الدولــة تحيي يوم مكافحة شلل الأطفــال غــداً

الإمارات.. جهـود إنسانية مثمرة لاسـتئصال «شلل الأطفـال» في العالم

■ الحملات تعكس التزام الإمارات بالمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك دولة الإمارات العالم غداً الاحتفال بـ «اليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال» الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، وسط إشادة دولية بالدور الإماراتي في استئصال هذا الوباء ومساهمتها الفاعلة في تمويل ودعم حملات التطعيم ضده.

فيما تبرز الجهود المتميزة والمثمرة لحملة الإمارات للتطعيم ضد المرض في جمهورية باكستان الإسلامية، التي انطلقت، في يونيو عام 2014 تحت شعار «الصحة للجميع.. مستقبل أفضل»، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لأبناء الشعب الباكستاني الصديق وضمن مبادرة سموه لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم.

ويستفيد من حملات الإمارات لمكافحة شلل الأطفال 400 مليون طفل سنويا حول العالم، فيما بلغت القيمة الإجمالية للتبرعات التي قدمتها الدولة بهذا الشأن نحو 167.8 مليون دولار.

وتعكس جهود وحملات مكافحة مرض شلل الأطفال التزام دولة الإمارات بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال بمعدل 99% منذ عام 1988، من نحو 350 ألف حالة سجلت في ذلك العام إلى 22 حالة في عام 2017 على مستوى العالم، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه حالما يتم القضاء على شلل الأطفال، يمكن للعالم الاحتفال بالنجاح في إيصال منفعة عالمية عامة كبرى يستفيد منها جميع الناس على قدم المساواة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، حيث اكتشفت النمذجة الاقتصادية أن القضاء على شلل الأطفال سيوفر على الأقل من 40 إلى 50 مليار دولار على مدى السنوات الـ 20 المقبلة، معظمها في البلدان منخفضة الدخل.

ويصيب المرض الأطفال دون سن الـ 5 بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويتوفى ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

دعم عالمي

وأكدت الحملة أهميتها من خلال دورها في دعم المبادرة العالمية التي أقرتها الجمعية العامة للصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بنهاية العام الجاري 2018 ودعم خطة الطوارئ الوطنية التي أطلقتها الحكومة الباكستانية للقضاء على فيروس شلل الأطفال.

وشملت الحملة 66 منطقة وهي: إقليم خيبر بختونخوا ويضم 25 منطقة، وإقليم المناطق القبلية ويضم 13 منطقة، وإقليم بلوشستان ويضم 13 منطقة، وإقليم السند ويضم 12 منطقة.

وأكدت الحملة الإماراتية في باكستان أن الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات كانت فعّالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة، كما أكدت الدور القيادي للدولة في دعم الجهود الدولية وبرامج الأمم المتحدة لحماية المجتمعات من الأمراض والأوبئة والحد من تأثير الأزمات والكوارث عليها.

وحققت حملة الإمارات للتطعيم في الأراضي الباكستانية ومنذ انطلاق المرحلة الأولى منها في يونيو عام 2014 نتائج مبهرة أشادت بها المنظمات والهيئات الدولية .

والتي تُرجمت في عدد الحالات المسجلة بالإصابة بشلل الأطفال في عموم الأراضي الباكستانية. ففي عام 2014 بحسب منظمة الصحة العالمية سجلت باكستان 306 إصابات بشلل الأطفال وهو الأعلى عالميا حيث بلغ هذا الرقم 90% من عدد الحالات المسجلة على مستوى العالم في هذا العام.

4 مراحل

ونجحت المرحلة الأولى للحملة الإماراتية للتطعيم خلال 4 أشهر (يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر) في إعطاء حوالي 13.3 مليون جرعة لـ 3.6 ملايين طفل في إقليمي خيبر بختونخوا والمناطق القبلية، واتسعت المرحلة الثانية للحملة لتشمل أربعة أقاليم شملت:

إقليم السند وبلوشستان والمناطق القبلية وخيبر بختونخوا واستغرقت 5 أشهر من يناير إلى مايو عام 2015 وتمكنت من إعطاء أكثر من 73.3 مليون جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال لحوالي 17.4مليون طفل.

