مع الناس

حدائق الأحياء السكنية بالفجيرة متنفّس بطعم التواصل والترفيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثّل حدائق الأحياء السكنية ذات المسطحات الخضراء في الفجيرة متنفساً لقاطنيها، وملتقى ترفيهياً لأبناء وأهالي الحي، إذ تلبّي احتياجات أبناء الإمارة داعمة بذلك مسيرة التنمية الشاملة، وتمثل هذه الحدائق قبلة محببة تجمع السكان وتوطد العلاقات، وموئلاً لتعزيز التلاحم بين الجيران بعضهم بعضاً، كما أن قربها من الأحياء السكنية يمثل ملاذاً سهلاً وآمناً للاستمتاع خارج أسوار المنزل للقاء الأصدقاء والجيران وتبادل الأحاديث الشيقة وترك العنان للأبناء لممارسة هواياتهم في اللعب والجري، لتصبح مساحة للترفيه من جهة ومناسبة لالتقاء الجيران يتبادولون أطراف الحديث فيما بينهم.

وجهة مفضلة

وأشار عدد من أهالي الفجيرة إلى أن وجود حديقة تتوسط الحي السكني المزودة بعناصر الترفيه والتسلية تمنح السكان فرصة لقضاء وقت ممتع خارج المنزل بين أهالي الحي في أماكن مفتوحة للابتعاد عن الروتين اليومي، الأمر الذي يبعث شعوراً بالاسترخاء ويمنح الأطفال حرية اللعب والركض على مسطحات الحديقة الخضراء، مشيرين إلى أن الحدائق فرصة للاستجمام العائلي خاصة في فصل الشتاء وأثناء الأجواء المعتدلة، التي تلقى تهافتاً كبيراً من قبل السكان الذين يفضلونها على الأماكن المغلقة.

تواصل بين الجيران

من جهته أشار المواطن خالد الحفيتي إلى أن حدائق الحي في المناطق الحديثة تمنح للمنطقة فسحة خضراء وترفيهية خارج أسوار المنزل وتكون مكاناً يلتقي فيه أهالي الحي وبالأخص النساء وأطفالهم، خاصة أن الحدائق زُودت بألعاب وملاعب وممشى للرياضة ليتمكنّوا من مزاولة الرياضة بأريحية فيها، فحديقة الحي ستكون ملتقى قريباً لسكان الحي شاغلاً لأوقات فراغ أبنائهم في الإجازات والعطل الأسبوعية من دون عناء الانتقال إلى الحدائق العامة البعيدة عن منازلهم.

 

وقال المواطن طاهر راشد علي: إن الكثير من الدراسات في المواقع الإلكترونية وضحت أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من الحدائق وأماكن التسلية والترفيه أقل عرضة للسمنة أو زيادة في الوزن، حيث يمكنهم الذهاب إليها مشياً بشكل يومي، الأمر الذي يمنحهم فرصة التحرك والجري واللعب بدل الجلوس لساعات أمام شاشات التلفاز أو اللعب بالأجهزة الإلكترونية، مستدلاً بدول مثل ألمانيا والنمسا، التي تتوزع فيها حدائق الأحياء في مختلف مناطقها للتركيز على عامل الصحة والترفيه معاً.

عامل جاذب

وأوضح طاهر أنه بالرغم من وجود مساكن تحتوي على ساحة كبيرة للعب إلا أن متعة حديقة الحي أمر آخر، حيث تستقطب أبناء الجيران فتكون ساحة مليئة بالأطفال الذين يلهون معاً ويتحمسون جداً، وهو عامل جاذب للأطفال الذين يتشجعون يومياً بالذهاب إلى الحديقة لأنها تكون أكثر تسلية ومرحاً من المنزل، بل وجودها بالقرب من السكن يجعلها وجهة يومية آمنة وفرصة للقاء الأصدقاء واللعب على أرضها الخضراء، بل تساهم الحديقة أبناء الحي إلى ابتكار ألعاب جديدة سواء بدنية أم ذهنية لكسر روتين اللعب وإضفاء عامل المتعة عليها.

