في رابع حلقات «50 عاماً للوطن»

زكي نسيبة: محمد بن راشد شاعر ملهم وقائد صاحب رؤية استثنائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شاعر ملهم وقائد صاحب رؤية استثنائية.

وتحدث الوزير زكي نسيبة لبرنامج 50 عاماً للوطن» في حلقته الـ4 في حوار مع الإعلامية التونسية نوفر رمول على شاشة تلفزيون دبي وقناة سما دبي، عن عمله الحالي كوزير دولة قائلاً:

«بالنسبة لي كان هذا الأمر، أكبر تشريف من الممكن أن يصادفني في حياتي المهنية، وأعتبر نفسي من المحظوظين لأنني استطعت أن أشاهد وأرافق الشيخ زايد، رحمه الله، في بدايات بناء الدولة».

وأضاف: «كنت أعتقد أنني أصل إلى نهاية المسيرة المهنية ثم فوجئت في واقع الأمر عندما شرفني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتكليف رئيس الدولة وأصحاب السمو الشيوخ بهذا المنصب الذي أعتبر أنه أتاح الفرصة لي لكي أشهد هذه المرحلة الثالثة التي أسميها «نمو الوطن».

وأشار الوزير زكي نسيبة إلى لقاءاته الأولى مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال مجلس الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وأثناء عمله في وزارة الإعلام حينها قائلاً:

«كنا نتابع في هذه الوزارة الاتحادية عن كثب، ما يقوم به كوزير للدفاع وهو أول وزير للدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ تلك البدايات كنا نراقب وبإعجاب كبير مقدرة هذا الشخص الاستثنائي في الحسم واتخاذ القرارات الصعبة»، وقد استمرت هذه اللقاءات من خلال الزيارات إلى الخارج.

حيث كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مرافقاً للشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، متقناً اللغة الإنجليزية بعد أن ذهب إلى بريطانيا وتعلم الإنجليزية هناك.

فبالتالي لم أترجم له إلا مرات قليلة، ولكنني كنت ألاحظ مع الشيخ زايد، رحمه الله، أنه كان يستمع إلى كل كلمة يقولها الشيخ زايد بن سلطان، ومن ثم يستمع وبكل دقة لترجمة هذه الكلمات ويريد أن يعرف كيف تكون الترجمة لمقولات الراحل الكبير.

مهارة

وأضاف: «أذكر أنني في اللقاءات التي كنت أحضرها معه، وعندما يأتي المسؤولون الأجانب كان يتكلم بطلاقة ومهارة، حيث يمتلك كياسة ودبلوماسية واضحة، بالإضافة إلى إطلاعه وإلمامه بالملفات التي تعرض أمامه، وقد لاحظت عندما قمت بالترجمة في بعض المرات أنه يتماهى مع الشيخ زايد بن سلطان في طريقة حواره، من ناحية جزالة الألفاظ والمعاني وسعة الأفق وتطلعاته بالنسبة للقضايا ومصالح الدولة والمصالح القومية والعالمية أيضاً».

وحول التقاطعات الإنسانية التي تجمع بين الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال الوزير زكي نسيبة: «هناك تقاطعات كثيرة بينهما، أولها القائد الميداني الذي يعمل في الصفوف الأولى ومن ثم الاهتمام بالإنسان والوصول به إلى معدلات السعادة والرضا والتفوق في كل المجالات.

والتي أرى أنها كانت من مقومات حركات التنوير في الغرب في القرن الـ17 والتي سببت هذه النهضة الشاملة أو ما يعرف في العالم الغربي بالأنسنة التي اهتمت بالفرد والإنسان وبمكانته في المجتمع والاهتمام باحتياجاته والعمل على صون كرامته».

وأضاف: «أريد هنا أن أضيف موهبة الشعر، فالاثنان يعشقان الشعر ويجيدانه حفظاً وكتابة، وهناك أشعار متبادلة بينهما، وقد أصدر صاحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كتاباً بمناسبة افتتاح مقر زايد المؤسس في العاصمة أبوظبي، تضمن 87 قصيدة تبادلها مع الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله أثناء هذه السنوات».

نظرة كونية

وحول نظرة الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، الكونية وتأثيرها على نظرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في ترسيخ مفهوم التسامح قال: «نحتفل بعام التسامح في وقت مضطرب إقليمياً وعالمياً، ونحن نواجه أزمات أخلاقية عميقة على مستوى الإقليم العربي وفي العالم بسبب انتشار التطرف وعملية الردم العبثي لكل الأخلاقيات في هذه المجتمعات التي بدأ نسيجها بالتناثر أمامنا.

حيث لا نستطيع مواجهة هذا الأمر إلا بروحية التسامح كما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لأننا إذا أردنا أن نحارب هذا الإرث الثقافي المزيف الذي يسبب هذا الدمار الشامل في فضائنا الإسلامي، علينا أن نحاربه عن طريق التسامح».

حقيقة

وفيما يتعلق برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المستقبلية واستشرافه لآفاق المستقبل، أشار نسيبة إلى النظرة البعيدة لسموه قائلاً:

«عندما يتكلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن مئوية الإمارات، فهذه النظرة البعيدة أراها تتحقق أمامي لأنني أرى كيف يستطيع المستحيل أن يصبح في دولة الإمارات واقعاً وحقيقة.

لأن هناك من يعد الخطط وفق عمل ممنهج مع وجود فرق عمل مهنية من مختلف القطاعات الخاصة التي تتعاون مع فرق العمل الحكومية لكي تقيم المستقبل في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات ورقمنة الحكومة، وهذه كلها أمور واقعة وماثلة أمامي، لذلك أعتقد ليس هنالك من كلمة مستحيل كما نحن عاصرناها وشاهدناها في لغة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

شكر

قال معالي زكي نسيبة: «شكراً لما نعيشه من أمل ونحن أحوج ما نكون وخاصة في المنطقة العربية لقيادات ملهمة مرنة تستطيع أن تتكيف مع العصر لكي تواجه تحديات المستقبل.

وهذا ما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. فهذه القيادة نحن بأمس الحاجة إليها ليس فقط لنا في دولة الإمارات ولكن لكي تكون النبراس الذي يعطي الأمل لمن حولنا».

Email