وتوسعت المرحلة الثالثة من حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال تحت شعار «الصحة للجميع.. مستقبل أفضل» والتي استغرقت 9 أشهر من مارس إلى ديسمبر عام 2016 وتمكنت من إعطاء أكثر من 71.6 مليون جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال لحوالي 10.7ملايين طفل.

فيما شملت المرحلة الرابعة في عام 2017 نفس الأقاليم وامتدت من فبراير وحتى ديسمبر من العام الماضي ونجحت في إعطاء 61.7 مليون تطعيم لحوالي 12.6ملايين طفل باكستاني.

ونجحت حملة الإمارات ذات الأربع مراحل في خفض عدد الإصابات بمرض شلل الأطفال في الأقاليم الأربعة من 306 حالات سجلت في عام 2014 إلى 54 حالة في عام 2015 انخفضت إلى 20 حالة في عام 2016 لتصل إلى 5 حالات في عام 2017 ثم إلى 3 حالات فقط في عام 2018، بنسبة انخفاض في عدد الإصابات خلال عام 2017 بنحو 99%.

مناطق صعبة

واستطاعت الحملة الإماراتية تحقيق نجاح آخر في إعطاء جرعات التطعيم للأطفال الباكستانيين في العديد من المناطق التي لم تنجح أية حملة دولية في دخولها منذ 5 سنوات، مثل منطقتي بارا وشارصدا وكذلك في أصعب المناطق ذات التوترات الأمنية والطبيعية الجغرافية القاسية مثل شمال وجنوب وزيرستان ومناطق كراتشي وكويتا وقلعة عبد الله.

كما تعد الأقاليم والمناطق التي نفذت فيها حملة التطعيم من أكثر المناطق المسجل فيها حالات الإصابة بشلل الأطفال في باكستان عام 2014، حيث بلغ عددها 298 حالة من أصل 306 حالات سجلت في عموم باكستان بنسبة 90% تقريبان علما بأن عدد حالات الإصابة بالمرض على مستوى العالم بلغ في نفس العام 342 إصابة.

دعامة أساسية

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المشاركة الإماراتية في حملة التطعيم مثلت دعامة أساسية في الحد من عدد الأطفال الذين غابوا خلال الحملات في المناطق النائية مما ساعد التطعيم على تحديد والوصول إلى الجميع الأطفال دون سن الخامسة، ولا سيما الأطفال الرضع داخل المركبات التي لا يستطيع التطعيم الوصول إليها مما أدى إلى رفع مستويات المناعة وانخفاض كبير في عدد الأطفال الذين أصيبوا بشلل الأطفال.

وأكدت المنظمة الدولية في أحدث التقارير التي أصدرها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط أن التعاون في محاربة شلل الأطفال المعدي مع شلل الأطفال أحدث اختلافاً حقيقياً في جهود التطعيم في البيئات الحضرية الكثيفة، فضلاً عن الأوضاع الريفية المتفرقة.

ومن العوامل الرئيسية في نجاح هذا التعاون القوة العاملة الماهرة التي يتمتع بها برنامج مكافحة شلل الأطفال في مجال التطعيم المجتمعي، والعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، والحشد الاجتماعي.

وأشار التقرير إلى أنه خلال كل جولة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في جميع أنحاء البلاد، يعمل حوالي 260 ألف عامل في مجال الصحة في الخطوط الأمامية لتحصين أكثر من 38 مليون طفل دون سن الخامسة في جميع أنحاء باكستان، ومع وجود خبرة حيوية على أرض الواقع في بعض أكثر الأوضاع صعوبة، فإنهم مصممون على ضمان نقل الدروس المستفادة من شلل الأطفال إلى التدخلات الصحية الأخرى.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه في أواخر أكتوبر الجاري سيتم تطعيم أكثر من 32 مليون طفل باكستاني ضد الحصبة في أواخر أكتوبر في حملة تلقيح في جميع أنحاء البلاد تجمع بين التمويل الوطني والأصول الكبرى لبرنامج شلل الأطفال.

