«أبا الثقافة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمناسبة تتويج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الفائزين في تحدي القراءة العربي، أهدى المستشار إبراهيم محمد بوملحه، سموه، هذه القصيدة..

مِنْ نبْضِ رؤيتِكَ الغرّاءِ أقتبِسُ

شِعراً نَدِيّاً كنفْحِ الفجْرِ ينهمِلُ

يُزخَرِفُ الأفْقَ ألواناً يَزِينُ بها

يغَار منها الصَّبا والصُّبحُ والأُصُلُ

أنَّى التَفتُّ أرى فَيْضاً مكارمَكمْ

يَسيلُ منها الوفا والصّدقُ والجَذَلُ

كالبحرِ إن فاضَ أطْمى سيْلُهُ سَعةً

مِن الشواطي التي بالخيرِ تكتحِلُ

يا ساكبَ الفِكْرِ في عَقْلِ الشبابِ رؤىً

جُوزيتَ خَيْراً عدَاكَ الهَمُّ والعِلَلُ

يا مَنْ أنرْتَ الدُّجى من فيْضِ سابِغةٍ

من فكرِكَ الثَّرِّ يا مَنْ بِالعلا ثَمِلُ

كم ذا شدوْتَ وكم ذا قدْ كتبْتَ رُؤىً

حتَّى بِهِ عِقْدُ جيدِ الفكرِ يكتمِلُ

كَمْ ذا رفعتَ مِنَ الأفكارِ أشرِعةً

بَيْضاً بِها مِنْ صميمِ الحَقِّ مشتَملُ

أبا الثقافةِ وَصْفاً قد عُرِفتَ بِهِ

يحدو بكَ القلَمُ الوضَّاءُ والأمَلُ

أهديتَ للجيل منها فَيْضَ سائِغةٍ

تُطفي الظَّما طيِّباً ما مثْلُها مَثَلُ

أبا الثقافةِ يا مَنْ صُغْتَ أحرفَها

على يدَيكَ جِراحُ الفكْرِ تَنْدَمِلُ

يا راسِمَ الفِكَرِ البيضاءِ منتَضياً

سَيْفَ الحقيقةِ لا خوفٌ ولا وَجَلُ

بنيتَ أسَّستَ للأجيالِ شامخةً

تعلُو الذُّرى هامَةً بالفضْلِ تَتَّصِلُ

بنَيْتَهَا قلْعَةً للعِلمِ ساطِعةً

كالبَدْرِ يلمعُ في الظَّلْما ويشْتَعِلُ

أعْنِي دبيَّ التي أبدعْتَها مَثَلاً

تَحارُ فيها النُّهى والقلْبُ والمقَلُ

Ⅶ Ⅶ Ⅶ

أجلَيتَهَا فِتنَةً يحدوكَ ناظرُها

في طرْفِهِ حَوَرٌ بالسِّحر يعتَمِلُ

يا مُبْدِعاً في الدُّنا ينتابُهُ طَرَبٌ

إذْ يَسْمَعُ الشِّعرَ رنّاناً به جَذَلُ

وأنتَ صُغْتَ السَّنا من حُسْنِه لغَةً

يَنُثُّ منْها النَّدى والعطرُ والغَزَلُ

يا سيرةً كُتبتْ بالمسكِ نافِحَةً

جَسَّدْتَها مَثلاً يسْمو بها المَثَلُ

أهدَيتَ للفِكْرِ كفَّاً لا شبيهَ لَها

كالوردِ يكثُرُ في أكمامِهِ النَّحَلُ

في محفلٍ حاز فيه الفخرُ منقَبَةً

إذْ قدْ تحقَّقَ فيهِ المطلَبُ الجَلَلُ

هذا التَّحدي الذي يَحْدو مَسيرَتَنا

يزهو بهِ في ذُرى عليائِهِ زُحَلُ

Ⅶ Ⅶ Ⅶ

هذا هُوَ الفِعْلُ في تأثيرِ بصْمَتِهِ

يَبْقَى لنا زمَنَاً بالْخيرِ ينهَمِلُ

يَبقَى على الدَّهرِ آياتٍ تَلُوحُ مَدى

في طَيِّها الفخْرُ والأمْجادُ والنَّفَلُ

يُعيدُ مجدَ الأُلى كانوا أساتِذَةً

إذ خلَّفوا أثَرَاً كالنُّورِ يشْتَعِلُ

يُعيدهُ اليومَ في أرجاءِ عالمِنا

محمّدُ الفِكْرُ والإبْدَاعُ والعَمَلُ

يُعيدهُ طيِّباً كالرَّوضِ رَوْنَقُهُ

يَفُوحُ منْهُ الشَّذى والعَزْمُ والأمَلُ

يُحيِي بِهِ في نفوسِ الجيلِ سائِغَةً

مِنَ الفِعالِ التي بالحُسْنِ تَكْتَحِلُ

يا بارك اللهُ فِيْ فِعْلٍ غدَوْتَ بِهِ

في قمَّةِ المجْدِ تحدو رَكْبَ مَنْ بَذلوا

تُعطي الشَّهاداتِ والأموالَ تَبْذُلُها

سَخِيَّةً ما بِها مَنٌّ ولا مَطَلُ

تباركُ الجهْدَ أفْعَالاً سَبَقْتَ بِها

معاصِرِيكَ فأنتَ الفَخْرُ والَمثَلُ

هذا هوَ الجمْعُ أهلُ الفِكْرِ في بَلَدٍ

جَمَعْتَهمْ يا رَعاكَ اللهُ يا رجُلُ

هذا اللقاءُ الذي ندعو لعاقِدِهِ

بالعمْرِ بالفضْلِ بالآلاءِ تنهَمِلُ

ماذا أوصِّفُ فوق الوصْفِ يا عَلَماً

لأمَّةٍ نابها الخُذْلانُ والوَجَلُ

فأنْتَ في عَصْرِنا نِبْراسُ نهضَتِها

يحدوكُ تاريخُها الوضَّاءُ والأمَلُ

يا رايَةَ العِزِّ في الآفاقِ خافقةً

بكلِّ معنىً جِميلٍ وَشْيُهُ العَمَلُ

 

 

Email