إقبال كبير على الفعاليات التراثية بمهرجان الظفرة البحري

يشهد «السوق الشعبي» في مهرجان الظفرة البحري إقبالاً كبيراً من السياح من مختلف الجنسيات للتنقل بين الدكاكين التراثية العامرة بألوان المشغولات اليدوية والصناعات التقليدية، والمعروضات المتنوعة من الملابس التراثية والمأكولات الشعبية ومنتجات القهوة العربية، فيما استقطبت ساحات المهرجان 100 كرفان للتخييم، حيث يتوقع أن يستقبل المزيد خلال الأيام المقبلة.

ويفتح «السوق الشعبي» أبوابه أمام الزوار طوال فترة المهرجان، حيث يستقبل آلاف الزوار يومياً، ويحفل بالعديد من الأنشطة التراثية التي تعكس الموروث الشعبي الإماراتي بشكل خاص، والعالمي عموماً.

ومن أبرز الفعاليات التي تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، «المطاعم الشعبية»، الممتدة على طول السوق وتديرها الأسرة المنتجة الحاضرة دائماً بتميزها، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتذوق أشهى الأطباق الإماراتية والعربية والغربية، والتعرف على ثقافات الشعوب من خلال مأكولاتهم الشعبية.

وتقول فاطمة الماس التي تقدم لزبائنها «لقيمات وخبز رقاق وهريس وباجلة ونخي»، إنها تعلمت من جدتها ووالدتها المائدة التراثية الإماراتية التي كانت في الماضي بسيطة جداً، لكنها تشكل زاداً ثقافياً يربط الأجيال الجديدة بماضيها العريق، مؤكدة الحرص على تعليم أبنائنا كيفية إعدادها، بهدف الحفاظ على الأكلات الشعبية الموروثة عن الآباء والأجداد.

من جانبهما قالت موزة جاسم وموزة بدر عبد الله، إنهما تشاركان في مهرجان الظفرة البحري منذ تأسيسه، وتعدان للزوار من مختلف الجنسيات في مطعمهما الشعبي، خبز الرقاق مع الجبن والبيض والعسل والمهياوة، إضافة إلى العديد من الأطباق الشهية، إذ إن الأكلات الشعبية الإماراتية تلفت أنظار الجميع، داعيتين إلى التمسك بالعادات والتقاليد، والحفاظ على الأكلات الموروثة.

كما اتفقت غالية علي عيسى، وسكينة أحمد جابر على أن الأطباق الشعبية هي رمز الكرم الإماراتي الأصيل، ولا سيما عند استقبال الضيف وإعداد الولائم الخاصة بالمناسبات والأعراس.

وإضافة إلى المطاعم الشعبية يمكن للزوار الاستمتاع بالأكلات المغربية في مطعم السيدة «سهيلة المواردي»، من مخبوزات وفطائر وكعك وحلوى، فيما تقدم السيدتان من الفلبين «سوزانا» و«هني» الكيك والعصائر المتنوعة لزوار المهرجان الكرام.

وقال عبد الله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، إن قيادتنا الرشيدة رسخت رؤيتها الاستراتيجية هذا العام، لتأصيل قيمة التسامح بين الجنسيات المختلفة التي تعيش على أرض الإمارات الحبيبة، ومن هنا منح «مهرجان الظفرة البحري» جميع الجاليات فرصة المشاركة في التعريف بالموروث الشعبي لبلدانهم، ليجمع «السوق الشعبي» عراقة الماضي وإبداع الحاضر، وبشكل خاص «المطاعم الشعبية» التي تهدف إلى المحافظة على الموروث التراثي ونقله إلى الأجيال المتعاقبة.

كما أكد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن اللجنة المنظمة للمهرجان بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص قامت بتأمين المكان وتزويده بكل الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء وصرف صحي، حيث بإمكان كل من يرغب في التخييم القدوم إلى الموقع بسيارة التخييم الخاصة به وحجز موقعه المناسب بالمجان.

وأشار المزروعي إلى أن الموقع استقبل خلال الأيام الماضية أكثر من 100 كرفان للتخييم في موقع المهرجان، ومن المتوقع أن يستقبل المزيد خلال الأيام المقبلة، ولا سيما في نهاية الأسبوع، حيث يشهد الموقع توافد العشرات من الكرفانات بشكل يومي.