تسجيل البيانات

وقدمت الحملة الإماراتية نموذجا متميزا في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وبذلت إدارة المشروع الإماراتي بالتعاون مع جميع الشركاء جهدا كبيرا لتطوير معايير تسجيل البيانات الإحصائية والتدقيق على النماذج المالية وتوحيدها، وتفعيل خطة الضبط والسيطرة في جميع المستويات.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور طاهر عباس مالك المسؤول عن برنامج مكافحة شلل الأطفال في باكستان حول برنامج التطعيم: «لقد ساعدت الجهود المتضافرة في الواقع كلا البرنامجين (الحصبة وشلل الأطفال) على إحراز تقدم نحو تحقيق أهدافهما، وبالنسبة لشلل الأطفال، مهدت هذه الجهود المنسقة الطريق لزيادة تغطية الأطفال الذين لم يحصلوا على التطعيم باستمرار.

لاسيما أولئك الذين يتحركون أو يقيمون في المناطق التي يصعب الوصول إليها وبالمثل، فإن التخطيط الجزئي المتكامل والرصد والإبلاغ عن الأطفال الذين لم يتلقوا التلقيح الأساسي «الجرعة الصفرية» كان له دور أساسي في التحصين الموسع للتمنيع لتحقيق مكاسب من خلال تعزيز التغطية.

لجنة إقليمية

وكانت اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال قد عقدت اجتماعها الحادي والثلاثين في الفترة 24-26 أبريل 2018 في دبي، واستعرض أعضاء اللجنة التقارير التي قدمتها جميع البلدان.

وقبلت اللجنة مبدئيا بالتقريرين المرحليين لكل أفغانستان وباكستان، وأوصت اللجنة بإدخال تعديلات على التحديثات السنوية حول الإشهاد لتؤكد أكثر أهمية تحليل المخاطر وتخفيف وطأتها، مع التركيز على أربعة مجالات: الترصد، والاحتواء، والتأهب للفاشيات والاستجابة، والاحتواء، والتأهب والترصد للفاشيات والاستجابة لها.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الجهود الإماراتية في باكستان ساهمت أيضا في إحداث الثقة المجتمعية في الأقاليم الباكستانية وبين المجتمعات المحلية التي كانت تعارض التطعيمات في السابق وانخفاض مستويات الرفض وزيادة في الطلب المجتمعي على التطعيم ضد شلل الأطفال.

إشادة دولية

وأشادت منظمة الصحة العالمية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة والدول والمؤسسات المانحة الموجهة إلى استئصال شلل الأطفال في العالم.

وأكدت أن ميزانية الأنشطة المقررة لعام 2017 مولت بالكامل بفضل الدعم المستمر والسخي الذي تقدمه الأوساط الإنمائية الدولية، بما في ذلك الدول الأعضاء ولاسيما البلدان المانحة بسخاء للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمنظمات المتعددة الأطراف والثنائية، والمصارف الإنمائية والمؤسسات الوقفية ومنظمة الروتاري الدولية.

جاء ذلك خلال تقرير دولي حول آخر تطورات المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والذي تم مناقشته خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية في مايو الماضي بجنيف بمشاركة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.

وعبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدانوم غبريسيس عن شكره العميق لدولة الإمارات على دعمها السخي على المدى الطويل والتفاني الذي لا يتزعزع للقضاء على شلل الأطفال، لا سيما الالتزام الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

مؤكدا أن هذا هو نوع الدعم الذي سيضمن الوصول إلى كل طفل لإكمال الوظيفة وإظهار الطريق لإيصال الصحة للجميع».