فرصة للتسلية

بدوره قال المواطن محمد راشد الزحمي: إن الحديقة القريبة من المنازل توفر التسلية والترفيه لقاطنيها دون عناء الذهاب إلى الحدائق البعيدة، سينعم سكانها بالمسطحات الخضراء والزهور المتنوعة والأشجار وأماكن النزهة والترويح وألعاب الأطفال، بالإضافة إلى أنها ستمنحهم مماشيَ خاصة تشجعهم على رياضة المشي والجري بأريحية، فتستطيع من خلالها العائلة قضاء وقت ممتع دون عناء التجهيز أو الاستعداد فهي قريبة جداً من المساكن فيسهل الوصول إليها دون أن تستدعي التخطيط المسبق بإعداد عدة الرحلة، فهي مكان يمثل فسحة يومية رائعة للأبناء خاصة وقت الاستراحة أثناء استذكار الدروس للترويح عن أنفسهم بقضاء ساعة من الزمن باللعب مع أبناء الحي في مكان آمن وقريب.

مجلس مفتوح

ويرى الزحمي أن حديقة الشعبية أو الحي تكون بمثابة جزء مهم من المنازل المحيطة بها فيشعرون بأنها مجلس كبير في الهواء الطلق للأهالي يجتمعون فيه لقضاء أوقات سعيدة مع أبنائهم الذين يكونون تحت ناظرهم أثناء لعبهم، بل تساهم الحديقة في تجميع وتعريف الجيران ببعضهم البعض فيصبحوا أكثر معرفة وقرباً، خاصة في ظل الحياة وانشغالاتها واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فتعمل على التلاحم وتخلق بين الجيران صفة التعاون والمحبة.

مرافق حديثة

من جانبه قال محمد السعدي إن التطور الذي تشهده الأحياء السكنية الحديثة في الإمارات بشكل عام وإمارة الفجيرة بشكل خاص بوجود مرافق وخدمات متعددة وحدائق يدعم عملية التنمية، ويجسد رؤية الحكومة الرشيدة بتجهيز الأحياء الجديدة بالخدمات والمرافق الضرورية كافة من «مدارس ومساجد وعيادات صحية وحدائق الأحياء»، لتلبي احتياجات المواطنين من مختلف النواحي، لتكون مدينة عصرية متكاملة تخدم الساكنين. ويتمنى السعدي أن تطال هذه الخطط العمرانية الحديثة كافة المدن والأحياء الجديدة لكي تحقق الاستقرار الأسري والأمن الاجتماعي للمواطنين، موضحاً أن كافة المرافق باتت مهمة جداً تدعم مسيرة التطور والنهضة في البلاد، وأن وجود حديقة تتوسط الحي بات أمراً ضرورياً حيث إنها تعمل على تقريب المسافات وتخلق جواً مليئاً بالتلاحم بين أهالي الحي الواحد، فيجدون فيها راحتهم وفرصتهم لممارسة رياضة المشي.

 

متنفس عائلي

ويجد هلال الكعبي أن وجود حديقة في الأحياء السكنية الحديثة يلبي احتياجات قاطنيها من فسحة وترفيه ويجعلها متنفساً عائلياً في جميع الأوقات لقربها من المساكن، بل تدفع الناس إلى التقارب أكثر، يتشاركون معاً أفراحهم ومرح أبنائهم، وتوفر تلك الحدائق، التي تتوسط الحي السكني، على عناصر الترويح عن النفس والترفيه مع فرصة مشجعة لممارسة الأنشطة الرياضية للقاطنين في الحي للمحافظة على صحتهم، دون عناء الذهاب إلى الأندية أو المراكز التجارية المغلقة، وأوضح الكعبي أن الناس دوماً تفضل الأماكن المفتوحة في الهواء الطلق الذي يشعرون فيها بالراحة، وأن وجود مرفق كالحديقة سيمنح هذا الشعور المريح للسكان فالأمر لا يحتاج إلى تخطيط مسبق أو للخروج، وهذا الأمر الذي يمنح القاطنين مشاعر ارتياح بشعورهم بأن المكان قريب جداً منهم، يستطيعون أن يذهبوا إليه مشياً على الأقدام متى شاءوا. وأضاف: تضم حدائق الأحياء في الإمارات مناطق ألعاب وأماكن شواء ومسطحات خضراء، ومظلات، وتتميز هذه الحدائق السكنية دوماً بالنظافة، ووجودها بالقرب من المناطق السكنية، ما يحفز الأهالي لقضاء الأوقات مع أطفالهم طوال اليوم، لذلك يأمل الكعبي أن تشهد المناطق السكنية بالفجيرة الجديدة حدائق توفر لكل أفراد الأسرة جواً من الترفيه والتسلية يستمتعون بمرافقها المتنوعة، لتكون وجهة السكان في الإجازات والعطل لكي تعمل كوسيلة لزيادة التواصل بين أفراد الحي الواحد.

