في مسعى لابتكار طرق علاجية متطورة
طبيب إماراتي يستخلص خلايا جذعية من «أسنان لبنية»
في سابقة علمية تشيد بإنجازات أبناء زايد التي تتألق في كل محفل، استطاع الطبيب الإماراتي محمد جمال، الأستاذ المساعد في قسم علاج جذور الأسنان في كلية حمدان بن محمد لطب الأسنان، استخلاص خلايا جذعية من أسنان لبنية كجزء من بحثه العلمي، ويأتي هذا الإنجاز العلمي والطبي ليمهد الطريق ويذلل الصعاب أمام المشاريع البحثية القائمة على استخدام هذه الخلايا في تجارب مستقبلية لدراسة الأمراض الفموية ولابتكار طرق علاجية متطورة تعتمد على مبدأ إعادة بناء الأنسجة.
ريادة
وقال الدكتور محمد جمال لـ «البيان»: إنه ومن خلال دراسته للماجستير في تخصص علاج لب الأسنان، تركز اهتمامه على إيجاد طرق بديلة لعلاج لب الأسنان وذلك باستخدام تقنية الخلايا الجذعية وهندسة بناء الأنسجة.
وفي عام 2010 وبتعاون مشترك بين جامعة الامارات وجامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، استطاع استخلاص أول خلية جذعية سنية في الدولة، وتم استخدامها مع مواد عضوية ذات خاصية محفزة، بهدف إعادة الأنسجة اللبية السنية في المختبر.
تطوير
ولم يقف الدكتور محمد جمال عند هذا الحد، بل واصل السعي الدؤوب لتكثيف مهاراته العلمية والبحثية، ففي عام 2012 التحق بمركز بوسطن للخلايا الجذعية وبناء الأنسجة بهدف الحصول على شهادة الدكتوراه، ولتعلم المزيد عن تقنية الخلايا الجذعية، وقام خلال مرحلة الدراسة بتطوير نوع جديد من الخلايا الجذعية والتي تستطيع إعادة بناء معظم الأنسجة البشرية وليس فقط الأنسجة السنية مثل أنسجة القلب والرئة والكلى والكبد والعظام وحتى خلايا الدم المختلفة، وعمل الدكتور على تقنية «الكريسبر» وهي طريقة مبتكرة لإصلاح الخلل الجيني في الخلايا والذي قد يؤدي إلى الكثير من الأمراض المختلفة، ونتج عن هذه الأبحاث مشروع بحث تخرج مختص بإعادة بناء الأنسجة اللبية المختلفة وذلك باستخدام الخلايا الجذعية المطورة، وحصل البحث على منحة مالية من المؤسسة الأمريكية لأبحاث علاج العصب في 2014، وفي عام 2016 وبعد استكمال البحث حصل على جائزة أفضل بحث من جامعة بوسطن وكذلك من الجمعية الأمريكية لأخصائيي لب وجذور الأسنان، وفي عام 2018، استطاع الدكتور جمال استخلاص خلايا جذعية سنيه في مختبرات الجامعة، كما استطاع الحصول على منحة بحثية من جائزة الشيخ حمدان بن راشد للطب والعلوم الصحية لاستكمال البحث والحصول على خلايا جذعية مطورة ومتخصصة من مجمل الخلايا الجذعية السنية المستخلصة.
والدكتور جمال حريص على العمل على مشاريع بحثية تستطيع خدمة البشرية ووضع الدولة على الخارطة العالمية في هذا التخصص، فالقيادة الرشيدة تدعمنا دوماً للمضي قدماً وتربت على طموحنا وعزمنا لنواصل مسيرنا وتميزنا العلمي».
تطوير
قال الأستاذ المساعد بكلية حمدان بن محمد لطب الأسنان: إن مستقبل تقنية الخلايا الجذعية وهندسة بناء الأنسجة، تخصص في غاية الأهمية، ويمهد الطريق لتطوير طرق علاجية بديلة للعلاجات التقليدية، وطرق ترتكز على بناء الأنسجة الطبيعية لتكون بديلاً عن المواد الصناعية والعلاجات التعويضية، وتم تطوير بعض هذه الطرق البديلة.
قال الطبيب الإماراتي محمد جمال: «أطمح مستقبلاً لإنشاء مركز بحثي متخصص في تقنية الخلايا الجذعية وهندسة بناء الأنسجة في حرم الجامعة، هذا بالإضافة إلى مركز معني بتدريب الكوادر المحلية».
