رشيد الخيون: غياب خطاب التسامح في الإعلام العربي غذّى التطرف

رشيد الخيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الباحث والمفكر الدكتور رشيد الخيون: إن الإعلام العربي أدرك متأخراً أهمية خطاب التسامح لنهضة الشعوب والدول، فعانت بعضها من التطرف والعنف والانقسام، وحين وجدت الدول أنها أغفلت هذا الأمر الأساسي حاولت تدارك الموقف، فأوكلت المهمة لرجال الدين الذين يحظون بشعبية في أوساط المجتمعات العربية وأطلقت نداءاتهم عبر منصاتها فأصبح كل منهم يحاول أن ينشر رسالة التسامح وفق مفهومه ومنهجه فتجده يعارض أحدهم ويؤيد الآخر، ومن ثم تحول الفضاء الإعلامي إلى منصة يستخدمها رجال الدين لإثبات صحة أفكارهم وتأكيد أخطاء الآخرين ورويداً رويداً يتحول النقاش إلى صراع ويذهب بعيداً عن نشر قيم التسامح.

مسؤولية مشتركة

وأوضح أن الدول التي تترك مسؤولية نشر قيم التسامح على رجل الدين فقط تقع في خطأ كبير، لأن قيم التسامح لا يمكن تلقينها ونقلها عبر رسالة واحدة أو عدة رسائل، بل يجب على الحكومات أن تدرك أن غرس قيم التسامح والتعايش تبدأ من الأسرة لذلك لا بد من تقديم برامج للأسر وأبنائها لتحقيق ذلك، ومن ثم تعزيز دور المدرسة والمؤسسات التعليمية في بث قيم التسامح وتعزيز قيمه في نفوس الطلبة وعقولهم.

وأشار الخيون إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية في الدول العربية تواجهها ضغوطات تسعى إلى توجيه عملها وفكرها بما يخدم الحزب أو طبيعة العمل المؤسساتي الذي يعملون به، لافتاً إلى أن تناول بعض القضايا التي تسهم في نشر ثقافة التسامح عبر بوابات الإعلام تحول لاحقاً إلى منصة لنشر الكراهية وخطابها في المجتمعات.

وأشار إلى أن الحديث عن التسامح هو حديث عن بقاء الدول وحفاظ على استقرارها، لأن غياب التسامح أدى إلى انهيار الحضارات الإنسانية، وانتشار العنف.

Email