خلال زيارته "البيان"..

القنصل الصيني في دبي: نراهن على الإمارات في استقرار وسلام المنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد القنصل الصيني العام في دبي لي شيوى هانغ أن الصين تراهن على دور الإمارات في إشاعة أجواء السلم والاستقرار في المنطقة، معتبراً في لقاء خاص مع صحيفة "البيان"، أن الإمارات "لديها تاريخ وخبرة في إدارة أي نوع من الصراعات والتوترات وضمان الاستقرار والأمان الضروريين من أجل استدامة التطور والتنمية في المجتمع"، كما ثمّن تجربة دبي في مختلف النواحي واصفا إياها بـ "المعجزة الثانية مع المعجزة الصينية"، في وقت كشف فيه أن الصين تسعى إلى تغيير نموذجها الاقتصادي، تجاوباً مع المنافسة الحاصلة بينها والولايات المتحدة الأميركية، عبر الاهتمام أكثر بأسواقها الداخلية وجعلها أكثر نضوجا وانتاجا للابتكارات التكنولوجية.

تعاون وثيق

والتقى الوفد الدبلوماسي الصيني الذي ترأسه القنصل العام هانغ خلال زيارة إلى مقر الصحيفة في دبي، مع رئيس التحرير المسؤول منى بوسمرة، وعدد من مديري التحرير ورؤساء الأقسام في "البيان". وتناول اللقاء، الذي جرى تزامنا مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى بكين، قضايا وأفكار مختلفة في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والتبادل الحضاري، تهم البلدين وتعكس حجم الصداقة النوعية التي تجمع بين الإمارات والصين منذ 35 عاما، بالإضافة الى الروابط الوثيقة بين البلدين ودور الإعلام في تكريسها ونشرها بشكل مؤثر.

وقال القنصل العام، في أول حوار مع صحيفة إماراتية منذ أن باشر أعماله الدبلوماسية في دبي قبل شهرين: " نحن في الصين، حكومة وشعبا، نكن أقصى درجات الاحترام لدولة الإمارات. وذلك لأسباب عدة أهمها: احتضانها لمبادرات هامة مثل (هلا بالصين)، التي باتت ذائعة الصيت لدى الصينيين وينظرون اليها بإعجاب كبير، وأيضا لكونها بوابة لمئات الآلاف من الصينيين وآلاف الشركات الصينية التي تتخذ منها مركزا للتجارة وإعادة التصدير والعيش، ولكون الصينيين والإماراتيين يتشابهون في قيم حضارية وأخلاقية مثل احترام الآخر وتثمين الوقت والطموح والتخطيط للمستقبل والابداع".

من جهتها، اعتبرت منى بو سمرة أن "ما يربط الإمارات والصين قوي جدا ومتجذر وتعكسه العلاقات على أعلى مستوى والزيارات المتبادلة للقادة منذ مطلع الثمانينيات، وآخرها الزيارة الحالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للعاصمة الصينية بكين".

وأضافت أن "الإمارات تحترم الصين حضارة وتقاليد وعادات، وكذلك ما حققته خلال العقود الأربعة الماضية في قصة تحولها الى قوى عظمى". وأكدت أن الإعلام الإماراتي، وصحيفة "البيان"، اهتما بإظهار ذلك كله، عبر نهج مستدام ومواكبة ثرية ومستمرة للمناسبات الكبرى التي جمعت البلدين مثل زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للإمارات في يوليو من العام الماضي، وزيارات القادة الإماراتيين للصين. كذلك في تقريب الثقافة الصينية الى الجمهور الإماراتي والعربي عبر انتاج محتوى بمختلف الأشكال الصحفية الورقية والرقمية.

