برعاية عبدالله بن زايد

الملتقى السنوي للشباب يناقش تمكين قادة المستقبل

نهيان بن مبارك ولبنى القاسمي خلال حضورهما فعاليات الملتقى | تصوير: سيف الكعبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، انطلقت أمس في مجمع بينونة التعليمي بمدينة زايد بمنطقة الظفرة أعمال ملتقى مؤسسة الإمارات السنوي للشباب تحت شعار «إرشاد وتمكين قادة المستقبل».

افتتح الملتقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد، ومحمد العبار رئيس شركة إعمار العقارية.

وميثاء الحبسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، وعدد من كبار المسؤولين والمهتمين بقضايا الشباب والخبراء في مجالات الاستثمار وأعيان منطقة الظفرة. ويعد الملتقى الأول والأكبر على مستوى منطقة الظفرة ويناقش الاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على مستقبل تنمية الشباب وكذلك الدور المنشود للشباب في إحداث أثر إيجابي مستدام في المجتمع.

تجمع شبابي

كما يعد الملتقى أكبر تجمع شبابي تشهده منطقة الظفرة، حيث يهدف إلى إشراك الشباب من جميع أنحاء الدولة ورفع كفاءاتهم وتزويدهم بمنبر يستطيعون من خلاله تطوير قدراتهم وإحداث تأثير اجتماعي إيجابي ومستدام فضلاً عن إعدادهم لدورهم المنشود كقادة للمستقبل.

وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الكلمة الافتتاحية للملتقى، أشاد فيها بدور الشباب في بناء المستقبل وبالدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات مثل مؤسسة الإمارات في تعزيز سبل التعاون بين القطاعين العام والخاص وتمكين الشباب وإشراكهم في مسيرة التنمية لتحقيق أثر إيجابي مستدام.

وقال: «نحمد الله كثيراً، أن دولتنا الحبيبة تهدف إلى تنمية قدرات الشباب على الريادة والمبادرة والإسهام الفاعل في مسيرة الدولة والعالم، وتسعى إلى استثمار الطاقات الإبداعية والابتكارية للشباب ومساعدتهم على التعامل الناجح مع معطيات هذا العصر المتغير بصفة دائمة، فنحن دولة ترى في أبنائها وبناتها أعظم مورد وأفضل استثمار،.

ودولة تحرص كل الحرص على إتاحة جميع الفرص أمامهم للتعلم على أعلى المستويات ولتحقيق كل آمالهم وطموحاتهم في الحاضر والمستقبل على حدٍ سواء، حتى أصبح شبابنا يشعرون دائماً أنهم جزء أساسي في المجتمع، وأن الوطن بالفعل يقدرهم ويحرص عليهم ويسعى إلى إسهاماتهم وعطائهم، بل ونجاحاتهم المستمرة».

اعتزاز

وأضاف معاليه، ونحن نحتفل بعام زايد الخير فإنما نتذكر بعظيم الفخر وبالغ الاعتزاز، مقولة مؤسس الدولة، الراحل الكريم، المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه، والتي كان يكررها لنا دائماً وباستمرار، «المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض الطيبة، وهو أغلى إمكانيات هذا البلد، وأنه لا تنمية للقدرة المادية، بدون أن يكون هناك ثروة بشرية وكوادر وطنية، مؤهلة وقادرة على بناء الوطن».

وأوضح معاليه أن الملتقى الذي يدور هذا العام حول «إرشاد وتمكين قادة المستقبل»، يأتي تأكيداً للأهمية القصوى لهذا الأمر، الذي يرتبط بقدرة دولتنا العزيزة على التطور والنجاح والتنافس في هذا العصر الذي يكون نجاح المجتمعات فيه بمقدار نجاحها في تعبئة طاقات الشباب وتمكينهم من أداء دورهم في تشكيل مستقبل الاقتصاد الوطني.

بل وتشكيل مستقبل المجتمع كله، فهو موضوع مهم للغاية لأنه يعكس ما لدينا من قناعةٍ كاملة أن مستقبل الدولة ورخاء المجتمع، إنما هو رهن بقدراتنا الفردية والجماعية على الإبداع المستمر والابتكار المفيد.

