مركز محمد بن راشد للفضاء منصة لدعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني | من المصدر

خطط فضائية تضع بصمة واضحة للإمارات عالمياً

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

شكل دخول الإمارات لنادي الفضاء العالمي هاجساً معرفياً وخطوة كبيرة عملت الدولة على ترك بصمة مهمة فيه، فيما مثلت رؤية القيادة والمشاريع والخطط المتعددة التي دُشنت، نقطة تحول مهمة نحو استشراف المستقبل العلمي للدولة، وتنوعت المشروعات لتشمل «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، والأقمار الصناعية «خليفة سات» و«دبي سات 1 و2»، ومشروع مدينة المريخ العلمية، فضلاً عن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي اختار رائدي فضاء إماراتيين أخيراً، وجارٍ تدريبهما في روسيا استعداداً للاشتراك في أول رحلة لمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إطلاق مركز محمد بن راشد للأبحاث المستقبلية، وغيرها من تأهيل متسارع للبنية التحتية المتخصصة في القطاع.

وكالة الإمارات

وأصبحت «وكالة الإمارات للفضاء» و«مركز محمد بن راشد للفضاء»، بمجهوداتهما ودعم القيادة والحكومة، منصة لإطلاق المشاريع والخطط المعنية بالقطاع، والمعنيتين بهذا الملف الحيوي الذي سيضع للإمارات بصمة مهمة عالمياً خلال الفترات المقبلة، وبرهن على ذلك بلوغ الاستثمارات في هذا القطاع 20 مليار درهم خلال الـ 10 سنوات الماضية، مما يؤكد الإرادة السياسية الموجودة لتحقيق نجاحات مستقبلية للدولة، فضلاً عن وجود مشروع لقانون بشأن الفضاء.

وجاء إصدار وكالة الإمارات للفضاء، السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة، خطوة فارقة نحو تحقيق رؤية الدولة وطموحاتها للوصول إلى أعلى المراتب الدولية والإقليمية في هذا الشأن، من خلال تنمية وتطوير قدراتنا، وبناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويساهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، ويؤصل ثقافة الابتكار والاعتزاز القومي، ويرسخ دور دولة الإمارات ومكانتها إقليمياً وعالمياً.

وتتماشى السياسة الوطنية لقطاع الفضاء مع رؤى وسياسات الدولة وخططها الاستراتيجية للقطاعات المختلفة، بما يدعم النمو والتنوع الاقتصادي والمصالح الوطنية، حيث تضع السياسة، اللبنة الأولى التي سيبنى عليها الإطار التنظيمي لقطاع الفضاء الوطني، بما يضمن تحقيقه للأهداف الموضوعة على المديين القصير والبعيد، وتعزيز ريادة الدولة إقليمياً وعالمياً في مجال الاستخدام السلمي للفضاء وتطوير القدرات الفضائية.

سياسة وطنية

ومن شأن السياسة الوطنية لقطاع الفضاء أن تدعم جهود البحث العلمي والابتكارات والتقنيات الفضائية والأبحاث ذات الصلة، ودعم المشاريع الفضائية على رأسها مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، فيما تكمن أهمية السياسة في ضمان تقديمها مساهمة رئيسية لما تشهده الإمارات من نهضة علمية وتقنية في مختلف المجالات والصناعات، خاصة أن الفضاء يعد من بين القطاعات الوطنية الرئيسية السبعة ضمن الاستراتيجية الوطنية للابتكار. وتشمل السياسة المبادئ الرئيسية التي توضح كيفية مساهمة قطاع الفضاء في تحقيق الرؤية الوطنية وأولوياتها وأهدافها التي تنسجم مع رؤية وسياسات دولة الإمارات وخططها الاستراتيجية في القطاعات المختلفة، إضافة إلى الأهداف والطموحات التي تصف غايات الدولة فيما يتعلق بأنشطتها الفضائية.محمد بن راشد للفضاء

من جهته شكّل مركز محمد بن راشد للفضاء، منصة لدعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني، ودفع عجلة التنمية المستدامة في هذا القطاع، خاصة أنه يضم كوادر إماراتية عالية الكفاءة ذات مستوى علمي رفيع، من المهندسين، والفنيين، والخبراء، الذين يعملون داخل منظومة احترافية، بهدف تعزيز الدور الإماراتي، والانضمام إلى النادي العالمي للدول المتسابقة في الاكتشافات العلمية والعلوم المتقدمة، ويعمل المركز على رفد الأجيال العلمية الجديدة بالعلوم المتقدمة والاكتشافات العلمية، من خلال مرافق البحث والتطوير الموجودة في مقره، والبحث عن دور عالمي في مجال أبحاث الفضاء.

وجاء في مقدمة المشاريع الفضائية للإمارات، والتي بدأ العد التنازلي لإطلاقها القمر الصناعي «خليفة سات» وهو أول قمر صناعي صنع في الدولة بالكامل وعلى أيدي مهندسين إماراتيين 100%، حيث سيتم إطلاقه في 29 أكتوبر المقبل، فيما يعد أيقونة هندسية فائقة التطور، وهو مخصص لأغراض رصد الأرض، ويمتلك خمس براءات اختراع، كما توجد لدى المركز كذلك أقمار صناعية أخرى مثل دبي سات 1 و2، ونايف1.

مسبار الأمل

وبدأ المركز العمل على إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، أطلق عليه اسم «مسبار الأمل»، لتصبح الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وسينطلق المسبار في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد الدولة، ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي، فيما تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، ويقوم بتطويره مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء دوليين.

وستستمر مهمة المسبار حتى العام 2023 مع إمكانية تمديدها حتى العام 2025، وسيوفر المشروع أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، حيث سيقوم فريق من الباحثين والعلماء الإماراتيين بدراستها ونشرها لأكثر من 200 مركز بحثي حول العالم ليستفيد منها آلاف العلماء المتخصصين في علوم الفضاء، ويبلغ عدد فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ 75 حالياً ليصل لـ150 مهندساً وباحثاً قبل العام 2020.

مدينة المريخ

ويعد «مشروع المريخ 2117» الذي يستهدف بناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول عام 2117، و «مبنى مدينة المريخ العلمية» الجاري العمل عليها حالياً، خطوة مهمة من شأنها توفير سبق معرفي ضخم، خاصة أن عدد المراكز البحثية التي ستستفيد مما ستوفره المدينة من فرص لاكتشاف الفضاء سيبلغ 200 مركز بحثي في مختلف أنحاء العالم، وأنه بإنجاز المشروع سيكون المبنى الأكثر تطوراً في العالم، وبالإمكان تنفيذه بشكل كامل على كوكب المريخ، وقد عملت على المشروع فرق عدة من علماء ومهندسين ومصممين، يقودهم فريق علمي هندسي إماراتي من المركز.

 

الأكثر مشاركة