تحالف عالمي

ومن المقرر عقد مؤتمر رفيع المستوى في العاصمة أبوظبي يومي 10 و11 ديسمبر المقبل 2018 لاستعراض ما سيكون عليه نموذج التحالف العالمي للقاحات والتحصين في المستقبل، ولإتاحة الفرصة لحصر ودراسة أداء التحالف على مدى نصف الدورة الاستراتيجية الحالية للتحالف الممتدة خلال الفترة من2016 /‏‏‏2020.

إضافة إلى بحث سبل جديدة للعمل مع الشركاء مما يمكن التحالف من تشكيل تحالفات جديدة مع القطاع الخاص واتباع حلول مبتكرة لدفع الخطة العالمية للقاحات والتحصين.

وعرض تقرير المنظمة الدولية أحدث المعلومات عن الوضع الراهن للأهداف التي تنص عليها الخطة الاستراتيجية للقضاء على شلل الأطفال والشوط الأخير من استئصاله ويلخص التحديات البرمجية والوبائية والمالية التي تواجه الجهود المبذولة لإيجاد عالم خال من شلل الأطفال بصورة نهائية.

وذكر أن الجهود الرامية إلى استئصال جميع سلالات فيروس شلل الأطفال البري مستمرة وقد بلغ عن آخر حالات شلل الأطفال الناجم عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط 2 في عام 1999.

وتم الإشهاد الرسمي على استئصال فيروس شلل الأطفال البري في سبتمبر 2015 ولم يكتشف فيروس شلل الأطفال البري من النمط 3 في أي مكان من العالم منذ نوفمبر 2012، عندما بُلّغ عن آخر حالات شلل الأطفال الناجمة عن هذه السلالة في ولاية يوبي بنيجيريا.

وأفاد التقرير أن أفغانستان وباكستان ما زالت تُعاملان ككتلة وبائية واحدة ففي 27 سبتمبر 2017، كان قد بُلّغ عن 5 حالات شلل الأطفال الشللي الناجم عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في باكستان، مقارنة بـ 20 حالة في عام 2016 و6 حالات في أفغانستان، مقارنة بـ 13 حالة في عام 2016.

وفي الحفل الذي أقيم في أبوظبي 2 ديسمبر عام 2015 لتكريم خمسة أشخاص من مختلف دول العالم كرسوا حياتهم في سبيل استئصال مرض شلل الأطفال.

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن الإمارات في توجهاتها نحو العمل على مواجهة كل ما يؤثر على صحة وحياة الإنسان تنطلق من التزام أكيد وإيمان راسخ بأهمية لعب دور محوري في المساهمة في تنمية المجتمع الإنساني، وهو نهج أصيل تميزت به دولتنا منذ تأسيسها وهو قائم على التعاون مع الأطراف المعنية كافة والعمل بروح فريق العمل الواحد للقضاء على كل ما يؤثر على صحة الإنسان وأمنه وسلامته.

مبادرة عالمية

يشار إلى أن الخطة الاستراتيجية لاستئصال مرض شلل الأطفال والمرحلة الأخيرة منها والتي وضعتها «المبادرة العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال» هي أول خطة تضم كل العناصر اللازمة للقضاء على المرض، ويعد القضاء على مرض شلل الأطفال علامة بارزة على خريطة الطريق العالمية والتي تهدف إلى إنقاذ حياة حوالي 20 مليون شخص في العالم بحلول عام 2018.

ويصيب مرض الشلل، الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها تشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال بمعدل 99% منذ عام 1988، من نحو 350 ألف حالة سُجلت في ذلك العام إلى 359 حالة أبلغ عنها في عام 2014 ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض.

يصيب مرض شلل الأطفال من هم دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

وتشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال بمعدل 99% منذ عام 1988، من نحو 350 ألف حالة سُجلت في ذلك العام إلى 22 حالة أبلغ عنها في عام 2017 على مستوى العالم، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض.