وتابع: «موضوع هذا الملتقى، إنما يشير بكل وضوح إلى أن تمكين الشباب، يتطلب أن يكون لدى كل منهم رؤية واضحة للمستقبل، وقدرة على اكتشاف الفرص المتاحة، فتمكين الشباب يتطلب منهم المثابرة والمتابعة والاستمرارية والأخذ بالمبادرة فهو يعني تنمية القدرة لديهم على البحث عن الأفكار الجديدة، والتمييز بينها،.

كما يتطلب منهم الانفتاح الذكي على العالم وتأكيد إسهاماتهم في نشر قيم التسامح والتعاون والفهم المشترك بين الدول والثقافات فنحن في عصر يتطلب القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، والتمسك بالقيم والأهداف الاستراتيجية، والتعود على التفكير للمستقبل البعيد، دون التركيز فقط على تحقيق الربح السريع أو المكاسب قصيرة الأجل».

وقال إنني أوافقكم تماماً فيما تؤكدونه من خلال هذا الملتقى بأن الشباب بما لديهم من طاقة وقدرة هم قوة أساسية لتحقيق الخير والرخاء في المجتمع والعالم، وأوافقكم تماماً أيضاً على أن تمكين قادة المستقبل لا ينبغي أن يكون مجرد تعبير فضفاض أو حتى مجرد مفهوم نبيل نردده من حين لآخر.

بل يجب أولاً وقبل كل شيء، أن يكون هذا الهدف الوطني المهم هو الحافز الأساسي لخطط عمل واضحة على كافة مستويات المجتمع، وأوافقكم أن جميع أفراد ومؤسسات المجتمع عليهم واجب ومسؤولية في الإسهام في تمكين قادة المستقبل، على طريق تحقيق الخير والازدهار في الحاضر والمستقبل في المجتمع والعالم على حدٍ سواء.

انتماء

واختتم معاليه «نصيحتي لكل منكم أن يراعي في سلوكه دائماً الانتماء المخلص للوطن والولاء القوي لمسيرته والاعتزاز البالغ بقادته، والالتزام الواعي بالهدف، والانضباط الكامل في العمل، والحرص كل الحرص على تحقيق العائد الأكبر من كل ما وهبه الله لكم من طاقاتٍ وإمكانات».

من جهته، أكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات، أن تمكين الشباب يأتي على رأس أولويات مؤسسة الإمارات، لذا نعمل على إعدادهم بالشكل الأمثل لدورهم المنشود كقادة للمستقبل كما نعمل على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب لإشراكهم في المبادرات والبرامج التي تساعدهم للقيام بهذا الدور في مختلف القطاعات.

وأكد معاليه أن ملتقى مؤسسة الإمارات للشباب جزء مهم من عملية تمكين الشباب وذلك لدوره البارز في توفير منصة تجمع شبابنا المبتكرين، قادة المستقبل، وتتيح لهم فرصة التفاعل مع الخبراء في مختلف المجالات.

اهتمام

ومن جانبها، أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي خلال جلسة حوارية في الملتقى تحت عنوان «قيادة وبناء المستقبل، مسؤولية الشباب»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أولت اهتماماً بالغاً بتنمية الشباب في مختلف المراحل وجعلت منهم شركاء حقيقيين في مسيرة التنمية والتطوير .

وذلك في ظل التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لذلك فإن الشباب اليوم عليهم مسؤولية كبيرة لإحداث فرق حقيقي وملموس ليس فقط في إطار عملهم وحياتهم الشخصية ولكن للمجتمع والوطن.

وأكدت أن تحلي الشباب بالموهبة والشهادات لا يكفي، بل يجب أن يتسلح الشاب بالمثابرة ويبذل قصارى جهده لتحقيق الإنجازات المتتابعة واتخاذ المسار الصحيح نحو مستقبل مزدهر.

وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي أن الاعتماد على الشباب يساعد في عملية تمكينهم، فبمجرد أن يشعروا بالمسؤولية يمكنهم تحقيق أشياء عظيمة واتخاذ قرارات صائبة ويفكرون خارج الصندوق لتنفيذ تلك المسؤوليات على أكمل وجه.

وتناولت الشيخة لبنى القاسمي في ختام الجلسة الصعوبات التي يمكن أن يوجهونها خلال مراحل التعليم والعمل ووجهت لهم النصائح العملية لمواجهة أي صعوبات تواجههم في المستقبل.

