خبراء روس لـ«البيان»: المملكة سد منيع أمام التدخلات الخارجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنظر روسيا إلى المملكة العربية السعودية كدولة ريادية في العالمين العربي والإسلامي، تملك ثقلاً روحياً وسياسياً وإقتصادياً، ورقماً صعباً في التوازنات الدولية والإقليمية، ومفتاحاً للحل في أكثر من ملف معقد في الفضاء الجيوسياسي.

وبمناسبة العيد الوطني للمملكة، استطلعت «البيان» آراء خبراء روس حول الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الرياض وموسكو، ودور المملكة الحيوي في الظروف الاستثنائية والمعقدة التي تعيشها حالياً منطقة الشرق الأوسط والعالم، مع اتساع بقعة الاضطرابات ودخول المنطقة في خطر تمدد وانتشار حركات التطرف والإرهاب.

أسعار النفط

يرى الخبير في العلاقات العربية الروسية أندريه أونتيكوف، أن التفاهمات السياسية بين موسكو والرياض في أكثر من ملف حيوي، والتنسيق المتواصل بينهما لنزع فتيل الأزمات في أكثر من بقعة في العالم، يسهم في تعزيز الاستقرار على الصعيد الدولي. ويرى أن العلاقات الإيجابية أصبحت تملك بعداً أكثر حيوية لموسكو، نظراً لمصلحة كل منهما في المحافظة على استقرار أسعار النفط، الذي يمثل مصدراً مهماً للدخل في كلٍّ من روسيا والسعودية، وكذلك للظروف الاقتصادية المعقدة التي تمر بها روسيا، لا سيما على ضوء وقوعها تحت طائلة العقوبات الغربية بسبب ملف القرم.

وأضاف أن رصداً للقاءات التي جمعت بين قادة البلدين تقود إلى استنتاج مفاده أنها على الطريق الصحيح.

وأكد أن موسكو ترى في السعودية عاملاً لتدعيم الاستقرار، ومدافعاً عن مصالح المنطقة، وسداً منيعاً أمام التدخلات الأجنبية، مشيراً إلى دورها في دعم إعادة الاستقرار إلى مصر التي تعرضت إلى خطر وقوعها ضحية حركات التطرف والإسلام السياسي، ومذكراً بأن موسكو، كما الرياض، تعتبر ما يسمى بـ«حركة الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية، وتحظر أي نشاط لها على أراضيها.

الدور الروحي

بدوره قال المستشار في المجلس الروسي للعلاقات الدولية غريغوري كوساتش، أن روسيا تقيم أهمية للدور الروحي للمملكة ودورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي، وتعتبرها ممر لأفضل علاقات التعاون مع هذه البقعة الحيوية والاستراتيجية.

وأضاف أن «آلاف المسلمين الروس يزورون سنوياً المملكة لأداء مناسك الحج، ويعودون بانطباعاتهم الإيجابية عن الرفاه والأمن والاستقرار الذي يطبع كافة نواحي الحياة في البلد، ورسوخ قيم التسامح، واهتمام المملكة بتأمين أفضل الخدمات لزوار بيت الله الحرام».

ورأى أن افضل تعبير عن أهمية المملكة بالنسبة لروسيا جاء خلال لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة العشرين، عندما قال بأن موسكو تعير أهمية استراتيجية للتعاون ذي المصلحة المتبادلة والمتعدد الأوجه مع العربية السعودية، نظراً للثقل السياسي والروحي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة، التي يمكن حل أي قضية هامة في المنطقة دون مشاركتها.

مرحلة تاريخية

يؤكد الخبير في العلاقات العربية الروسية أندريه أونتيكوف، أن منسوب اهتمام موسكو بتعزيز التقارب مع المملكة دخل مرحلة تاريخية جديدة بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1990، مضيفاً أنه ومنذ ذلك الوقت شهدت تقارباً استراتيجياً وتطوراً في مختلف المجالات، دللت عليه الزيارات المتبادلة للقادة والمسؤولين في البلدين، التي توجت في الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا في أكتوبر 2017، وعززتها كذلك الزيارات التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان إلى كل من موسكو وسانت بطرسبورغ.

Email