مركز محمد بن راشد للفضاء يكشف تفاصيل المهمة

16 تجربة علمية ينفذها هزاع المنصوري في الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال مؤتمر صحافي، عقده صباح أمس بفندق أرماني في دبي، عن تفاصيل مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء مجموعة من التجارب العلمية، حيث سينفذ رائد الفضاء هزاع المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية روسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا».

وأكد يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء إبرام شراكات واتفاقات تعاون مع جهات ومؤسسات محلية واتحادية، لتكون جزءاً من هذا الحدث التاريخي ومنها شراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية وقام المركز من خلالها باختيار الطبيبة الإماراتية حنان السويدي كطبيب رواد الفضاء في مهمة انطلاق أول رائد فضاء إماراتي.

وستتولى مسؤولية التأكد من صحة رواد الفضاء خلال فترة العزل الصحي، وسوف تتابع الحالة الصحية للمنصوري خلال تواجده على متن المحطة، وستكون من ضمن الفريق الطبي الدولي المخصص الذي سيشرف على وضع هزاع الطبي فور عودته من الفضاء في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط، كما ستقوم بمتابعة حالته الصحية لفترة ما بعد العودة إلى الأرض.

وأشار الشيباني إلى التعاون مع مؤسسة الإمارات، التي تدعم جيل الشباب وتلهمهم لتطوير قدراتهم في شتى المجالات، على إدارة فعاليات في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء، تجمع الجمهور والطلاب من مختلف إمارات الدولة لمتابعة حدث الانطلاق والتواصل مع هزاع المنصوري خلال فترة تواجده على متن محطة الفضاء الدولية، وتعاون مع جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي للتواصل مع هزاع من خلال الراديو اللاسلكي.

تحديات

ونوه الشيباني بأن الرائدين بدآ تدريباتهما في مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء في مدينة النجوم في موسكو، بتعلّم اللغة الروسية وذلك كمطلب رئيسي لضمان نجاح التدريبات اللاحقة على مركبة سويوز والإقلاع والهبوط، ومر عام من التحديات، قضاها هزاع المنصوري وسلطان النيادي، خاضا خلالها العديد من الاختبارات والتدريبات بكل ثقة وعزم استعداداً لهذه المهمة، التي تشكل مرحلة مهمة في تاريخ الإمارات الحديث. وبلغ عدد ساعات التدريب الإجمالي لرائدي الفضاء أكثر من 1400 ساعة، وعدد الدورات التدريبية وصل لأكثر من 96 دورة.

وأكد الشيباني: «أن مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية ستكون يوم الـ 25 من شهر سبتمبر المقبل، ويتكون الطاقم الرئيسي من: هزاع المنصوري والروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير، فيما يتضمن الطاقم البديل للمهمة، سلطان النيادي، وسيرغي ريزيكوف، وتوماس مارشبيرن».

وأشار الشيباني إلى أن المهمة تأتي ضمن برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، ويشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد في تحسين حياة البشر على سطح الأرض.

تجارب

وسينفذ رائد الفضاء، هزاع المنصوري، 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية روسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي.

والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر. وتتضمن المهمة العلمية تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، وشاركت في إجرائها حوالي 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وسيقوم بإجرائها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة لمقارنة النتائج، وستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.

جهود

ومن جانبه، قال سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء: «إن مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية تضمنت عدة مراحل وتطلبت بذل الكثير من الجهد من أبناء الإمارات».

وتابع: «بوصول هزاع المنصوري في سبتمبر إلى المحطة الدولية، ستصبح دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة رقم 19، التي ستساهم في الأبحاث العلمية عن طريق بيانات سيقدمها هزاع المنصوري مرتبطة بجسم الإنسان وحياته، خصوصاً أنه سيكون أول رائد فضاء من المنطقة العربية يشارك في هذه الأبحاث». وبدورها نوّهت فاطمة السميطي، اختصاصي إدارة عمليات في المركز: «بأن هزاع المنصوري سيحمل معه القصص والأشعار والرسومات الفائزة في مسابقة «أرسل إلى الفضاء».

العزل الصحي

وأضافت السميطي: «تعد المرحلة التي تسبق الانطلاق إلى المحطة الدولية عاملاً مهماً في نجاح رحلات الفضاء بشكل عام والتجارب العلمية، حيث يتم العمل على المحافظة على سلامة طاقم رواد الفضاء خلال هذه المدة في بيئة نظيفة لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق إلى المحطة الدولية، ونقله إلى المحطة. لذا يتم عزل رائدي الفضاء (هزاع المنصوري وسلطان النيادي) لمدة أسبوعين قبل الانطلاق في مدينة «بايكونور» في كازاخستان، في هذه الفترة من العزل الصحي يكون طاقم الرحلة الأساسي والبديل في موقع يكون فيه الاحتكاك مع العالم الخارجي شبه معدوم».