22

بلغت حملات التطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى إقليم شرق المتوسط الذي يضم 22 دولة، 199 حملة تضمنت الاستجابة للحالات فضلاً عن حملات خاصة وحملات على المستوى الوطني في الفترة بين يناير 2017 إلى نهاية يونيو 2018 تم خلالها إعطاء ما يقارب 620 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال.

وتنفذ حكومتا أفغانستان وباكستان والشركاء خطط عمل وطنية محكمة للطوارئ لوقف سراية الفيروس خلال عام 2018. وساعد بصورة كبيرة التطعيم المجتمعي على يد متطوعين معينين محلياً، خاصة من السيدات على زيادة إمكانية الوصول للأطفال في مناطق السراية المتوطن فيها الفيروس في باكستان زيادة كبيرة.

10

يصل المعدل الطبيعي لجرعات لقاح شلل الأطفال إلى 3 جرعات، إلا أن خطة التطعيم لمنظمة الصحة العالمية في باكستان وافغانستان تركز على إعطاء كل طفل 10 جرعات من اللقاح وأكثر بسبب انتشار فيروس المرض وضعف المناعة وسوء التغذية وضعف الرعاية الصحية للأطفال.

وبحسب منظمة الصحة العالمية حتى أغسطس 2018 تم الإبلاغ عن وجود 13 إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط (1) على مستوى العالم (10 حالات في أفغانستان و3 حالات في باكستان) مقارنة بـ 22 حالة في العام الماضي 14 إصابة في أفغانستان و8 حالات في باكستان.

2011

ساهمت الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2011 في المساعدة بإنهاء شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان والصومال وإثيوبيا وكينيا والسودان.

ومثلت المشاركة الإماراتية في حملة التطعيم دعامة أساسية في الحد من عدد الأطفال الذين غابوا خلال الحملات في المناطق النائية مما ساعد التطعيم على الوصول إلى جميع الأطفال دون سن الخامسة، ولا سيما الأطفال الرضع داخل المركبات التي لا يستطيع التطعيم الوصول إليها مما أدى إلى رفع مستويات المناعة وانخفاض كبير في عدد الأطفال الذين أصيبوا بشلل الأطفال.

01

تعد الإمارات أول دولة مانحة للتحالف العالمي للقاحات والتحصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ أعلنت عن أول التزام لها بقيمة 33 مليون دولار أميركي لصالح التحالف في عام 2011، وفي عام 2016 أعلنت الإمارات التزامها بتقديم 5 ملايين دولار أميركي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين لدعم مبادرته «الابتكار في التناول وتوسيع النطاق والتكافؤ في التحصينات».

كما قدمت الدولة خلال مؤتمر منظمة الروتاري الدولية في يونيو 2017 في ولاية أتلانتا بجورجيا في الولايات المتحدة الأميركية، 30 مليون دولار لدعم جهود مكافحة استئصال شلل الأطفال من العالم.

أكدت «المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال» أن دولة الإمارات أوفت بكامل التزامها تجاه المبادرة العالمية بتقديم الدفعة الأخيرة من المبلغ الإجمالي البالغ 120 مليون دولار.

120

أعلنت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI) أن الإمارات قد أكملت التزامها بمبلغ 120 مليون دولار أميركي، الذي قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مؤتمر القمة العالمي للقاحات لعام 2013 في أبوظبي، مشيرة إلى أن الإمارات أيدت تسليم 281 مليون جرعة لقاح إلى باكستان لتطعيم الأطفال.

ولفتت إلى أن الإمارات تعهدت بتقديم مبلغ إضافي قدره 30 مليون دولار من أجل استئصال شلل الأطفال، كما أن الإمارات نشطة على الأرض في باكستان من خلال برنامج المساعدات بين الإمارات وباكستان.

