أكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، أن الإمارات تسعى إلى تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى الذكاء الاصطناعي. وظهر معاليه، أمس، في برنامج «كوننيكت ذي ورلد»، الذي تبثه شبكة «سي إن إن» الأميركية، وتقدمه المذيعة الشهيرة بيكي أندرسون.
وقال معاليه: «نعيش الآن في عالم متصل بعضه ببعض على نحو غير مسبوق، إذ شهدت كل وسائل النقل بين دول العالم تطوراً هائلاً. ومجاراة من جانبنا في الإمارات لهذا التطور، أدركنا أننا يجب أن نفكر بطريقة عالمية، وحتى إن كانت قراراتنا وأفعالنا تركز على الداخل، فإن تفكيرنا يتجه صوب التحديات، وكذلك الفرص العالمية، كي نجد لأنفسنا مكاناً في العالم».
وتوجّهت أندرسون إلى معاليه بسؤال عن رهان الإمارات بقوة على الذكاء الاصطناعي وتصريحات وزير الاقتصاد الإماراتي التي توقع فيها أن يضيف الذكاء الاصطناعي 6 تريليونات دولار إلى اقتصاد الإمارات بحلول عام 2030، وطلبت أندرسون من معاليه مثالاً يوضح الفارق الحقيقي الذي تصنعه الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال معاليه: «توقعت شركة «برايس ووتر اند كوبر» البريطانية العالمية للاستشارات أخيراً أن تحقق الإمارات ما يتجاوز 60 مليار دولار.
في صورة وفورات فقط ناتجة عن زيادة الكفاءة في خدماتها الحكومية، إذا ما وظفت الذكاء الاصطناعي في بعض قطاعاتها الحكومية الأساسية. لذا، فإن الأرقام المتوقع أن تحققها الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي واعدة وكبيرة. وبشكل عام، كلما كانت الدول كبيرة، كان اقتصادها كبيراً، وكذلك أرقامها».
وأضاف معاليه مؤكداً أن «الإمارات تقدّم حلول الذكاء الاصطناعي التي تلمس حياة المواطنين. نلتزم باستغلال هذه التقنية في الأشياء الملائمة أخلاقياً، وفي الوقت نفسه، الأشياء التي تغير إدراك الناس وتصوراتهم. فعلى سبيل المثال، رأينا أن الدرن يعد مرضاً خطراً وأحد أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم، إذ يصاب به 10 ملايين شخص جديد سنوياً.
كما يُزهق هذا المرض أرواح مليوني شخص سنوياً في العالم. ولأننا دولة نستقبل زواراً ينتمون إلى أكثر من 200 دولة حول العالم، ولدينا مطار هو الأكثر استقبالاً للزوار الدوليين في العالم، وفقاً للإحصائيات الرسمية، لذا سألنا أنفسنا: كيف يمكننا توظيف الذكاء الاصطناعي في تشخيص الدرن؟
ونجحنا بالفعل في تطوير ونشر منظومة تشخص الدرن بكفاءة أعلى من أي طبيب بشري في العالم، وبنسبة دقة مذهلة تراوح بين 85% و95%. وتتيح لنا هذه المنظومة تحسين حلول المستخدمة في تشخيص الدرن، كما نعمل مع دول أخرى ونوفر هذه الحلول لأي دول بحاجة إليها».
وسألت أندرسون معاليه عن أخطار يمكن أن تنجم عن اتجاه الإمارات إلى الذكاء الاصطناعي على نحو متزايد، فأجاب أن «الدولة تعمد إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي على نحو مستدام وليس مفرطاً، وتحرص على عدم استخدامه في تطوير أي تقنية من شأنها التأثير في حياة الناس سلباً، كأن تنتهك خصوصيتهم على سبيل المثال.
إننا نوظف الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض الخطرة، وتطوير البنى التحتية، وفي التنقيب عن المعادن والنفط».