وخلال هذه المدة تتحمل الوكالة الطبية الحيوية الفيدرالية الروسية المسؤولية الكاملة عن صحتهم، حيث تتكفل بمنع الجراثيم من دخول منشآتهم الأرضية والفضائية، إضافة إلى تنفيذ الوكالة عملية تعقيم شاملة من الميكروبات، وتخضع المرافق والأدوات التي يستخدمونها للتعقيم المتكرر، وتشمل مكان الإقامة، وحافلاتهم ومواقع تدريبهم.

وسيعقد رواد الفضاء، عشية انطلاقهم إلى محطة الفضاء الدولية، مؤتمراً صحافياً، للإجابة عن أسئلة الصحافيين، حيث يفصلهم زجاج واق عن الصحفايين أثناء عقد المؤتمر.

وبدوره قال سعيد كرمستجي، مدير مكتب الرواد بمركز محمد بن راشد للفضاء: «سيقوم رواد الفضاء من الطاقمين الرئيسي والبديل برفع أعلام الدول الثلاث: الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وعلم روسيا الاتحادية، كما يقومون بالإمضاء على جدار متحف سيرجي كوروليف، وهو كبير مهندسي ومصممي الصواريخ الفضائية للاتحاد السوفييتي في فترة أربعينات وخمسينات القرن الماضي».

الإقلاع والهبوط

وتتم عملية إطلاق مركبة «سويوز إم 15»، باستخدام صاروخ سويوز، والذي يحتوي في الجزء العلوي على مركبة الفضاء سويوز، وتتكون المركبة من 3 أجزاء، تشمل الوحدة المدارية التي تحتوي على مرافق مختلفة للرواد تمكنهم من النوم والأكل واستخدام دورة المياه، كما تحتوي على مخزن بضائع، وفي المقدمة وحدة الالتحام، والجزء الأوسط، ويشمل وحدة الهبوط.

حيث يجلس رواد الفضاء أثناء عمليات الإقلاع والهبوط، ومن خلاله تتم عمليات التحكم بالمركبة، والجزء الأخير ويشمل وحدة الدفع التي تحتوي على وقود ومحركات مركبة سويوز».

وأوضح سعود كرمستجي، مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي بمركز محمد بن راشد للفضاء، خلال المؤتمر الصحافي: «أن الصاروخ المحمّل بمركبة سويوز أم أس 15 سينطلق في تمام الساعة 5:56 مساءً بتوقيت دبي. والوصول سيكون في منتصف الليل، وأما فتح بوابة المركبة إلى محطة الفضاء الدولية فسيكون بعد ساعتين من التحام المركبة وذلك للتأكد من إجراءات السلامة بشكل وافٍ».

وأما في عملية الهبوط والتي ستكون في الـ 4 من أكتوبر، فتحدث عملية الانفصال خلال المدار النهائي من قبل حوالي ثلاث ساعات ونصف من لحظة الهبوط على الأرض.

المحطة الأرضية

ويعمل فريق متخصص من المهندسين الإماراتيين في محطة التحكم الأرضية لإدارة مهمة أول رائد فضاء يصعد على متن محطة الفضاء الدولية، من خلال التواصل واستقبال المعلومات وتوزيعها على المحطات الأرضية الأخرى، والتي تشمل 4 محطات.

وإلى ذلك قال المهندس عدنان الريس، مدير برنامج المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومسؤول المحطة الأرضية: «إن مهمة فريق المحطة الأرضية تقوم على التواصل مع هزاع المنصوري أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى متابعة خطة العمل والنشاط اليومي لرائد الفضاء من خلال التواصل اليومي صباح كل يوم».

وأضاف: «أن المحطة الأرضية ستكون مسؤولة عن استقبال المعلومات والفيديوهات والصور، إضافة إلى نتائج التجارب العلمية، التي سيجريها رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، على متن محطة الفضاء الدولية».

وتابع: «أن الفريق سيكون مسؤولاً عن الأحداث التي تبث مباشرة من محطة الفضاء الدولية، وذلك بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وسيتوزع الفريق على محطات في مختلف أنحاء العالم».