أوضاع المنطقة

وعلى خلفية التوتر الحاصل بسبب تهديد إيران لممرات الملاحة الدولية في المنطقة وما تسبب به ذلك من احتقان بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية والعربية من جهة اخرى، قال القنصل الصيني العام في دبي إن الصين تراهن على دور الإمارات في إشاعة أجواء السلم والاستقرار في المنطقة، قائلاً" نحن نثق بحكمة وقدرة الإمارات في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، فالقيادة الإماراتية مؤمنة ولديها القدرة على التواصل وايجاد الحلول الدبلوماسية من اجل حفظ الاستقرار "، معتبرا أن الإمارات "لديها تاريخ وخبرة في إدارة أي نوع من الصراعات والتوترات وضمان الاستقرار والأمان الضروريين من أجل استدامة التطور والتنمية في المجتمع".  

تجربة دبي

وثمّن القنصل العام تجربة دبي في مختلف النواحي واصفا إياها بـ" المعجزة الثانية مع المعجزة الصينية". وقال إن السبب في ذلك يعود الى رؤية القيادة وإنه تعرف على تجربتها من خلال اطلاعه على كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وعاينها بنفسه، أو من خلال الالتقاء بمسؤولين صينيين وأفراد أجمعوا على أنها "مدينة الرؤية والطموح وصناعة المستقبل والتقدم التكنولوجي". وأكد أن الصين تجد دبي عاصمة عالمية مؤهلة لاحتضان المنتج الصيني الخاص بالذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة وتكنولوجيا المطارات وغيرها الكثير.

ولفت إلى انبهاره بالشخصية الإماراتية من خلال تجربته في دبي، ووصفها بأنها شخصية تثمن الوقت وتحترمه وتعتبره، مثل الصينيين، ثروة وأداة ضرورية للتقدم، وقال: "الإماراتي يعي في كل لحظة التحديات ويستطيع مواجهتها والتغلب عليها في سعيه لكي يكون الرقم واحد. وكما يقول صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، فإنه يجب علينا أن نتذكر دوما أن المستقبل ليس غدا وإنما الآن".

الاقتصاد

وكشف لي شيوى هانغ خلال اللقاء أن التنافس الاقتصادي الحاصل بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، والذي يؤدي في بعض الاحيان الى توترات، هو في حقيقته فرصة للصينيين، اذ يجعلهم يفكرون بضرورة إنضاج أسواقهم المحلية والتركيز عليها وأيضا تطوير الابداع الصيني في مجالات التكنولوجيا. واعتبر أن الإمارات ودبي تتمتعان بالفرصة الكبيرة لكي تكونا بوابة التطور الجديد كما كانتا على مدى السنوات الماضية بوابة لتصدير المنتج الصيني للعالم وأيضا مقرا رئيسيا للعمليات، لافتا الى أن دبي وحدها مدينة تحتضن 6 آلاف شركة صينية وهو رقم يعادل ضعف الشركات الصينية في القارة الأفريقية بأكملها، إضافة الى 300 ألف صيني يعيشون في الإمارات.
وأكد القنصل العام الصيني في الدولة أن "مبادرة الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين عام 2013 تمس 60% من شعوب العالم وأن الإمارات تتمتع بكافة المقومات لكي تكون مركزا أساسيا لهذه المبادرة.

تعاون مع «البيان»

وجهت «البيان» عبر رئيس تحريرها المسؤول، منى بو سمرة، دعوة إلى القنصل الصيني، للكتابة بشكل دوري في الصحيفة، ورد على ذلك بالإيجاب، معتبراً أنها فرصة مهمة للصين، بأن تعرض عبر «صحيفة رائدة وواسعة الانتشار، أبرز التطورات الحاصلة فيها في مجال الابتكار والتكنولوجيا بشكل خاص»، لافتاً إلى أنه يحرص على قراءة «البيان»، عبر وسيط مترجم بشكل يومي، لإيمانه بأهميتها وتطورها.

وحصل القنصل العام على هدية تذكارية من إدارة «البيان»، عبارة عن العدد التذكاري الأول، ومن جهته، أهدى الصحيفة نسخة من كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما اعتبر أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في دفع عجلة التنمية في البلدين.

كلمات دالة:
  • إيران،
  • منى بوسمرة،
  • الإمارات،
  • الصين،
  • لي شيوى هانغ،
  • دبي
Email