8

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتعزيز وتطوير الرعاية الصحية للمجتمع والأفراد من أبناء الشعب الباكستاني وبخاصة في المناطق النائية والفقيرة، تم منذ عام 2011 وحتى عام 2016 تنفيذ 8 مشاريع صحية في جمهورية باكستان الإسلامية، وبتكلفة قدرت بـ 125 مليوناً و888 ألف دولار.

معايير

وشملت مشاريع الإمارات في مجال الصحة، إنشاء وتجهيز وصيانة 8 مستشفيات وعيادات وفق أحدث المعايير العالمية في الجوانب المعمارية والفنية والطبية، بما يضمن تمكينها من تقديم كافة الخدمات الصحية الطبية للمنتفعين بكل كفاءة واقتدار وتميز، حيث تبلغ سعة المستشفيات التي تم تنفيذها 1300 سرير ومؤهلة لاستقبال وعلاج حوالي 3 ملايين مريض سنوياً.

رعاية

كما تتميز هذه المبادرة في أهميتها في توفير الرعاية الصحية للنساء والأطفال باعتبارهم ركيزة أساسية لصحة الأسرة، حيث تم اعتماد إنشاء مستشفيين نموذجيين مخصصين لعلاج النساء والأطفال وحالات الطوارئ هما مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة سيدو شريف في إقليم خيبر بختونخوا، ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك في منطقة جنوب وزير ستان بإقليم المناطق القبلية فتح.

كما تم ضمن هذا المجال، إنشاء وتجهيز المستشفى الباكستاني الإماراتي العسكري في إسلام أباد، ومستشفى «باجور» في منطقة باجور ومعهد طبي في «سوات» وعدد من العيادات الطبية في القرى الباكستانية.

تطعيمـات شلل الأطفـال مجـانـــاً في مراكز الرعاية الأولية لـ«صحة دبي»

نفذت هيئة الصحة في دبي، والجهات الصحية في الدولة حملات تطعيم لتحصين الأطفال، بهدف رفع المناعة، ووفرت تطعيمات ضد شلل الأطفال بالمجان في جميع المراكز الصحية التابعة للهيئة، ورغم استئصال شلل الأطفال في الإمارات منذ عام 1992، أو عدم ظهور أي حالة منذ ذلك الوقت، إلا أن وجود المرض في بعض الدول، مثل باكستان وأفغانستان ما زال يشكل خطراً على دول المنطقة برمتها.

ويهدف برنامج التحصين الموسع بالأساس إلى حماية الطفولة والفرد، وكذلك المجتمع من الإصابة بالأمراض الخطيرة والقاتلة، وبالتالي فإن الخدمات الوقائية التي تقوم بها الهيئة ستنعكس إيجاباً على صحة وبيئة المجتمع مع توفير حياة آمنة خالية من مخاطر الأمراض الانتقالية العديدة لمنع انتشارها وتكاثرها.

مناعة

وقال الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة في هيئة الصحة بدبي: إن توفير لقاح شلل الأطفال الثنائي، بدلاً من الثلاثي، في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية يأتي استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، للقضاء على فيروس شلل الأطفال، حيث يؤدي منح اللقاح الثنائي إلى زيادة المناعة ضد المرض لدى الأطفال، بناء على النتائج الطبية الصادرة من العديد من الجهات الدولية.

وأشار إلى أن هيئة الصحة تعمل على تحقيق الرؤية والاستراتيجية الدولية والإقليمية والعالمية، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بأولويات التحصين، منوهاً بأن نسبة التغطية للقاحات تجاوزت أكثر من 95%، إضافة إلى تطوير وتحديث البرنامج الوطني للتحصين، من خلال إدخال لقاحات جديدة خلال السنوات الماضية.

إجراءات

وقالت الدكتورة فاطمة العلماء استشارية ورئيس وحدة الطفولة بهيئة الصحة بدبي: شلل الأطفال «فيروسي» شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى.