تجارب

ودعا محمد العبار رئيس شركة إعمار العقارية، الشباب إلى العمل والحراك المستمر وخوض التجارب، حيث إنهم هم أولى خطوات النجاح، فالفشل جزء طبيعي من طريق النجاح، مشيراً إلى أن نجاحه ورئاسته لمجموعة ناجحة تحقق المليارات كأرباح سنوية جاءت بعد خسائر كثيرة في مشروعات عديدة ومحال مختلفة لم يكتب لها النجاح، ولكنها كان لها أكبر الأثر في صقل شخصيته وتجاربه وخبرته مما ساهم في تحقيق النجاح بعد ذلك.

وحول مشروع نون، أكد العبار أنه جاء كفكرة للحفاظ على الاقتصاد الوطني من الهجمات الإلكترونية للمواقع الكبرى، مؤكداً أن الوطن العربي في حاجة إلى موقع قوي قادر على المنافسة أمام التحديات الكبرى، مستشهداً بموقعي أمازون في الولايات المتحدة الأميركية الذي يستحوذ على أكثر من 60% من سوق التجارة الإلكترونية.

وأيضاً موقع علي بابا في الصين والذي يستحوذ على ما نسبته 70% من السوق الإلكتروني، مؤكداً أن الدولة ما زالت تحتاج إلى مزيد من الأفكار البناءة التي سيكتب لها النجاح لو أحسن الشخص العمل عليها، مبيناً أن الاقتصاد الإلكتروني في الدولة يحتاج إلى تطوير.

وأعلنت ميثاء الحبسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات خلال كلمة لها في الملتقى عن الافتتاح الرسمي لمكتب المؤسسة التنسيقي بمنطقة الظفرة والذي سيلعب دوراً حيوياً في إشراك أكبر عدد من الشباب في المنطقة في برامج المؤسسة والاستفادة منها فضلاً عن تزويدهم بمنصة مستدامة يمكن من خلالها تقديم مساهمات جادة وذات مغزى للمشاركة بفعالية في مسيرة التنمية.

من جهته قال علي أسد علي نائب أول للرئيس للتنفيذي للموارد البشرية والشؤون الإدارية في شركة أدنوك للإمداد والخدمات ضمن القصص الملهمة التي شهدها اليوم الأول:

«تبذل أدنوك جهوداً كبيرة لتطوير الكوادر البشرية وتمكين الشباب، ومن المتوقع أن توفر استراتيجيتها للنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات أكثر من 15 ألف فرصة عمل بحلول عام 2025، وأن تُساهم بإضافة 1 بالمئة إلى الناتج المحلي الإجمالي سنوياً».

فقرات

وشهدت فعاليات اليوم الأول عرضاً لقصص نجاح ملهمة، حيث تحدث علي أسد علي نائب أول للرئيس التنفيذي للموارد البشرية والشؤون الإدارية في شركة بترول أبوظبي «أدنوك»، عن قصة نجاحه والسبل التي قابلته حتى وصل إلى ما هو عليه على الرغم من ضعف النظام التعليمي القديم.

كما تحدث محمد العيدروس سفير السعادة بمؤسسة الإمارات للشباب، عن جهود الدولة المبذولة لتمكين الشباب عبر قص قصته الملهمة والتي دفعت بأن حاز لقب سفير السعادة.

يذكر أن ملتقى مؤسسة الإمارات السنوي للشباب يجمع نخبة من المسؤولين والخبراء من أكبر الشركات والمؤسسات العامة والخاصة على مستوى الدولة مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة «مبادلة للاستثمار» (مبادلة)، وشركة رويال داتش شل، وشركة بي بي البريطانية، وشركة توتال، ومصرف أبوظبي الإسلامي ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

رعاية

يحظى الملتقى الذي يستمر يومين برعاية من شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» كراع رئيسي وشركة (مبادلة) كراع مساهم، وسيشهد أربع جلسات رئيسية و12 ورشة عمل تفاعلية وتوفير منصة لتبادل الخبرات والمعرفة فضلاً عن تعزيز ثقافة العطاء وروح الابتكار وتمكين الشباب، قادة المستقبل من تحقيق أثر اجتماعي إيجابي مستدام.

Email