خبراء صينيون وعرب:

الإمارات بوابة الصين إلى العالم العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الخبراء الصينيين والعرب في بكين، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للصين، تأتي في إطار الصداقة التي تجمع البلدين، ومن أجل تعميق العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين في جميع المجالات.

وأشاروا إلى أن دولة الإمارات تعتبر مرتكزاً أساسياً للصين، من خلال موقعها الاقتصادي والجغرافي في طريق الحرير، حيث تعد الإمارات بوابة الصين للدول العربية، والشرق الأوسط عامة، كما أنها تعد شريكاً مهماً للصين في المجالات كافة، لا سيما قطاع الاقتصاد.

تنمية مشتركة

وقال لي يوان تشينغ الخبير في الشؤون الدولية، الملحق التجاري السابق لوزارة الخارجية الصينية في عدد من الدول العربية "إن الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تتركز إلى نقاط عدة، أهمها أنها تأتي في إطار تعميق علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات، وتوسيع علاقة التعاون الاقتصادي بين البلدين".

ولفت إلى أن الزيارة تعتبر تطبيقاً واقعياً للمشاريع التي تم الاتفاق عليها أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للإمارات في العام الماضي، مثل الاستثمارات الثنائية في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن الزيارة ستساعد على تحسين الإمكانات السياحية لكلا الطرفين، لجذب أكبر عدد ممكن من السياح من الجانبين، كما أنها تأتي توثيقاً للتعاون وزيادة التفاهم لمواجهة المشاكل الإقليمية والدولية، سعياً إلى حلها.

وذكر أن تزايد الزيارات بين مسؤولي الدولتين، يرجع بالأساس إلى السعي نحو التنمية المشتركة اقتصادياً وتجارياً لكلا الطرفين، ومواجهة الشؤون الإقليمية والدولية، إذ يجب أن يكون هناك تفاهم ومساندة لمواجهة التحديات على أرض الواقع.

شراكة شاملة

من جانبه، قال تشو شياو لونغ، خبير من القسم العربي في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، قام بزيارة تاريخية إلى الإمارات في يوليو عام 2018، حيث تمت ترقية العلاقات الصينية والإماراتية خلال تلك الزيارة، إلى شراكة استراتيجية شاملة، ما يرسي أساساً أمتن، ويكتب صفحة جديدة لإجراء التعاون الاستراتيجي الثنائي بشكل شامل، ثم قام نائب الرئيس الصيني، وانغ تشي شان، بزيارة إلى الإمارات في شهر أكتوبر عام 2018.

وأشار إلى أنه خلال ثلاثة أشهر فقط، قامت القيادة الصينية بزيارتين إلى الإمارات، الأمر الذي تجاوز توقعات الكثير، لافتاً إلى أن الزيارتين تتفقان مع مستوى العلاقات الثنائية، بما يجسد تصميم الدولتين على ترجمة التوافق الثنائي إلى أرض الواقع.

وأضاف أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، تكتسب أهمية كبيرة، حيث ستضفي حيوية على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً أن الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، سينتج عنها المزيد من النتائج العملية للتعاون الصيني العربي عموماً، والتعاون الصيني الإماراتي تحديداً.

ولفت إلى أن هذه الزيارة ستعمل على تنشيط التعاون الصيني الإماراتي في مختلف المجالات، خاصة المجال الاقتصادي والتجاري، حيث ستقام العديد من الفعاليات المصاحبة اقتصادية وثقافية، سيكون لها دور كبير أيضاً في توطيد التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.

روابط

من ناحيتها، أوضحت الدكتورة يو ماي، الأستاذة بكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، أن هناك روابط تجارية واقتصادية وثقافية تربط الإمارات والصين، عبر طريق الحرير القديم، الذي يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، مشيرة إلى أنه مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر عام 1971، ارتبط البلدان بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية، ترتكز إلى التعاون والتنمية والمصلحة المشتركة.

وقالت إن الإمارات تعتبر مرتكزاً أساسياً للصين، من خلال موقعها الاقتصادي والجغرافي في طريق الحرير، حيث تعد الإمارات بوابة الصين للدول العربية، والشرق الأوسط عامة، مشيراً إلى أنه بعد مرور 35 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، تكتسب أهمية خاصة، كونها ستعمل على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وستساعد على تطورها في جميع المجالات.

إنجازات

من جانبه، أكد حسام المغربي خبير القسم العربي بمؤسسة شبكة الصين الإخبارية، أنه يمكن للمتابع لتاريخ العلاقات الإماراتية الصينية، الوقوف على دلالات زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمغزى الحكيم من اختيار توقيتها، ففي ظل 35 عاماً من العـلاقات التاريخـية بين البلدين، قوامها الاحترام والثقة المتبادلة، وتطوير الشراكة، يتّجه الطرفان لاستكشاف فرص جديدة للتعاون المثمر والبنّاء، وخلق مبادرات خاصة، تستهدف جيل المستقبل، في مسعى للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية القائمة إلى مستوى جديد.

وأضاف أن توقيت الزيارة جاء ليؤكد على هذا التوجّه، ففي نفس هذا الشهر من العام الماضي يوليو 2018، ارتقى البلدان بعلاقتهما من مستوى الشراكة عام 2012، إلى الشراكة الاستراتيجية، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أبوظبي.

وأشار إلى أن الهدف المشترك الذي يجمع البلدين، هو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار والاستقرار محلياً وإقليمياً وعالمياً، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في ظل استعدادات الصين للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس الجمهورية الشعبية، حيث تعتبر فرصة للوقوف على الإنجازات التي تحققت في التعاون الثنائي، والإضافة إليها بما يتماشى مع المرحلة الحالية، خصوصاً في مجالات الخدمات المالية والتكنولوجيا والثقافة، والنهوض بالتعاون الاستثماري والصناعي.

أهمية

أكد ما شياولين، خبير الشؤون الخارجية، الأستاذ في جامعة جيتسنغ للدراسات الدولية، أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحاً أن دولة الإمارات شريكة متميزة للصين، حيث يلعب الطرفان أدواراً رائدة في ترسيخ وتوسيع العلاقات المتميزة بينهما.

Email