مضيفاً أن المحطة الرئيسية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي ستعمل على جمع المعلومات وتوزيعها على باقي المحطات». وأوضح أن مركز محمد بن راشد للفضاء وقع اتفاقية تعاون مع جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي، لبناء محطة لاسلكي الأرضي داخل المركز للتواصل مع أول رائد فضاء إماراتي أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية».

بث مباشر

وأكد مركز محمد بن راشد للفضاء أنه سيكون هناك مكان مخصص في مقر المركز لمتابعة عملية الإطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، وكذلك الهبوط إلى الأرض، كما سيقوم المركز بنقل بث مباشر لهزاع المنصوري خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية من خلال عدد من الجلسات الحية، بعضها سيكون صوتاً وصورة وأخرى بالصوت.

وتنقسم المهمة العلمية، التي سيقوم بها هزاع المنصوري إلى 3 محاور: الأول يشمل التجارب العلمية والتي تم تحديدها بالتعاون مع شركاء عالميين منهم وكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الروسية.

ويشمل المحور الثاني تجارب مبادرة «العلوم في الفضاء»، وهي تجارب علمية بسيطة تم اختيارها بناء على منهج المدارس في الدولة، فيما يشمل المحور الثالث، المبادرات التعليمية، بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية.

ومن جانبها أوضحت نورة الرفيع، رئيس فريق المبادرات التعليمية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء: «أن الإعداد للتجارب العلمية، التي ستجرى في الفضاء، بدأ بإطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء مبادرة «العلوم في الفضاء» لطلاب مدارس الدولة، حيث تم اختيار مجموعة من التجارب العلمية التي نفذها طلاب المدارس على الأرض لتنفيذها على متن المحطة الدولية».

وسيتم خلال رحلة الـ8 أيام، على متن محطة الفضاء الدولية، دراسة تصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، باستخدام نظارات VR، من خلال تمارين معدة مسبقاً لقياس مدى إدراك الوقت وسرعته في الفضاء مقارنة بالإدراك على سطح الأرض.

38 % من المتقدمين للبرنامج من النساء

رداً على استفسار «البيان»، بخصوص إمكانية مشاركة الإمارات بأول رائدة فضاء خلال المرحلة المقبلة، أفاد سالم المري مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء.

بأن الأمر مطروح بالفعل وأنه منذ الإعلان عن برنامج إطلاق أول رائد فضاء إماراتي تقدم 4000 متقدم شكل العنصر النسائي 38% ووقع الاختيار على هزاع المنصوري وسلطان النيادي في المرحلة الأولى بعد انطباق كل الشروط عليهما ونجاحهما في كل المراحل، لافتاً إلى أن برنامج الإمارات للفضاء مستدام على المدى البعيد وأنه من المتوقع أن يكون لدينا جيل من رواد الفضاء من الجنسين.

تقاليد

سيزرع رائد الفضاء هزاع المنصوري شجرة في ممر حديقة رواد الفضاء بمركز بايكونور الفضائي، ضمن تقاليد لرواد الفضاء الذين يغادرون للفضاء لأول مرة. ويهدي المنصوري الشجرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والشعب الإماراتي والوطن العربي.

«قصتي» وبذور الغاف ضمن رحلة المنصوري إلى الفضاء

سيقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بإرسال حوالي 10 كيلوجرامات من الأغراض الرمزية التي لها علاقة بتراث وثقافة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، والأدوات التي سيستخدمها هزاع المنصوري على متن محطة الفضاء الدولية.

وتنقسم المحتويات إلى: رموز وطنية مثل علم الإمارات والشعارات، والتي من الممكن عودتها من محطة الفضاء الدولية إلى الأرض عليها ختم المحطة، وسيتم وضعها في المتاحف أو توزيعها كتذكار في الإمارات، وأيضاً منها 30 بذرة لشجرة الغاف ستعود إلى الأرض من الفضاء لتزرع في كل أنحاء الإمارات وذلك احتفاءً بعام التسامح».

وهناك مواد متعلقة بالتجارب العلمية التي سيجريها مثل كرات قابلة للنفخ تمثل كوكبي الأرض والمريخ، وغيرها، بالإضافة لأطعمة إماراتية، ومتعلقات شخصية، مثل صور لعائلة رائد الفضاء، هزاع المنصوري، وبعض الذكريات. وسيصطحب المنصوري صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجمعه مع وفد من رواد فضاء أبولو.

إضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، وكتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي له مكانة لدى المركز، إذ استهلّ سموه هذا الكتاب بقصة الإعلان عن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وكتاب مركز محمد بن راشد للفضاء «السباق نحو الفضاء».

Email