 

استرخاء

يمتد كورنيش الفجيرة على امتداد الساحل ويوفر للمقيمين والزائرين مكاناً للاسترخاء، الالتقاء بالأصدقاء، ممارسة الرياضة والراحة التامة، وعادة ما يزخر بالأنشطة خلال فصل الشتاء.

 

1.5

أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مؤخراً مع بلدية الفجيرة وبلدية دبا الفجيرة ومركز الفجيرة للمغامرات، مشروع إنشاء حدائق الفجيرة للشعاب المرجانية المستزرعة والتي ستعد واحدة من أكبر الحدائق من هذا النوع على مستوى الدولة.

ويستهدف المشروع زراعة 1.5 مليون مستعمرة مرجانية، ويستغرق تنفيذه مدة خمس سنوات، ويقام على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع.

 

استجمام

تقع حديقة عين مضب في منطقة مضب على بعد مسافة قصيرة من قلعة الفجيرة التاريخية من الجهة الشمالية لمدينة الفجيرة، وتجاور الحديقة قرية التراث وسط منطقة جميلة ذات مناخ جاف ومنخفض الحرارة نسبياً، وتحيط بها الجبال الشاهقة والمناظر الطبيعية الخلابة، وتعتبر حديقة عين مضب من أبرز الأماكن الجاذبة للسياح من مختلف أنحاء الدولة.

 

بلدية الفجيرة: حديقة جديدة على مدخل منطقة القرية

كشف المهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة، أن بلدية الفجيرة عكفت على وضع خطة شمولية لتطوير الإمارة من جميع النواحي، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حيث تم تحديد موقع جديد لإنشاء حديقة الحي السكني على مدخل منطقة القرية بالفجيرة تلبي احتياجات سكان المنطقة وما يجاورها، حيث ستحمل معايير عالية في البناء وستجهز بالمرافق والألعاب الترفيهية والمسطحات الخضراء ودورات المياه ومطعم لتكون متنفساً عائلياً يمنح الراحة والتسلية لمرتاديها.

ولفت الأفخم إلى التحديات الصعبة التي واجهت بلدية الفجيرة، وهي التضاريس الجبلية الوعرة في تخطيط وتوزيع الأراضي، لتكون الأولوية في تخطيط المدن الحديثة بإيجاد مساحات لمساكن المواطنين لتلبية حاجة السكن الحديث ثم تأتي تباعاً المرافق وفق أهميتها، مؤكداً وجود خطة مستقبلية للتوسع في إنشاء الحدائق، بما يلبّي احتياجات أبناء الإمارة ويدعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها، ويلبي احتياجات المجتمع، ويوفر كل الخدمات لهم، حيث تعد الحدائق والمسطحات الخضراء حلولاً ضمن الجهود المبذولة لحماية البيئة والتخفيف من الملوثات.

وأشار الأفخم إلى أن مدينة محمد بن زايد العصرية بالإمارة رسمت ملامح المدينة الحضارية بكل أوجهها وفق أحدث معايير البنية التحتية والمرافق والخدمات الشاملة التي تضم حديقة صممت بمواصفات عالمية تلبي حاجة قاطنيها وتمنحهم الترفيه والاسترخاء والترويح عن النفس وممارسة مختلف أنواع الرياضات.

صفحة تناقش اهتمامات القراء وتتفاعل معهم

Email