وبفضل الله لم تظهر أي حالات لشلل الأطفال في دولة الإمارات منذ عام 1992، ولكن مع ظهور المرض في بعض البلدان المجاورة بات من الضروري اتخاذ إجراءات إضافية لتحصين الأطفال المعرضين للإصابة بالمرض لمحاصرة المرض، والحفاظ على دولة الإمارات خالية من شلل الأطفال من خلال.

وتوفير تطعيمات شلل الأطفال بالمجان في جميع المراكز الصحية التابعة لهيئة الصحة، والمشاركة في حملات التطعيم، التي تهدف إلى رفع درجة المناعة، والتوعية المجتمعية المستمرة، والترصد المستمر لحالات الشلل الرخو الحاد.

وقاية

وأضافت: التطعيم ضد مرض شلل الأطفال هو السلاح الأساسي للوقاية ومنع انتشار المرض، ومن خلال البرنامج الوطني للتحصين يتم تطعيم الأطفال في جميع المراكز الصحية التابعة لهيئة الصحة بدبي بلقاح شلل الأطفال العضلي في عمر شهرين و 4 شهور ولقاح شلل الأطفال الفموي في عمر 4 شهور، 6 شهور، 18 شهراً و 5 سنوات.

بالإضافة إلى حملات التطعيم التي تهدف إلى رفع درجة المناعة وتوسيع التغطية. وقد تم تنظيم آخر هذه الحملات في نوفمبر 2014 (المرحلة الأولى) واستهدفت الحملة الأطفال دون عمر الخامسة وبلغ عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم 45437 بنسبة 59%.

وفي يناير 2015 (المرحلة الثانية) تم تطعيم 51110 أطفال بنسبة 66.4%، ويتم حالياً إعطاء شلل الأطفال الثنائي، بدلاً من الثلاثي، في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية، للقضاء على فيروس شلل الأطفال، حيث يؤدي منح اللقاح الثنائي إلى زيادة المناعة ضد المرض لدى الأطفال، بناء على النتائج الطبية الصادرة من العديد من الجهات الدولية.

عدوى

وأوضحت الدكتورة العلماء أن فيروس شلل الأطفال يعتبر من الفيروسات شديدة العدوى وينتقل عن طريق الفم ويتكاثر بالحلق والأمعاء ويخرج مع البراز، حيث ينتقل إلى شخص آخر عن طريق البراز الملوث، بالإضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس، كما يمكن أن ينتقل من خلال الرذاذ المتطاير من العطس أو السعال .

ولكن ذلك أقل شيوعاً، و يمكن للشخص المصاب بالعدوى أن ينشر الفيروس إلى آخرين على الفور وقبل ظهور الأعراض عليه كما يمكن للفيروس أن يعيش في براز الشخص المصاب لعدة أسابيع ويمكن أن يؤدي إلى تلوث الغذاء والماء في ظروف غير صحية.

أعراض

وحول أعراض المرض وأعضاء الجسم التي يهاجمها الفيروس وهل يمكن أن تؤدي الإصابة بشلل الأطفال للوفاة، أوضحت أن نحو 72% من المصابين بالعدوى لا تظهر عليهم أعراض واضحة للمرض.

في حين تظهر الأعراض في حالة واحدة من كل أربع حالات تظهر عليهم أعراض مشابهة لنزلات البرد مثل الحمى، ألم الحلق، الصداع، شعور بالتعب، الغثيان، وألم بالمعدة وتستمر هذه الأعراض لمدة يومين إلى 5 أيام ثم تتحسن تلقائياً، غير أن نسبة قليلة من المصابين تتطور لديهم أعراض أخرى أكثر خطورة .

حيث يتسلل الفيروس إلى الدماغ والحبل الشوكي ويؤدي إلى التهاب بالسحايا (الأغشية المحيطة بالمخ) يحدث عند1 من كل 25 شخصاً مصاباً وقد يتطور إلى شلل عضال ويصيب 1 من كل 200 شخص مصاب، وتحدث الوفاة في ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل نتيجة حدوث شلل بالعضلات التنفسية.

Email