أزهريون: الإمارات عاصمة التعايش والتلاقي الحضاري انطلاقاً من قيم زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمّن علماء دين أزهريون إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 ليكون عاماً للتسامح، وذلك بناءً على أساس ما يشكله التسامح من قيمة مُهمة العالم في أمس الحاجة لتبنيها من أجل نشر السلام والرخاء بين الشعوب.

وأكد العلماء أن دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إعلانها العام 2019 عاماً للتسامح تعتبر عاصمة للتعايش والتلاقي الحضاري الذي يشهد له العالم بأسره، انطلاقاً من القيم التي غرسها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير أبناؤه عليها من بعده، ضاربين أنموذجاً كريماً للعالم.

وأشاد العالم الأزهري الدكتور محمود عبد الخالق دراز، مدير عام الجامع الأزهر وأستاذ العقيدة بجامعة الأزهر بالاهتمام الواسع بقيم التسامح والمودة والإخاء، باعتبار تلك القيم تسهم في نشر السلام والرخاء بين الشعوب، وقال: «إنه على الجميع التأسي بتلك الخطوة وأن تكون الأعوام كلها أعوام تسامح، انطلاقاً من قيمة التسامح وأهميته». وأضاف: «يجب على الإنسانية جمعاء العمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع».

وشدد دراز أن الدين الإسلامي يدعو للتسامح والعفو والتعايش السلمي، ويظهر ذلك في كثيرٍ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، التي تبرز سماحة الإسلام، فما أعظم هذا الدين حينما يحث على انفتاح الأمة، إذ لم يجعل المؤمن منطوياً على نفسه، بل جعله يتواصل مع حضارات الآخرين ويتفاعل معها وينظر في أمرها ويأخذ منها ما كان خيراً ويزيد عليه.

وبيّن دراز أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضرب أنموذجاً فريداً في مسألة التعايش السلمي بين أفراد المجتمع كافة، ويأتي تخصيص العام 2019 عاماً للتسامح تعبيراً عن تلك القيم الإنسانية الفريدة التي تتبناها الدولة، والتي أرسى معالمها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي القيم التي تؤمن بها الدولة التي تعد عاصمة للتعايش والتلاقي الحضاري.

تعاليم

وبدوره قال الدكتور خالد عمران أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «إن إعلان عام التسامح شيء راقٍ، يأتي انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي بل وتعاليم الأديان كلها، وكل فكر إنساني راقٍ؛ فالتسامح هو قيمة مهمة جداً لإحياء الشعوب وحياة الشعوب، وقد دعا القرآن الكريم والسنة النبوية إلى التسامح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى»، ومن قبل ذلك يدعو القرآن الكريم إلى العفو والصلح وكل ذلك من قيم التسامح، فيقول الله عز وجل «والصلحُ خير».

وتابع: «تعلمنا من الدين أن الله سبحانه وتعالى إنما يغفر لمن يغفر للناس ولمن يسَّرَ على الناس ولمن أفشى السلام وسط الناس، سواء عرفهم أم لا يعرفهم، هذا شيء يؤصل للتسامح بين الناس حتى بين المختلفين، ويؤصل لقيمة التماسك المجتمعي، ويجعل كل ذلك ليس مجرد كلام، لكن واجب ينبغي أن نسعى إليه ونفعله ونقيم له ما نستطيع».

وإلى ذلك، قال العالم الأزهري فضيلة الشيخ الدكتور ربيع الغفير: «إن التسامح من أجل قيم الإسلام وأحد مبادئه وتعاليمه، بل هو من مبادئ الشرائع السماوية كلها التي جاءت من أجل صنع حياة سعيدة للإنسان، إذ لا يحيا الإنسان سعيداً إلا إذا خلا قلبه من الحقد والضغينة والكره والبغضاء، فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز: «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»، والعفو هنا يعني التسامح، ويقول: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».

ويعتبر التسامح من أبرز الملامح في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فحين واتته الفرصة للانتقام من أهل مكة بعد أن خرج منها في العام 13 من البعثة عاد إليها منتصراً، ووقف أمامه بقية الكافرين من أهل مكة ونظروا إليه في وجل فسألهم: «ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء»، فقد كان التسامح بصفة عامة هو ما يميز حياة النبي في تعامله حتى مع خصومه. والتسامح كلمة مشتقة من السماحة، وهي البساطة واليسر وسعة الصدر.

Email