أسسها علي محمد مع متطوعين لخدمة المجتمع

«بصمة أمل».. موئل نازحي العراق إلى برّ التمكين

بصمة أمل عكفت على رعاية من لا مأوى لهم وتأهيلهم | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف لمهد حضارات ما بين النهرين أن يستعيد مجده من جديد؟ كيف لمجتمع العراق الغني بتنوعه وتراثه وثقافته وتاريخه أن يواصل مساهمته في مسيرة التقدم الإنساني؟ وكيف للأجيال العراقية الجديدة والصاعدة أن تعزف لحن السعادة والأمل والإيجابية والفرح بعد سنوات من انعدام الاستقرار؟

هي أسئلة طرحها علي عبد الرحمن محمد على نفسه مراراً، لا ليبرر لذاته اتخاذ قرار الهجرة والخلاص الفردي بالخروج إلى جهات العالم الأربع، بل لاستكشاف أفضل السبل التي يمكنه من خلالها أن يوظّف وقته وجهده وخبراته ومهاراته وعلاقاته الإنسانية لمساعدة إخوته من مختلف الانتماءات والطوائف في وطنه العراق.

قرار

وبعد تأمل وتفكير، قرر الشاب علي محمد من بغداد في 15 يناير 2015 تأسيس مجموعة تطوعية تحمل اسم «بصمة أمل»، هدفها الرئيسي في ذلك الحين استقبال وخدمة المواطنين النازحين من مختلف المحافظات طلباً للأمان بعيداً عن مناطق النزاع المسلح.

وواصلت المجموعة تقديم الدعم المادي واللوجستي لسكان المخيمات المؤقتة الخاصة بالنازحين حتى عام 2016، حيث قرر أفرادها توسيع دائرة أنشطتهم والارتقاء بمهامهم لتشمل خدمة المجتمع وتمكين مختلف فئاته لتصبح منظمة غير حكومية تحت اسم «منظمة بصمة أمل للشباب والتنمية البشرية».

وأصبحت المنظمة تعكف على رعاية من لا مأوى لهم؛ وخاصة كبار السن، وتأهيلهم بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية المعنية بهذا الشأن، لما فيه حفظ الكرامة الإنسانية لهؤلاء والمساهمة في إعادة دمجهم بشكل إيجابي في مجتمعهم.

مبادرات

كما بدأت «بصمة أمل» إطلاق مبادرات اجتماعية وإنسانية وتوعوية تستهدف الشباب بشكل أساسي، لتعزيز قيم التسامح والتعايش والتعاطف بين مختلف أطياف المجتمع بانتماءاته العرقية والعقائدية والثقافية المتنوعة. وبادرت الشابات والشباب المتطوعون في المنظمة للمساعدة في ترميم دور العبادة ترسيخاً لقيم التنوع والتلاقي في المجتمع.

ولأن التعليم والمعرفة والفكر والتحصيل العلمي هي خطوط الدفاع الأولى أمام موجات الجهل والإفقار والاستتباع والاستقطاب والانغلاق والتفرقة، شارك المتطوعون والمتطوعات في جهود تأهيل 516 مدرسة عراقية حتى تاريخه، لتوفير بيئة تعليمية حيوية للطلاب، تضج بالألوان والفرح والأمل، وتشجع التلاميذ على الإقبال على المدرسة والتحصيل العلمي، وتحارب التسرب من المدارس الذي يهدد مستقبل الوطن اقتصادياً واجتماعياً ويطيح بفرص الآلاف من الأطفال واليافعين والشباب الذين يستحقون الحصول على التعليم كحق إنساني أساسي وكمكون عضوي لتحقيق التنمية.

استمرارية

ويأمل علي محمد أن تستمر أعداد المتطوعين والمتطوعات في «بصمة أمل» بالنمو بعد أن أصبحوا 338 متطوعاً ومتطوعة من مختلف مناطق العراق، من أجل أن يواصل مشروعهم المشترك الذي استثمروا فيه كافة إمكاناتهم لإرساء مقومات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي وضعتها الأمم المتحدة للعالم، على مستوى وطنهم العراق، من خلال توفير التعليم الجيد، والفرص الجديدة، والدعم الاجتماعي لمختلف الفئات من الطلبة والنازحين والأيتام.

Email