سلطان بن أحمد: الشفافية أساس القضاء على الشائعات

سلطان بن أحمد متحدثاً خلال المنتدى ــ تصوير: محمد هشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقشت جلسة «الإعلام الإماراتي في ظل الأزمات» أهمية الرسالة الإعلامية في أوقات الأزمات، وخاصة مع تصاعد موجة عدم الاستقرار التي تجتاح العالم وتلقي بظلالها على دول المنطقة، كما تناولت الجلسة دور الإعلام الإماراتي خصوصا، وقدرته على التكيف مع التطورات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة، وإسهامه الرئيس في التعريف بمواقف الدولة الراسخة من مختلف القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من الإعلاميين الإماراتيين نجاح الإعلام الإماراتي في مواجهة التغيرات التي ألمت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، وتمكن مؤسساته من أن تكون على مستوى الحدث والمسؤولية بفضل المهنية والثقة التي اكتسبها من تحري الصدقية في مناقشة القضايا الراهنة بمنتهى الشفافية والحياد، وذلك خلال الجلسة التي أدار النقاش فيها سامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم.

التعامل مع الأزمات

وتطرق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى ضرورة تصنيف الأزمات قبل التعامل معها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو طبيعية أو اجتماعية أو ثقافية حتى تتمكن المؤسسات الإعلامية من التعامل مع مراحلها قبل وأثناء وبعد الأزمة بصورة فعالة، مشيراً إلى ضرورة دراسة الأزمة والاستعداد لها قبل نشوئها كلما أتيح ذلك من خلال قراءة المؤشرات والتحاليل الاستراتيجية والسياسية وربما التعرف على تاريخ الأزمة التي قد تتكرر عبر الزمن.

واستعرض خلال حديثه تعامل مؤسسة الشارقة للإعلام بنجاح مع إعصار «جونو» الذي أصاب منطقة كلباء بالشارقة، عبر تكوين غرفة عمليات متكاملة تضم مختلف الهيئات والمؤسسات ذات الصلة لإطلاع الجمهور على آخر المستجدات والإجابة عن مختلف التساؤلات المتعلقة بالظاهرة الطبيعية.

ولفت القاسمي إلى أهمية عامل السرعة في نقل المعلومات وتوصيل الرسالة الإعلامية أثناء الأزمة، وضرورة التحلي بالدقة والشفافية والصدق والشجاعة في التعامل مع الأحداث حتى لا يُترك المجال مفتوحاً للشائعات والتفسير الخاطئ في حال التأخر في توصيل الرسالة إلى المتلقي في الوقت المناسب.

منظومة متكاملة

وتناولت الجلسة موضوع الثقة بين المُتلقّي ووسائل الإعلام المحلية، وهل يلجأ البعض لاستقاء المعلومات والأخبار من وسائل إعلام خارجية، حيث أشار المشاركون إلى وجود ثقة كبيرة من قِبَل المُتلقي بوسائل الإعلام المحلية، وأن هناك حاجة لرفع السقف في التعامل الإعلامي مع بعض الملفات حتى يتمكن الإعلام من مواجهة خطاب العنف والكراهية المتصاعد ضد الدولة، مع ضرورة العمل من خلال منظومة إعلامية متكاملة تخدم الأجندة الوطنية والمواقف الثابتة لدولة الإمارات.

وأشار الحضور إلى أن انتقاد بعض السلبيات لا يضر بصورة الدولة أو بمؤسساتها، بل على العكس قد يكون في مصلحة المجتمع، حيث قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المثل عندما عبّر سموه عبر حسابه على «تويتر» عن عدم رضاه عن الخدمات التي تقدم للمواطن من قبل إحدى المؤسسات، وهو ما يصب بشكل مباشر في مصلحة تطوير الخدمات وبذل المؤسسات قصارى جهدها لتقديم أفضل ما لديها لأفراد المجتمع.

استراتيجية

وشدد المشاركون في النقاش على أهمية وجود استراتيجية متكاملة يستطيع من خلالها الإعلام الوطني التصدي لما تواجهه الدولة من تحديات، ولا سيما خطاب الكراهية غير المسبوق من منابر معادية مُسلّطة بشكل مباشر للنيل من مقدرات شعب الإمارات، وضرورة تحلي الإعلام الوطني بالثقة الكافية عند مناقشة القضايا المختلفة، حتى يواكب الإنجازات التي حققتها الدولة في مختلف المجالات، وعدم التردد في توجيه النقد البنّاء للمؤسسات الحكومية من منطلق حس وطني يهدف إلى معالجة السلبيات والوصول إلى أفضل الخدمات.

تعدد الأصوات

وحول تناول الإعلام المحلي الناطق باللغة الإنجليزية للقضايا المختلفة، ومدى الاختلاف بينه وبين ما يقدم من محتوى عربي، أشار المشاركون إلى أن هناك تنوّعاً كبيراً في الخلفيات الثقافية والفكرية للمتلقي الذي يقرأ الصحف بالإنجليزية كونها اللغة الأولى التي تتحدث بها جاليات أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات، وأن اختلاف الاهتمامات بين القارئ العربي الذي يهتم بمتابعة الشؤون السياسية، وبين نظيره الأجنبي الذي يهتم بالأخبار المتعلقة بالأوضاع المعيشية التي تؤثر بشكل مباشر في حياته اليومية، وهو ما يفرض على الصحف الصادرة بالإنجليزية الانحياز للموضوعات التي تهم القارئ.

وتطرق النقاش إلى ضرورة إيجاد آلية للتعرف على آراء المتلقي والمتابع للمحتوى المحلي، ونسبة رضاه عما يُقدم من مواد إعلامية، وهو ما سيساهم بشكل مباشر في تحسين ما يقدم لهم من خدمات إعلامية، ويزيد من تمسك المتلقين بمتابعة وسائلهم الإعلامية المفضلة. ولفت المشاركون إلى ضرورة العمل على تعدد الأصوات وتنويع المحتوى الذي تتناوله الصحف المحلية، التي تتشابه من وجهة نظره في ما تقدمه من محتوى، مع الدعوة لدخول المؤسسات الإعلامية الخاصة في منافسة مهنية مع نظيراتها الحكومية، بما يصب في مصلحة المنظومة الإعلامية الإماراتية.

وألقت الجلسة الضوء على ضرورة الاهتمام بعامل السرعة في نقل الرسائل والمعلومات وتوصيلها للجمهور، وهو ما يغلق الباب أمام انتشار الشائعات التي تعيش وتنمو في وقت تشح فيه المعلومات أو تتأخر على الجمهور، ما يدفعه إلى استقاء أخباره ومعلومات من وسائل إعلام خارجية قد تخدم أجندات خاصة ولها توجهها المُعادي للدولة.

Email