الوكالة باستمرار عينات مخبرية من مختلف المرافق والأدوات للتحقق من وجود الجراثيم ومنعها من الانتقال إلى المركبة والمحطة الفضائية الدولية والفضاء الكوني بشكل عام.

وقبيل الرحلة مباشرة، يعمل خبراء الصحة على تعقيم مقصورة مركبة الفضاء الروسية «سويوز أم أس 15»، إضافة إلى وضع رواد الفضاء فيما يسمى ب«الغرفة النظيفة»، حيث يخضعون والحمولة، التي تنطلق معهم إلى المحطة الدولية، للتعقيم الصحي الأخير، استعداداً لرحلة الإقلاع».

الغذاء

وحول طبيعة تغذية رواد الفضاء وهل هناك وجبات خاصة يتم إعدادها لهم، قالت الدكتورة حنان السويدي إن طعام رواد الفضاء يعد بطريقه خاصة تتناسب مع بيئة الجاذبية الصغرى، فيكون معداً بطريقة سهلة للتحضير، وبالعادة رواد الفضاء يختارون الأطعمة المفضلة لديهم، وبالتالي ترسل إلى محطة الفضاء الدولية خلال فترة وجودهم فيها.

ولفتت إلى أن اختيارها لهذه المهمة كان نتيجة تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ولتخصصها في طب الأسرة، ومن المتعارف عليه أن طبيب رواد الفضاء يكون متخصصاً في أحد فروع الطب، ومن بعد ذلك يتأهل للعمل في هذا المجال، وهذا التخصص يحتاج إلى دراية وعلم في كيفية عمل الطاقم الطبي المشرف والمسؤول عن صحة رواد الفضاء الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية.

اختبارات

وقضى رائدا الفضاء هزاع المنصوري سلطان النيادي العديد من الاختبارات والتدريبات بكل ثقة وعزم، استعداداً لهذه المهمة، التي تشكل مرحلة مهمة في تاريخ الإمارات الحديث، حيث بلغ عدد ساعات التدريب الإجمالي لرائدي الفضاء أكثر من 1400 ساعة، وأكثر من 90 دورة تدريبية.

وتضم مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر الجاري، طاقماً رئيسياً يتكون من هزاع المنصوري والروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير، فيما يتضمن الطاقم البديل للمهمة، سلطان النيادي، وسيرغي ريزيكوف، وتوماس مارشبيرن.

وتنضوي المهمة تحت برنامج: «الإمارات لرواد الفضاء»، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد في تحسين حياة البشر على سطح الأرض.

تجربة

وسينفذ رائد الفضاء هزاع المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها الروسية روسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل، وأثر العيش في الفضاء على البشر.

وتتضمن المهمة العلمية تجارب تخص المدارس في الإمارات ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، شاركت في إجرائها على الأرض حوالي 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، الذي سيقوم بإجرائها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة لمقارنة النتائج. وستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.

Email